الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي يقود يومه الثلاثاء وفدا وزاريا عربيا لقطاع غزة القيادة الفلسطينية تقرر الذهاب إلى الأممالمتحدة في 29 نونبر الجاري لنيل الاعتراف بدولة فلسطين على حدود الرابع من يونيو وعاصمتها القدس أجرى الرئيس المصري محمد مرسي مساء أمس بالقاهرة مباحثات مع وفدين من حركتي حماس برئاسة خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة، والجهاد الإسلامي برئاسة أمينها العام رمضان عبد الله شلح، تناولت آخر المستجدات الميدانية بخصوص العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وسبل إنهاء هذا العدوان.وذكر مصدر رسمي أن اللقاء، الذي يأتي في إطار المساعي المصرية لوقف العدوان والقصف الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في غزة، تناول الجهود التي تبذلها القاهرة لوقف هذه الهجمة ، وتم خلاله استعراض موقف الحركتين من الأحداث الجارية. وفي سياق متصل وصلت قافلة من النشطاء السياسيين والقوى الثورية المصرية إلى قطاع غزة في خطوة تضامنية مع أهالي القطاع في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية الغاشمة. وتضم القافلة 50 شخصا يمثلون الأحزاب والقوى والتيارات السياسية والمستقلين إلى جانب ممثلي الائتلافات والحركات الثورية. كما ينتظر أن يقوم وفد وزاري عربي بزيارة قطاع غزة يومه الثلاثاء برئاسة الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي طبقا لما قرره وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الطارئ حول العدوان الإسرائيلي على غزة. وكان الرئيس الفلسطيني، محمود عباس قد جدد دعوته للقادة العرب للالتئام على مستوى القمة، في أسرع وقت ممكن، لبحث سبل وقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة. ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) عن الرئيس عباس قوله، في بداية اجتماع للقيادة الفلسطينية، مساء أول أمس الأحد، بمقر الرئاسة في مدينة رام الله، إنه طلب من وزير الخارجية ، رياض المالكي، أن يتقدم إلى الأمين العام للجامعة العربية بطلب رسمي لعقد قمة عربية عاجلة، و»أنا اليوم أجدد الدعوة لأخوتنا القادة العرب للالتئام على مستوى القمة، بأسرع وقت ممكن، وسوف أباشر المشاورات بهذا الشأن مع جميع الإخوة القادة العرب». وأضاف المصدر أن الرئيس عباس دعا إلى لقاء قيادي عاجل يضم أعضاء اللجنة التنفيذية، ورئيس المجلس الوطني، والأمناء العامين لجميع الفصائل الفلسطينية، والشخصيات الفلسطينية الوطنية المتفق عليها، من أجل بحث سبل مواجهة هذه التحديات في صف واحد موحد، في إطار منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، الذي «لا يقبل الانقسام مهما كان ولن نسمح بأي انقسام، والمنظمة منظمة واحدة، والسلطة سلطة واحدة على طريق طي صفحة الانقسام والسير قدما نحو إنجاز المصالحة وتعزيز الوحدة الوطنية». وأكد ذهاب القيادة الفلسطينية إلى الأممالمتحدة في ال29 من نونبر الجاري، لنيل الاعتراف بدولة فلسطين على حدود الرابع من يونيو وعاصمتها القدس، ومنحها دولة صفة مراقب في المنظومة الدولية، «هذه الخطوة التي ستؤكد الاعتراف الدولي بحقنا في الاستقلال وتقرير المصير». وخلف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، منذ يوم الأربعاء الماضي، استشهاد 70 فلسطينيا على الأقل، وإصابة 660 آخرين. وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، قد استقبل مساء الأحد، بمقر الرئاسة في مدينة رام الله، وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، وبحث معه كيفية وقف التصعيد الإسرائيلي الخطير الحاصل في قطاع غزة. وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، في مؤتمر صحفي