مثلت الجلسة الحوارية التي أقامها منتدى وكالة المغرب العربي للأنباء مع الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية محمد نبيل بنعبد الله صباح أول أمس، شارك فيها عشرات الصحفيين المغاربة والأجانب، لحظة تفاعل سياسي غني أصرت في كل تفاصيلها على استدعاء المنطق والالتفاف حول الانتصار لخطاب العقل والوضوح والجدية في السياسة. عندما ينعدم النقاش السياسي الرصين في ساحتنا الوطنية حول قضايا جوهرية مثل: تنزيل الدستور، إصلاح صندوق المقاصة وأنظمة التقاعد، الإصلاح الجبائي، معالجة معضلات قطاعات التعليم والصحة والسكن والتشغيل وغيرها، ويتسيد، بدل كل هذا، بؤس الخطاب والسلوك والعلاقات في حقلنا السياسي الوطني، هنا تصير الحاجة ملحة إلى ... العقل، وهنا تبرز راهنية الدعوة التي يطلقها حزب التقدم والاشتراكية وأمينه العام تجاه كافة الفاعلين الحزبيين والسياسيين في البلاد. التذكير اليوم بكون البلاد تتوفر على دستور متقدم وافقت عليه معظم القوى السياسية، وبكون البلاد شهدت انتخابات تشريعية لم يطعن فيها أحد، وبأن نتائجها حكمت تكوين الحكومة الحالية وتحديد رئاستها، والتذكير أيضا بكون الأطراف الحزبية المشكلة لتحالف الأغلبية توافقت فيما بينها بموجب ميثاق وقعه قادتها، وتبلور بعد ذلك في إطار برنامج حكومي صودق عليه في البرلمان، والتذكير ثالثا بكون التواجد في الأغلبية أو في المعارضة هو اختيار يفرض التزامات، كل هذا ليس سوى للتأكيد مرة أخرى على ... المنطق، وعلى أن السياسة في كل بلاد الدنيا هي أولا منطق قبل أن تكون(فراجا). إن التصريحات التي تضمنها لقاء نبيل بنعبد الله في منتدى (لاماب) أول أمس، وما عبر عنه كذلك بيان الاجتماع الأخير للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية حول مميزات حقلنا الحزبي والسياسي في الفترة الأخيرة، تستحق فعلا تعاطيا جديا من لدن مجموع طبقتنا السياسية الوطنية، وانتباها أذكى وأكبر مما استوعبته، مع الأسف، مانشيطات بعض الصحف الصادرة أمس، والتي بدت كما لو أن بعض موفديها كانوا يحضرون لقاء آخر غير ذلك الذي أقيم صباح الثلاثاء في (لاماب) مع نبيل بنعبد الله. لقد سبق أن كتبنا هنا منذ أيام، أن النرفزة والتوتر صارا طاغيين على حقلنا الحزبي والسياسي وعلى العلاقات المتفاعلة داخله، وأيضا على الخطاب وعلى المكتوب، وهو ما يتأكد يوميا وعند قراءة أي صحيفة وطنية تورد تصريحات لهذا الزعيم الحزبي أو ذاك، وفي مثل هذه الأجواء لا يمكن، بدهيا، للعمل أن ينتظم في ديناميته العادية والطبيعية سواء وسط الأغلبية وحكومتها، أو وسط المعارضة أو في العلاقة بينهما، ولهذا تحتاج البلاد اليوم إلى الهدوء، والى الجدية، والى ... المنطق. هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته