الرئيس السوداني ونظيره السوداني الجنوبي تعهدا بإيجاد اتفاق من «دون شروط» لتطبيقه، لإنهاء فصول الخلافات بين البلدين، فيما يعد الوسطاء إطارا زمنيا لتطبيق جميع الاتفاقات السابقة قبل 13 يناير الجاري. تعهد الرئيس السوداني عمر حسن البشير ونظيره السوداني الجنوبي سلفا كير يوم السبت في أديس أبابا بتحديد جدول زمني لتفعيل تطبيق الإتفاقات الموقعة بين بلديهما والمجمدة منذ ثلاثة أشهر والتي تتناول خصوصا تقاسم الثروات النفطية، كما أعلن الوسطاء. وبهذا الإعلان ظهر الأمل بإحراز تقدم في تسوية الخلافات الخطيرة بين السودانين اللذين يواجهان وضعا ماليا صعبا للغاية منذ توقف الجنوب قبل عام عن إنتاج النفط الذي يمر عبر أنابيب السودان للتصدير. وتتناول الخلافات بين البلدين خصوصا تقاسم الثروات النفطية ووضع رعايا كل من الدولتين لدى الدولة الأخرى وترسيم الحدود ومستقبل منطقة أبيي الحدودية المتنازع عليها بين الدولتين. وأكد وسيط الاتحاد الأفريقي رئيس جنوب أفريقيا السابق ثابو مبيكي أن الرئيسين تعهدا بإيجاد اتفاق وتطبيقه «دون شروط». وقال ثابو مبيكي «إننا نعد إطارا لتطبيق كل الاتفاقات القائمة مع جدول زمني»، مضيفا أن الاتحاد الأفريقي سيتمم هذا الجدول الزمني قبل 13 يناير. والاتفاقات التي وقعها البشير وكير في شتنبر 2012 لم تطبق حتى الآن. وفي ذلك الوقت اتفق البشير وكير على وسائل استئناف إنتاج النفط من جنوب السودان، الذي يتوقف تصديره على أنابيب النفط في الشمال والذي أسهم قرار جوبا بوقفه منذ يناير 2012 على اثر خلاف مع الخرطوم، في توجيه ضربة قاسية لاقتصاد البلدين. وتنص هذه الاتفاقات أيضا على إقامة منطقة فاصلة منزوعة السلاح على الحدود المشتركة. لكن الإنتاج النفطي لم يستأنف حتى الآن وتبقى مواقف البلدين مجمدة بشأن أبيي، المنطقة التي تبلغ مساحتها مساحة لبنان ويطالب البلدان بالسيادة عليها. وأعرب رئيس الوزراء الإثيوبي هايلي مريم ديسالين الذي استضاف المفاوضات، عن «ترحيبه الكبير» بالتقدم الذي أحرزته المحادثات. وقال للصحافيين: «أنا سعيد جدا لاختفاء العقبات ولأن تطبيق «الاتفاقات» يمكن أن يستأنف». وأصبح جنوب السودان مستقلا في يوليوز 2011 بفعل إتفاق السلام الذي وقع في 2005 والذي أدى بعد ستة أعوام إلى انفصال جنوب السودان عن السودان. وقد وضع هذا الاتفاق حدا لسنوات طويلة من الحرب «1983-2005 مليونا قتيل»، لكنه ترك مسائل عدة عالقة وبينها تقاسم الموارد النفطية وترسيم الحدود ووضع رعايا كل من الدولتين على أراضي الدولة الأخرى ومستقبل منطقة أبيي النفطية. وهذا اللقاء الأول بين الرئيسين منذ توقيعهما في شتنبر سلسلة إتفاقات أمنية واقتصادية بقيت حبرا على ورق. وحضر إلى أديس أبابا وفدان من جوباوالخرطوم يشملان وزيرا دفاع البلدين للمشاركة في القمة الحساسة. وقبل اللقاء شوهد البشير وكير ومبيكي وهايلي مريم يتبادلون الأحاديث والضحك. ووصل رئيسا السودانين عصر الجمعة إلى العاصمة الإثيوبية وبدآ مباحثات منفصلة مع الوسطاء. ووصف المفاوض الرئيسي لجوبا باغام اموم الهجمات البرية والقصف الجوي الأربعاء الماضي بأنها «مؤسفة» وأشار إلى أن جو المحادثات بددها. وقبل المحادثات نشرت الولاياتالمتحدة وبريطانيا والنرويج بيانا مشتركا يطلب من جيشي البلدين «الانسحاب فورا» من المنطقة الحدودية. ولفت البيان إلى أن استئناف الإنتاج النفطي «مهم للغاية بالنسبة إلى اقتصاد البلدين وينبغي أن لا يتأخر بسبب المفاوضات التي تتناول مسائل أخرى».وشجع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من جهته الرئيسين في بيان «على معالجة نهائية لكل المشاكل العالقة» وبينها مشاكل «الأمن وترسيم الحدود والوضع النهائي» لمنطقة أبيي