مشترك مع فابيوس عقب اللقاء، إن «هدفنا الأساسي هو وقف العدوان على قطاع غزة وتثبيت التهدئة، لذلك نحن نبذل كل جهد ممكن لتحقيق التهدئة مع كافة الأطراف الدولية لتحقيق ذلك، وأن الأصدقاء في فرنسا يبذلون جهودا بالتعاون مع الأشقاء في القاهرة، وهذه الجهود نحن ندعمها بكل قوة». وأشار إلى أن الرئيس الفلسطيني أكد لفابيوس، ضرورة بذل كل جهد ممكن من قبل كافة الأطراف لوقف العدوان وتحقيق تهدئة متبادلة وشاملة، لأنه في نهاية المطاف الأمن لا يتحقق عبر الحروب، وإنما يتحقق من خلال السلام. وأضاف عريقات أن فابيوس أوضح للرئيس عباس، أنه أبلغ نتنياهو أن زيارته للمنطقة «ليست لمعرفة من بدأ، ولكن المهم هو كيف نوقف العمليات ونزيف الدماء، ونصل إلى وقف إطلاق نار وتهدئة متبادلة وشاملة». وقال إن «ما طرحه الوزير الفرنسي، يتوافق مع ما نقوم به وتقوم بها الشقيقة مصر، ونحن الآن نسعى لإطفاء الحرائق ووقف العدوان على غزة»، مضيفا أن هناك مسؤوليات على المجتمع الدولي، فالحديث كان يدور حول التهدئة قبل العدوان الإسرائيلي، والرئيس التقى نظيره المصري محمد مرسي، وكان هناك اتفاق مع كل فصائل العمل الوطني في قطاع غزة، و»لكن فوجئنا بقيام إسرائيل باغتيال الشهيد احمد الجعبري لتفتح أبواب جهنم، لذلك هي مسؤولة عن تداعيات ما يحدث الآن من تصعيد». وقال «لذلك نطالب جميع دول العالم، ببذل كل جهد ممكن لوقف العدوان الذي يستهدف حياة شعبنا في قطاع غزة»، واصفا السلوك الإسرائيلي باستدعاء 75 ألف جندي احتياط لقطاع غزة، بالابتزاز. وأشار عريقات إلى أن الرئيس أبلغ فابيوس أن العدوان الإسرائيلي على غزة، جعله أكثر تصميما على طرح مشروع القرار الفلسطيني في الأممالمتحدة يوم 29 من الشهر الجاري. من جهته، أكد فابيوس أن الوضع الآن ملح وطارئ للوصول إلى وقف لإطلاق النار، ف»غزة وإسرائيل لا يمكن أن تتحملا هذا الوضع، وهذه الأعمال تزداد يوما بعد يوم»، مضيفا «كان هناك حديث عن شروط لوقف إطلاق النار، ونحن تحدثنا عن دعمنا لإيجاد حل، مع زعماء مصر، وقطر، وتركيا، وقادة الجامعة العربية، وأطراف أخرى، ونأمل أن تكون هذه الاتصالات مفيدة للمضي قدما لوقف إطلاق النار». وأشار إلى أن الجهد الفرنسي الآن منصب على كيفية وقف إطلاق النار، و»تحدثنا حول ذلك مطولا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو ووزير خارجيته إضافة للرئيس الإسرائيلي، كما سألتقي باراك، وتحدثت معهم حول وقف إطلاق النار». وشدد فابيوس على أن الوضع في غزة وفي إسرائيل وضع طارئ، و»نحن نشعر بأن التوتر والتصعيد في ازدياد»، وأن فرنسا كقوة فاعلة من أجل السلام دائما تريد أن تعمل من أجل وقف هذا التصعيد، والعمل على إيجاد حل فوري وعقب هذا اللقاء، أعرب عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد عن رفضه لجعل المخيمات الفلسطينية في لبنان « منطلقا للتوتر ضد اللبنانيين». وقال عزام، مسؤول حركة (فتح) لن نسمح للمخيمات الفلسطينية في لبنان أن تكون منطلقا للتوتر ضد اللبنانيين» مضيفا أن الأمور في مخيم عين الحلوة «هادئة وتحت السيطرة، بالرغم من الأحداث الأخيرة». وكان محيط مخيم عين الحلوة، الذي يقع في مدينة صيدا (جنوب) ويعد أكبر تجمع للفلسطينيين خارج فلسطين، قد عرف اشتباكات عنيفة بين أنصار (حزب الله) وحركة (أمل) الشيعيين، وأنصار الشيخ السلفي أحمد الأسير إمام مسجد بلال بن رباح، ما أسفر عن مصرع ثلاثة أشخاص وإصابة ستة بجروح. وبخصوص ما تردد عن مشاركة فلسطينيين في القتال، قال عزام «حاول الكثيرون زج الفلسطينيين في المعادلة الداخلية اللبنانية، لكننا لن نسمح لهم بذلك»، مشيرا إلى أنه «خلال لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين أكد لهم أن الفلسطينيين لن يكونوا مع طرف لبناني ضد آخر».