لم يتجاوز 22 سنة .. حقق حلمه باللعب للمنتخب الوطني ويطمح لتخطي رقم البوساتي خطف مهاجم أولمبيك أسفي عبد الرزاق حمد الله الأنظار هذا الموسم، حيث يتريد صدارة هدافي البطولة الاحترافية ب 12 هدفا على بعد فارق مريح من أقرب مطارديه، كل هذا أدى إلى التنبؤ بمقدرة حمد الله على تجاوز الرقم القياسي لهدف البطولة الوطنية، والمسجل باسم محمد البوساتي ب 25 هدفا. حمد الله بات محط اهتمام أبرز الأندية الوطنية كالجيش الملكي، الرجاء البيضاوي، فيما كان آخر المهتمين جاره الوداد البيضاوي الذي قد يتمكن من حسم الصفقة لصالح الفريق الأحمر، ولو أن الكثيرين يرون أن مطالب أولمبيك أسفي المالية مبالغ فيها وتدخل في خانة التعجيز من أجل الاحتفاظ بقناصهم الذهبي. الاهتمام من الخارج حاضر بدوره، فعدة أندية أوروبية وخليجية ترصد الهداف المسفيوي، وترغب في انتداب حمد الله الذي ارتفعت أسهم أكثر بعدما أصبح يحمل صفة اللاعب الدولي، إلى صفوفها، خاصة أن اللاعب أبدى غير ما مرة رغبته في تحسين وضعيته المالية، وذلك لن يتأتى بنفس الحجم إن جاور أحد عمالقة الكرة المغربية، سواء الجيش أو الرجاء أو الوداد. يطمح عبد الرزاق حمد الله قلب هجوم فريق أولمبيك أسفي لكرة القدم وهداف البطولة الوطنية الاحترافية إلى حد الآن٬ إلى إنهاء الموسم الكروي الحالي في صدارة ترتيب الهدافين، بعدما بات من خيرة المهاجمين التي جاد بهم الكرة المغربية في السنوات الأخيرة على الصعيد المحلي. فقد أكد هذا اللاعب٬ الذي بدأ مساره الكروي سنة 2000 في فريق «نجم آسفي» ضمن فرق الهواة أو «النجيمة» كما يسميه أبناء المدينة٬ أن تحقيق هذا الطموح ليس وليد اللحظة بقدر ما هو نابع من تجربته الخاصة في الميادين حيث سبق له أن توج هدافا في فئات الكتاكيت والصغار والشبان والكبار للبطولة الوطنية لقسم الهواة ما بين 2001 و2006. فعبد الرزاق حمد الله (22 سنة)٬ والذي يغلب عليه طابع الهدوء والانضباط نشأت لديه الرغبة في مداعبة كرة القدم كأي طفل مغربي من الناشئين في سنوات التسعينيات من القرن الماضي في حي كاوكي٬ أحد الأحياء الشعبية بمدينة آسفي٬ حيث كانت فضاءات اللعب متوفرة قبل أن يجتاحها الإسمنت في الوقت الراهن. ففي سنة 2006 انضم المهاجم المعروف في الوسط الكروي٬ ب «قناص الأهداف»٬ إلى «نجم آسفي» الذي حقق الموسم الماضي الصعود إلى البطولة الجهوية٬ وكان آنذاك أصغر لاعب في صفوف هذا الفريق الذي جلبه إليه المدرب عبد الإله الحصيني٬ حافظ سر حمد الله٬ على حد تعبير عبد العزيز بوحمالة رئيس فريق «نجم آسفي». ويعتبر الحصيني٬ الذي لا زال مدربا لفريق «النجيمة»٬ أن حمد الله يعد نموذجا للاعب المثالي وأنه يحتفظ له بذكريات لن تنسى حيث لم يفاجأ حينما سجل حمد الله الهدف الأول في شباك منتخب النيجر خلال المباراة الودية التي جمعته بالمنتخب الوطني المغربي يوم 12 دجنبر الجاري. وأضاف مدرب «نجم آسفي» الفريق الذي يشكل مشتلا للاعبين بهذه المدينة٬ أنه يتذكر باستمرار قولة حمد الله عندما انضم أول مرة إلى نادي أولمبيك آسفي، حيث أسر له برغبته في الالتحاق بالمنتخب الوطني، إذا تمكن من اللعب في صفوف كبار الأولمبيك» وأنه أذرف الدموع عندما شهد حلم هذا اللاعب الهادئ الطباع يتحقق على أرض الواقع. ويجمع كل من المدرب الحصيني وعبد العزيز بوحمالة رئيس فريق «نجم آسفي» وعمر أبو زاهر رئيس نادي أولمبيك آسفي على الخصال الحميدة التي يتمتع بها حمد الله سواء داخل الملعب أو