في ثالث محطة للمنتخب الوطني، بقيادة المدرب رشيد الطاوسي، واجه منتخب النيجر استعدادا للنهائيات القارية التي ستقام الشهر القادم في جنوب إفريقيا، واختار المدرب الطاوسي اعتماد اللاعبين المحترفين المحليين للوقوف على مدى جاهزيتهم وقدرتهم على حمل قميص المنتخب، وحدد المكان والزمان في ملعب العبدي بالجديدة على الساعة الثانية بعد الزوال، وتمكن فريقنا من الفوز وبسهولة بثلاثة أهداف دون رد. فما هي الخلاصات التي خلفها اللقاء؟ وهل كانت المحطة مفيدة في مسار التحضير؟ خاصة وأنها جاءت قبل حوالي شهر عن الموعد المحدد للائحة النهائية للاعبين المشاركين في الحدث القاري، وبعد شهر عن اللقاء الودي الذي انهزم فيه المنتخب أمام الطوغو بالدار البيضاء، فلا الملعب ولا التوقيت خدم المحطة؟ كما أن أرضية التباري صلبة، شكلت خطرا على اللاعبين، مع العلم أن موعد المباراة حال دون حضور الجمهور بحجم كبير مشجع ومحمس. واعتمد المدرب الطاوسي تركيبة بشرية ضمت عشرين لاعبا من الرسميين والاحتياطيين، أربعة فقط ممن تلقوا الدعوة لم يشاركوا في المباراة وهم ناذر لمياغري وعزيز كيناني، واعتقد أن الطاقم التقني يعرف قيمتهما في حراسة المرمى، واللاعبان يونس حمال وصلاح الدين عقال بسبب الإصابة، ومعاناتهما كانت في فريق الجيش وتعذر تحضيرهما للمناسبة. ومنذ البداية ظهر المنتخب الوطني في مواجهة منتخب متواضع، مدربه بقي في دكة الاحتياط، ولم يجسد منتخب النيجر بمجموعة «ب» محكا واختبارا يساهم في التحضير الجيد، وتمكن اللاعب عبد الرزاق حمد الله من توقيع هدف السبق في الدقيقة الثانية من عمر المباراة، وأضاف اللاعب زكرياء حدراف الهدف الثاني في الدقيقة الثامنة والثلاثين قبل أن يختم الحصة محسن ياجور. لا أحد ينكر أن الفوز يوفر الهدوء ويقوي الطموح والحماس، فهل كان التفوق على النيجر مجديا ومفيدا، علما أن هذا اللقاء السابع والرابع وديا يجمع الطرفين، وأفرزت كل المواعيد تفوق المنتخب الوطني رسميا ووديا، آخرها كان بمدينة مراكش في فبراير 2011، حيث انتصر منتخبنا بحصة 3-0. إنه آخر لقاء ودي كان خارج تواريخ الفيفا برمجه المدرب الطاوسي قبل التجمع التدريبي المنتظر في مطلع الشهر القادم بجنوب أفريقيا، والذي ستتخلله لقاءات ودية أخرى قبل الرسمي الحاسم، وأعتقد أن المدرب الطاوسي يتوفر على قاعدة واسعة من المواهب الطاقات من اللاعبين المحترفين في المغرب وخارجه، ومن خلال أجوبته عن التساؤلات في مختلف المناسبات، يبدو أن الرجل يدرك جيدا ما ينتظر المنتخب الوطني في المنافسات المقبلة أولاها النهائيات القارية في جنوب إفريقيا، حيث المطلوب تفادي الخروج والإقصاء في الدور الأول، مع التنافس من أجل اللقب، والعمل على تحضير فريق للحاضر والمستقبل، بالاستثمار الجيد للطاقات. وفي المسار يبقى اللقاء الذي جمع منتخبنا بخصمه النيجر عاديا، والأهم فيه تجميع أربعة وعشرين لاعبا مميزين في الدوري الوطني، وهو لقاء لم يدمج جل اللاعبين في مدار المنتخب الوطني، خاصة أولائك الذين تشغلهم منافسات الدوري الوطني ومباريات نهاية الأسبوع في الدورة الثانية عشرة، حيث ديربي الرجاء والوداد وصدامات أخرى. موعد المنافسات الرسمية، الحاسمة والصريحة يقترب، ورشيد الطاوسي أمام رهانات ركبها منذ الترشيح للمهمة والتفرغ كليا لتأطير المنتخب والتخلص من الازدواجية التي تشتت التركز والتفكير، فبعد لقاء النيجر يطير الطاوسي ومساعدوه الى أوروبا للقاء اللاعبين الذين يمارسون خارج المغرب قبل تحديد لائحة الفريق. الإمكانيات متوفرة، مادية، بشرية ولوجستيكية، والأمل في تحقيق الأفضل وإنهاء مسار النكسات...