ترويج خبر توقيفي حملة تستهدفني .. وضربة الجزاء صحيحة مائة في المائة خلف ديربي الرجاء والوداد البيضاويين في نصف نهائي كأس العرش (2011-2012) جدلا مستفيضا في الأوساط الرياضية، كما خلف استياء عميقا لدى الفعاليات الودادية التي اعتبرت فريقها مظلوما بسبب الأخطاء التحكيمية، وشككت في قرارات أصدرها الحكم هشام التيازي. «بيان اليوم» التقت الحكم الدولي هشام التيازي، وأجرت معه حوارا تحدث فيه عن القرارات التحكيمية وصعوبتها نظرا لضرورة اتخاذ القرارات بسرعة، ويحتاج إلى استعداد بدني وذهني، مشيرا إلى أنه كان يشعر بإمكانية إسناد مهمة قيادة الديربي له مباشرة بعد اصطدام الغريمين في دور النصف. وأكد التيازي على أن قرارا احتسابه ضربة جزاء لصالح الرجاء كان صحيحا مائة في المائة ودون أدنى تردد منه، وهو ما زكاه الحكم المساعد، نافيا ما راج حول أنه عين حكما لمباراة الديربي وهو موقوف، مضيفا أن ذلك لا أساس له من الصحة ومجرد حملة تستهدفه. كيف كانت بداية مسارك في التحكيم؟ انطلقت سنة 1990 حكما مبتدئا في مدرسة التحكيم الجهوية، وكان ذلك بتوجيه من والدي الذي كان بدوره حكما في ميادين كرة القدم، وحفزني على ولوج هذا المجال عندما لاحظ ميولي لقيادة المباريات وأنا في سن صغيرة. وكنت عند حسن ظنه وسرت في هذا الاتجاه. الحكم يتخذ قرارات حاسمة أمام حالات ويتم بذلك بسرعة، كيف ترى هذا؟ التحكيم مهمة صعبة، فالقاضي في المحكمة يتلقى الملفات الخاصة بالقضايا، ويأخذ وقتا لدراسة مضامينها وحيثياتها مرفوقة بالقرائن والحجج ليتخذ القرار الملائم خلافا لحكم بملعب كرة القدم تطرح أمامه حالة ويقرر فيها بسرعة. ويفرض عليه أن يكون القرار قانونيا وشرعيا وموضوعيا. عندما يأخذ الحكم قراره عليه أن يكون في المكان المناسب لذلك، وهو ما يتطلب استعدادا بدنيا جيدا ومهيئا ذهنيا. وضربة الجزاء التي أثارت الجدل واللغط يمكن أن تأتي في الدقيقة الأولى أو الأخيرة من عمر المباراة، أضف إلى أن الحكم يجب أن يكون مستعد لجميع الطوارئ وكل ما قد يحصل ويحدث أمامه . كيف تلقيت خبر تعيينك لقيادة مباراة الديربي؟ كنت دائما أطمح لقيادة الديربي بين الرجاء والوداد، باعتبار أنها مباراة هامة في مسار الدوري الوطني وذلك للاهتمام الإعلامي والمتابعة الجماهيرية الواسعة. واللقاء من أكبر الديربيات في العالم، ومنذ بداية الموسم وأنا مستعد وأتهيأ لقيادة مباريات كبيرة وضمنها الديربي البيضاوي. أتحضر باستمرار بدنيا وتقنيا، وعند بلوغ الرجاء والوداد دور النصف في مسابقة كأس العرش تكون لدي إحساس بالمشاركة في اللقاء. هل كنت موقوفا قبل هذه المباراة، ورغم ذلك تم تعيينك؟ ما يقال في هذا الموضوع لا أساس له من الصحة. أنا لم أكن لم موقوفا والبطولة توقفت بمناسبة عيد الأضحى، وكنت خارج أهل الوطن لمدة أسبوع حيث شاركت في قيادة مباراة في غينيا وكنت حكما رابعا رفقة الحكم الرحماني، وهذا سبب غيابي وليس لأني موقوف. ولا يمكن أن يتم تعيين حكم موقوف لقيادة الديربي .. لا يمكن .. وترويج توقيفي يعتبر ضمن الحملة التي تستهدفني. اتخذت قرارات حولت مسار اللقاء، كيف ذلك؟ كان فريق الوداد متفوقا بهدف واحد وبعد ذلك وقعت مخالفة داخل معترك العمليات. وبكل شجاعة وبدون تفكير أو اعتبارات أعلنت ضربة جزاء، وكنت أدرك جيدا أن القرار سيحدث تحولا في اللقاء. والقرار مصيري في المباراة وقد يؤثر على مساري في ميدان التحكيم، فلو كانت ضربة الجزاء خاطئة لأدى التيازي الضريبة ودفع الثمن. مباراة الديربي قوية، لقاء في نصف النهائي وأصدر قرارا في تلك اللحظة أمر صعب، وأنا كنت متأكدا من صحة الخطإ مائة في المائة، ولم أتردد في اتخاذ القرار. والحكم المساعد بن بابا أكد لي عبر اللاسلكي سلامة القرار وزكاه. منذ صغري وأنا أشاهد الديربي وفي كل مرة يعلن الحكم عن ضربة جزاء، تندلع الاحتجاجات، وأنا أعلنت قراري ولم يحتج أي لاعب من الوداد، وكانت ضربة جزاء عادية. وفي الختام صافحني مدربا الفريقين بادو الزاكي ومحمد فاخر إضافة إلى الداودي، وغادرنا الملعب بدون مضايقات ودون حصار. ماذا حدث بعد مغادرة الملعب؟ غادر الجمهور في هدوء، وأعتقد أن حكما سابقا ومحللا في قناة رياضية اعتبر قراراتي خاطئة وأن إعلاني عن ضربة جزاء غير صحيح وأن تموقعي كان خاطئا، وأضاف أن الهدف الثاني للرجاء جاء من حالة شرود. وهذا ما أحدث تحولا في الموضوع وكان وراء تهييج الجمهور لأن الأمر يتعلق بحكم سابق ومسؤول في قطاع التحكيم. كما تعرضت لمضايقات وسب وشتم عبر الهاتف، وعانى من هذا الوضع أفراد عائلتي، وأحيي بالمناسبة مراقب المباراة الذي أنصفني .. هذا ما حدث.