خارجه أو أثناء التداريب التي يحرص أشد الحرص على حضورها يوميا٬ مؤكدين أن هذا اللاعب أصبح يعتبر في السنوات الأخيرة منارة لآسفي ونموذجا لشبابها المتحمس والطموح. ولم يخف رئيس «نجم آسفي» في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء٬ اعتزازه بحمد الله قائلا: بالرغم من التحاقه بالأولمبيك سنة 2006 بعد صبر طويل ومواظبة في «النجيمة» فإنه يحرص على حضور ومواكبة كل الأنشطة التي ينظمها فريقه الأم ويدعم زملاءه ويسدي لهم النصح ويحثهم على الاجتهاد من أجل تحقيق الأهداف السامية لهذه اللعبة. وأشار إلى أن فريق «نجم آسفي» الذي زود في الموسم الحالي فريق أولمبيك آسفي بلاعبين شبان من أمثال الراحولي وعماد الماجري وعطية الله يحيا الإدريسي٬ لا يزال يحتفظ بذكريات كثيرة للمهاجم حمد الله ٬ الذي ترك بصماته واضحة في الفريق. ويقر حمد الله أن اختياره لاعبا رسميا في صفوف أولمبيك آسفي في سنة 2010 قد فتح له فعلا المجال لتأكيد موهبته في التهديف وكاد الموسم الفارط أن ينتزع لقب هداف البطولة لولا المقابلتين اللتين لعبهما المنتخب الوطني الأولمبي ضمن الدوري الفرنسي لتولون٬ حيث احتل المرتبة الثانية للهدافين خلف مهاجم الدفاع الحسني الجديدي آنذاك كارل ماكس٬ بفارق هدفين. فهذا اللاعب الذي يحتفظ في ذاكرته بالهدف الذي سجله في شباك المنتخب الأولمبي الكونغولي، والذي أهل الفريق الأولمبي المغربي إلى الألعاب الأولمبية بلندن 2012، دون أن يكتب له حظ المشاركة فيها٬ يزكي طموحه في تصدر قائمة هدافي البطولة الحالية باعتبار أنه ختم الموسم الماضي برصيد 15 هدفا فيما سجل إلى حدود الدورة ال 13 من الموسم الراهن 12 هدفا بفارق أربعة نقاط على مطارده٬ ما يعني أن فرص تسجيل أهداف أخرى هذا الموسم لا زالت واردة بالنسبة إليه. وأعرب عن أمله في أن يتوج هذا التألق بالمشاركة ضمن صفوف المنتخب الوطني في نهائيات كأس إفريقيا للأمم ٬التي ستجري نهائياتها من 19 يناير إلى 10 فبراير القادم بجنوب إفريقيا في حال اختياره من قبل الناخب الوطني رشيد الطاوسي. ويرى حمد الله الذي يستمد إلهامه الكروي من اللاعبين الدوليين السابقين٬ البرازيلي رولاندو والمغربي نور الدين النيبت٬ أن مستوى البطولة الاحترافية لهذا الموسم يسير في خط تصاعدي بفضل تفعيل قانون اللاعب المحترف الذي أصبح يضمن لكل الأطراف حقوقها المادية والمعنوية إلى جانب الفرق الوطنية التي تتوفر على قدرات مهمة لتحسين مردوديتها. وبالنسبة لفريقه أولمبيك آسفي فإن حمد الله يعقد آمالا كبيرة على الفرق الصغرى للنادي٬ والتي كان يشرف على تأطيرها الفرنسي كوجير لوران قبل أن يتحول إلى تدريب فريق الكبار حاليا٬ من أجل تمكين الفريق المحلي من مقارعة أعتى الأندية المغربية٬ مؤكدا في ذات الوقت على استفادته كثيرا من المدرب السابق للفريق عبد الهادي السكيتيوي. من جهة أخرى٬ أكد حمد الله أنه على الرغم من العروض المغرية التي قدمتها له العديد من الفرق على الصعيد الوطني أو الأوروبي أو من بلدان الخليج فإنه يفضل البقاء في أولمبيك آسفي الذي يصارع من أجل احتلال مراكز متقدمة وتحقيق أحلامه إلى جانبه. ويملك حمد الله حاليا معدلا تهديفيا عاليا (0.92 هدف في المباراة)، وهو ما جعل المتتبعين يرشحونه لتخطي الرقم القياسي مهاجم النادي القنيطري محمد البوساتي عندما تمكن من تسجيل 25 هدفا في موسم 1982، ليبقى السؤال هل يستطيع المهاجم المسفيوي تحطيم رقم قياسي ظل صامدا ل 3 عقود.