أكدت مصادر أمنية فلسطينية لبيان اليوم بأن الأجهزة الأمنية باتت في دائرة الاستهداف الإسرائيلي منذ توجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس للأمم المتحدة للحصول على اعتراف بدولة فلسطين، وظهور تقارب بين حركتي فتح وحماس لإتمام المصالحة الوطنية، وانتهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بانتصار المقاومة وتزايد شعبيتها بالضفة الغربية وتراجع التنسيق الأمني مع إسرائيل لأدنى مستوياته. وفي ظل وضع سلطات الاحتلال الإسرائيلي الأجهزة الأمنية وأفرادها في دائرة الاستهداف الإسرائيلي اعتقلت قوات الاحتلال فجر الاحد ضابطين من قيادة جهاز المخابرات العامة الفلسطينية في مدينة يطا جنوب الخليل. وداهمت قوات الاحتلال في تمام الساعة الثانية صباحا بأكثر من ثلاثين آلية عسكرية مدينة يطا وقامت بتفتيش منزلي مدير مخابرات يطا خليل محمد خليل أبو عيد (48 عاما)، ومدير عمليات محافظة الخليل في جهاز المخابرات الفلسطينية احمد علي حسن بحيص ( 40عاما) قبل أن تعتقلهما وتنقلهما إلى جهة مجهولة. وذكر راتب الجبور منسق اللجان الشعبية والوطنية للمقاومة الشعبية في جنوب الخليل وشرق يطا بان قوات الاحتلال كثفت نشاطاتها خلال الفترة الأخيرة في المنطقة الجنوبية وبالذات اتجاه أعضاء كتائب شهداء الأقصى الذين كانوا مطلوبين وتم إعفاءهم من الملاحقة وانضم معظمهم للأجهزة الأمنية الفلسطينية. تعقيبا على اعتقال ضابطين من المخابرات العامة الفلسطينية قال اللواء عدنان الضميري الناطق باسم الأجهزة الأمنية ان الاحتلال لم يتوقف يوما عن المساس بهيبة المؤسسة الأمنية الفلسطينية ومنتسبيها منذ تأسيسها عام1994 ،وهذا ليس جديدا على الاحتلال الذي ينكل ويعتقل منتسبي الأجهزة الأمنية حتى أن أصبحت أعدادهم بالمئات في سجون الاحتلال. ومن ناحيتها أكدت مصادر إسرائيلية بان استهداف الأجهزة الأمنية الفلسطينية جاء بعد توقفها عن ملاحقة نشطاء المقاومة الفلسطينية، منذ الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة . وعلى ذلك الصعيد قالت القناة العاشرة الإسرائيلية على موقعها الالكتروني الأحد أن السلطة أوقفت كافة نشاطاتها ضد عناصر حركة حماس بالضفة الغربية، منذ انتهاء عملية «عامود السحاب» في قطاع غزة، وذلك في إشارة إلى العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة والذي استمر 8 أيام قبل الإعلان عن التوصل لهدنة بين المقاومة وإسرائيل توقف بموجبها ذلك العدوان مقابل وقف اطلاق الصواريخ الفلسطينية على اسرائيل. وأوضحت القناة الاسرائيلية ان الجهات الامنية الاسرائيلية تخشى اندلاع انتفاضة ثالثة، موضحة ان الجيش بدا بالفعل الاستعداد لاندلاع مواجهة قوية قد يكون بعضها تمردا مسلحا ايضا على حد وصفها. ووفقا لتقارير اسرائيلية فان اجهزة الامن الفلسطينية في الضفة الغربية اوقفت جميع نشاطاتها مما رفع القلق لدى الاجهزة الامنية الاسرائيلية باحتمال تحرك حماس في الضفة بحرية . واشارت المصادر الاعلامية العبرية التي استندت لجهات امنية اسرائيلية قولها ان ازدياد نسب الاعتداءات بالحجارة في الضفة الغربية تجاه قوات الاحتلال والمستوطنين يقلق الجيش كما ان دعوات قادة حماس لانتفاضة ثالثة بالضفة مؤخرا عزز الرؤية الإسرائيلية الأمنية بإمكانية اندلاع انتفاضة. وقالت القناة العاشرة ان الجيش وقادة الشاباك يدرسون إذا ما كانوا بالفعل على عتبة مرحلة جديدة في الضفة الغربية حيث بدا الجيش بالفعل التدرب على مواجهة احتجاجات عنيفة قد تقع في وقت قريب. وأشارت المصادر الإسرائيلية إلى انه لا يوجد قرار رسمي وواضح بوقف ملاحقة حماس الا ان متابعتها لما يجري على الارض يشير الى ان الامن الفلسطيني أوقف نشاطه ضد حماس كما ان دعوات المصالحة اثرت على نشاط الاجهزة الامنية ضد حماس . من جانبه أشار اللواء عدنان الضميري الناطق باسم الأجهزة الأمنية أن السلطة لم تعتقل أو تحتجز أي شخص على خلفية انتماءه السياسي،منوها أن كل التنظيمات السياسية الفلسطينية هي تنظيمات مشروعة. وأردف الضميري قائلا في تصريحات صحافية أن السلطة تحتجز الأشخاص على أساس المساس بالقانون سواء بالجانب الأمني أو الجنائي ولم يتغير شيء في سياسة السلطة. وأكد الضميري أن الاحتلال يتخوف من أجواء المصالحة التي هي مطلب وطني وشعبي ورسمي ولن يتم التخلي عنه. هذا وتسود إسرائيل خشية من عواقب تدني التنسيق الأمني بين قوات الاحتلال والأجهزة الأمنية الفلسطينية لأدنى مستوياته وتوقف الأخيرة عن ملاحقة عناصر حماس بالضفة الغربية. وعلم بان الأجهزة الأمنية الفلسطينية شبه أوقفت التنسيق الأمني مع قوات الاحتلال منذ أيام العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة حيث سمحت للمتظاهرين الفلسطينيين بالضفة الغربية من الوصول لمناطق الاحتكاك مع جيش الاحتلال خلال العدوان على غزة للتعبير عن تضامنهم مع أهالي القطاع.