نبيل بنعبد الله ينجح في رأب الصدع داخل الأغلبية لم يفقد نبيل بنعبد الله الأمل أبدا في عودة الحيوية واستئناف التشاور والتنسيق بين قيادات أحزاب الأغلبية الحكومية، ولقيت الجهود التي بذلها خلال الأسابيع الماضية، صداها، والتي كان يدعو خلالها مكونات الأغلبية للعودة إلى جادة الصواب لمواجهة التحديات المقبلة، وانقشعت غيوم الخلافات. ويرتقب أن يعود زعماء الأحزاب المكونة للتحالف الحكومي، في الأيام القليلة المقبلة، إلى عقد اجتماعاتهم الدورية، بعد فترة من الغياب، بعد أن نجحت جهود الوساطة التي باشرها الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية ووزير السكنى والتعمير وسياسة المدينة، لتلطيف الأجواء بين حزب الاستقلال والعدالة والتنمية. ويستعد قادة الأحزاب الأربعة المكونة للتحالف الحكومي لعقد اجتماع في غضون الأيام القليلة المقبلة، بعد الخلافات التي أجلت عقد مثل تلك الاجتماعات خلال الأشهر القليلة الماضية، والتي أجلت الحسم في عدد من القضايا. وأثمرت جهود الوساطة التي قام بها كل من نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، وامحند لعنصر، الأمين العام للحركة الشعبية، لتلطيف الأجواء مع الأمين العام لحزب الاستقلال، حميد شباط، وإعادة سكة الأغلبية الحكومية إلى مسارها الطبيعي، (أثمرت) نتائج إيجابية. وقد أدى الغياب الاضطراري لاجتماع قيادات أحزاب التحالف الحكومي إلى توقف العديد من البرامج والمشاريع التي كانت الحكومة تعتزم إطلاقها، والتي كانت تستوجب تنسيق مكوناتها، وهو ما دفع العديد من الملاحظين إلى تسجيل بطء في عمل الجهاز التنفيذي. وكان نبيل بنعبد الله نفى، قبل بضعة أسابيع، أن يكون فشل في مساعيه لرأب الصدع داخل التحالف الحكومي، في إشارة إلى الوساطة التي باشرها مع الأمين العام لحزب الاستقلال، حميد شباط. مضيفا خلال استضافته في منتدى وكالة المغرب العربي للأنباء منتصف شهر يناير الماضي، أنه لم يصدر أي قرار رسمي من حزب الاستقلال بالخروج من الحكومة، ومع ذلك لم يخف حينها توجسه من استمرار ما أسماه «النبرة النقدية لحزب الاستقلال». وخلال نفس اللقاء، دعا الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية ووزير السكنى والتعمير وسياسية المدينة في الحكومة الحالية كافة مكونات الأغلبية إلى العودة إلى جادة الصواب لمواجهة التحديات المقبلة، معتبرا أن بروز اختلافات في وجهات النظر بين مكونات التحالف الحكومي أمر طبيعي جدا، وأن معالجتها يقتضي كثيرا من الرزانة والحكمة واللياقة. وشدد نبيل بنعبد الله، في هذا السياق على أن هناك أوراشا إصلاحية كبيرة تنتظر البلاد، منها إصلاح صندوق المقاصة وإصلاح أنظمة التقاعد، وأن الوقت الراهن يستدعي تجاوز الاختلافات بين الفرقاء من أجل مباشرة هذه الإصلاحات باستعجال، التي سيكون لها تأثير كبير على مستقبل البلاد. وذكر نبيل بنعبد الله بأن أطراف التحالف الحكومي ملزمة بالتزام الحد الأدنى من التماسك والانسجام والمسؤولية، لأن العمل السياسي، بحسبه، يقتضي كثيرا من النضج والرزانة. ويشار إلى أن آخر اجتماع لزعماء الأحزاب الأربعة المكونة للتحالف الحكومي يعود إلى ما قبل إجراء الانتخابات الجزئية الأخيرة لملء المقاعد الشاغرة بمجلس النواب. وزادت المذكرة التي رفعها حزب الاستقلال إلى رئيس الحكومة، والتي طالب فيها بإجراء تعديل حكومي، من توسيع الهوة، وتأجيل الاجتماعات التشاورية الدورية للتحالف الحكومي.