روسيا تستعد لإجلاء رعاياها والأممالمتحدة تدعو لتقديم 519.6 مليون دولار لمساعدة السوريين شنت الطائرات الحربية السورية، أمس الأربعاء، غارات جوية على مناطق في ريف دمشق حيث تدور اشتباكات بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال المرصد إن الطائرات الحربية نفذت، صباح أمس، غارات جوية على منطقة البساتين الواقعة بين حي القابون في شمال شرق دمشق ومدينة حرستا بينما «دارت اشتباكات بين في منطقة رافقها قصف من القوات النظامية على المنطقة». وطاول القصف مدينة داريا جنوب غرب دمشق التي تحاول القوات النظامية السيطرة عليها, بحسب المرصد. من جهتها، قالت صحيفة «الوطن» السورية المقربة من نظام الرئيس بشار الأسد، إن الجيش النظامي بدأ منذ الاثنين الماضي «باقتحام آخر معقل للإرهابيين في داريا موقعا خسائر فادحة في صفوف المتحصنين في الأبنية والأنفاق ضمن منطقة تمت محاصرتها لمدة أسبوع وقطعت عنها جميع الإمدادات من ذخائر وعتاد». وبعد منتصف ليل الثلاثاء الاربعاء، دارت اشتباكات على أطراف حرستا (شمال شرق) والزبداني (شمال غرب) وعربين وزملكا إلى الشرق من العاصمة، بحسب المرصد الذي تحدث عن قصف طاول هذه المناطق وغيرها في محيط دمشق. وفي محافظة حماة (وسط)، أفاد المرصد عن اشتباكات ليلا «في محيط حاجز المجدل العسكري في ريف حماة الشمالي», بحسب المرصد. من جهتها، أفادت «الوطن» عن «فتح مداخل المدينة الرئيسة أمام قاصديها بعد سيطرة الهدوء التام عليها نتيجة حسم الجهات المختصة و(قوات) حفظ النظام الاشتباكات التي جرت في بعض احيائها مع ما يسمى كتائب وألوية الجيش الحر+». وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الكتائب والألوية «حاولت خلال اليومين الماضيين شن هجمات على حواجز الجيش ونقاط حفظ النظام المتمركزة (...) في إطار ما تم الترويج له على انه - معركة حماة الكبرى-». وكان المرصد أفاد الثلاثاء أن القوات النظامية انسحبت من عدد من المراكز والحواجز في ريف حماة الشمالي بعد اشتباكات عنيفة مع المقاتلين المعارضين الذين بدأوا اعتبارا من الاحد الماضي هجوما واسعا على معظم حواجزها في ريف المحافظة. وأدت أعمال العنف في مناطق سورية مختلفة الثلاثاء إلى مقتل 110 أشخاص، بحسب المرصد الذي يتخذ من لندن مقرا له ويقول انه يعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في كافة المناطق السورية. وأحصى المرصد سقوط أكثر من 43 ألف شخص في النزاع المستمر منذ 21 شهرا. تزامنا مع القصف المتواصل، دعت الأممالمتحدة إلى مساعدة المواطنين الذين يواجهون وضعا إنسانيا «يتدهور بشدة»، من خلال تقديم 519.6 مليون دولار لمساعدة السوريين داخل بلادهم ومليار دولار أخرى لتلبية احتياجات ما يصل إلى مليون لأجيء سوري في خمس دول بينها مصر تشكل « أكبر مناشدة لتقديم مساعدات إنسانية في المدى القصير على الإطلاق». وفي تحول لافت، قررت سوريا إجلاء رعاياها. وقال الفريق أول فلاديمير شامانوف قائد قوات الإنزال الجوي الروسية للصحفيين٬ إن قوات الإنزال على استعداد لضمان إجلاء المواطنين الروس من سورية في حال تم تكليفها بهذه المهمة. وأكد المسؤول العسكري أنه٬ «بكل مسؤولية نحن مستعدون لذلك»٬ مذكرا في هذا الصدد٬ أن قوات الانزال الجوي الروسية كانت لديها خبرة في هذا المجال٬ خاصة في عملية إجلاء السفارة الروسية في أفغانستان. وأكد شامانوف «في حال أعطى رئيس الدولة ووزير الدفاع أمرا بهذا الخصوص٬ فنحن قادرون على تنفيذ مثل هذه المهمة». وكانت وكالات الأنباء الروسية قد نقلت في وقت سابق عن مصدر في وزارة الدفاع الروسية قوله٬ إن مجموعة من سفن أسطول البلطيق الروسي توجهت صوب السواحل السورية للمشاركة المحتملة في إجلاء مواطني روسيا من سورية.