مواجهات استمرت لساعة متأخرة من الليل عادت مدينة سيدي إفني لتحتل واجهة الأحداث بعد المواجهات العنيفة التي شهدتها منذ عشية الأحد بين متظاهرين وقوات الأمن حاولت تفريق تظاهرة دعت إليها حركة 20 فبراير بالمدينة، واستمرت هذه المواجهات إلى ساعة من الليل بعد آن قامت القوات العمومية بمطاردة بعض الشباب عبر حي بوالعلام، وتعمد بعض هؤلاء إلى رشق رجال الأمن بالحجارة وإحراق الإطارات المطاطية. وأفادت مصادر من عين المكان أن المدينة بدأت تعرف هدوءا نسبيا صباح الاثنين، بعد مواجهات أول أمس أسفرت عن إصابات بليغة سواء في صفوف المحتجين أو في صفوف القوات العمومية. واستمرت هذه المواجهات لأزيد من ثلاث ساعات في محيط مكان الوقفة الاحتجاجية المتاخم لمفوضية الشرطة بالمدينة. هذه المواجهات اندلعت، حسب نفس المصادر، بعد عصر أول أمس الأحد في حق متظاهرين جاؤوا للمشاركة في وقفة احتجاجية دعت إليها حركة 20 فبراير بالمدينة، على غرار باقي المدن. إلا أن هذه الوقفة الاحتجاجية استغلت للاحتجاج على غرق شبان من المدينة قبل أسابيع في عرض سواحل جزر الكناري، والتنديد بما وصفه المحتجون «التعذيب الذي تعرض له بعض الشبان بمفوضية الشرطة». ورفض المحتجون دعوات القوات العمومية إلى فض الاحتجاج، وهو ما دفعها إلى استعمال القوة لتفريقهم، غير أن هذا التدخل سرعان ما تحول إلى مواجهات بين الطرفين، امتدت بعد الساعة الرابعة زوالا، موعد تنظيم الوقفة الاحتجاجية إلى حدود الثامنة مساء، حيث تحولت إلى مطارادت بين الطرفين امتدت إلى الشوارع والأزقة المحادية. وتحول تدخل القوات العمومية لتفريق المحتجين، الذين كانوا أغلبهم من الشباب، مواجهات عنيفة بين عناصر الشرطة والقوات المساعدة وبين شباب المدينة في مشاهد تذكر بما يُعرف محليا بمواجهات السبت الأسود لسنة 2008، موضحة أن جل أزقة المدينة مازالت تعرف إلى حدود الثامنة والنصف من مساء يوم الأحد مطاردات في حق المحتجين واعتقال عدد منهم وتعنيف عدد آخر، ومؤكدة إحراق محتجين لإطارات مطاطية في الشوارع والأزقة. وعمد الشبان المطاردين إلى رشق قوات الأمن بالحجارة وإضرام النار في الإطارات المطاطية، مما أدى إلى تجدد المواجهات مع القوات العمومية من رجال شرطة وقوات التدخل السريع وأفراد القوات المساعدة. وأسفرت تلك المواجهات إلى إصابة العديد من الأشخاص في كلا الطرفين بجروح بليغة. ولم ترد أنباء عن تسجيل اعتقالات، بينما تتحدث بعض المصادر عن احتمال أن تكون القوات العمومية قد اعتقلت بعض الشبان، الذين أفرج عنهم فيما بعد. وعرفت المدينة طوقا أمنيا شديدا بسبب استمرار المواجهات والمطاردة بين القوات العمومية والمحتجين إلى حدود العاشرة من ليلة الأحد. بينما لازال الاحتقان يسود المدينة إلى حدود الساعات الأولى من صباح أمس الاثنين. ومنذ دجنبر الماضي تكثفت الاحتجاجات بالمدينة على إثر فقدان سبعة شبان كانوا على مركب للصيد قبالة سواحل جزر الكناري، يتهم المحتجون حرس السواحل الإسبان بإطلاق النار عليهم مما أدى إلى غرق مركبهم. مطالبين السلطات المغربية بالتحقيق في مزاعم تعمد حرس السواحل الإسبان في إغراق المركب.