عبر ميشيل ويدراوغو، مندوب مهرجان واغادوغو للسينما الافريقية (فيسباكو)، عن امتنانه للمغرب السينمائي الذي يضع مقدراته وخبراته التقنية واللوجستيكية في خدمة النهوض بالفن السابع في القارة. وقال ويدراوغو، الذي حل بطنجة على رأس وفد بوركينابي سينمائي هام للإعلان عن برمجة الدورة المقبلة للفيسباكو، على هامش المهرجان الوطني للفيلم، إن المغرب يقدم نموذجا رائدا في تقاسم التجارب الناجحة والتضامن والشراكة السينمائية والثقافية بين بلدان افريقيا. وأكد أن المركز السينمائي المغربي يبذل في هذا الصدد جهودا هائلة إذ يضع خبراته ومقدراته اللوجستيكية والتقنية رهن اشارة الافلام الافريقية التي تحظى باستقبال ورعاية خاصة داخل مختبر المركز الذي أصبح مرجعا للتكنولوجيا السينمائية بالقارة. وقدم مثالا على ذلك استفادة الخزانة السينمائية البوركينابية من رقمنة رصيدها الفيلمي لدى المركز، كما أن نسبة هامة من الافلام الافريقية التي تحط الرحال بمهرجان واغادوغو تكون قد استفادت من خدمات المختبر المغربي. وفضلا عن الدعم التقني والمادي، يرى ميشيل ويدراوغو أن السياسة العمومية للمغرب في المجال السينمائي جديرة بالاستلهام والتأمل في أفق النهوض بالأنظمة السينمائية الوطنية في افريقيا التي لازالت إنتاجيتها محدودة كما ونوعا، خارج النماذج الرائدة الثلاث: المغرب ومصر وجنوب إفريقيا. وتعليقا على مشاركة ثلاث أفلام مغربية في الدورة المقبلة من مهرجان واغادوغو الذي ينظم في الفترة من 23 فبراير الى 2 مارس، اعتبر مندوب المهرجان الافريقي الكبير أن الأمر يعكس حيوية منظومة سينمائية خصبة، مشيرا الى أن لجنة المهرجان توصلت بترشيح 15 فيلما مغربيا ذات جودة عالية. ويذكر أن المغرب يقدم أكبر مشاركة قطرية في الدورة من خلال أفلام «أندرومان..من دم وفحم» لعز العرب العلوي، و»يا خيل الله» لنبيل عيوش، و»جناح الهوى» لعبد الحي العراقي، تتنافس ضمن قائمة تشمل 19 فيلما. وكانت الجائزة الكبرى «فرس اليينينكة» للدورة السابقة قد عادت للفيلم المغربي «براق» للمخرج محمد مفتكر. وبخصوص أوضاع الفيسباكو الذي يواصل مسيرته منذ تأسيسه عام 1969، أكد ميشيل ويدراوغو أنه يستمر في الاضطلاع بمهمته الأساس المتمثلة في الترويج للسينما الافريقية وتوسيع سوق تداول أفلام القارة. وقال إن المهرجان حاول عبر فروع جوائزه المختلفة مواكبة مجمل التطورات التي عرفها قطاع السمعي البصري في القارة، معربا في الوقت ذاته عن الأسف لعدم إمكانية تحويل المهرجان الى موعد سنوي في الوقت الراهن.