عبر سعيد الناصري، نائب رئيس الوداد البيضاوي والرئيس الحالي للجنة التقنية المكلفة بالفريق الأول، عن قلقه من الحكم هشام التيازي الذي قاد مباراة الديربي، وأكد في حوار مع "المساء" إصرار المكتب المسير للنادي على السير بعيدا في هذه القضية، ودعا جامعة كرة القدم ومن خلالها المديرية الوطنية للتحكيم إلى اتخاذ قرار ينصف فريق الوداد مما أسماه ظلم التحكيم، مشيرا إلى أن المكتب المسير سيلجأ إلى كل الطرق والوسائل القانونية المتاحة للدفاع عن موقفه، مشيدا في الوقت نفسه بأداء اللاعبين وبجهود الطاقم التقني. - ما هو تقييمك للديربي وهل أوفى بوعوده؟ نجاح أي مباراة ديربي رهين بتحقيق مجموعة من الشروط منها ما هو تنظيمي ومنها ما هو تقني ومنها ما هو تحكيمي، وفي مباراة الوداد والرجاء كانت كل مقومات النجاح حاضرة، فريقان من خيرة الأندية المغربية، مدربان هما الأفضل على المستوى الوطني وسبق لكل منهما أن درب المنتخب المغربي في نهائيات كأس إفريقيا، وعناصر لها إسم في الساحة الكروية، وجمهور حماسي حضر بكثافة ونسي كل خلافاته من أجل إنجاح الديربي، تنظيم محكم بفضل كل المتدخلين في المنظومة التنظيمية، من أمن ومسؤولي الفريقين وسلطات وإدارة المركب، مواكبة إعلامية واسعة، احتفالية في المدرجات، حيث عاد الود من جديد بين مكونات مشجعي الوداد، إذن كل هذه العوامل كانت حاضرة في مباراة كأس تزامنت مع ذكرى غالية على كل المغاربة وهي ذكرى المسيرة الخضراء، لكن الشيء الوحيد الذي أعتبره «فوص نوت» هو التحكيم. - تقصد ضربة الجزاء التي أعلن عنها الحكم الدولي هشام التيازي لفائدة الرجاء البيضاوي؟ الخصم الثاني للوداد على رقعة الملعب هو الحكم التيازي، لكنه خصم يملك كل السلطات التقريرية بين يديه، لذا أضر بالوداد بسوء نية، ويمكن الاطلاع على قراراته من خلال إعادة شريط المباراة، فضربة الجزاء التي منحها للرجاء لا وجود لها إلا في مخيلته، بل حتى الحكم المساعد الذي كان أقرب منه إلى العملية لم يشر إلى ضربة الجزاء التي وقعت خارج مربع العمليات، هدف التعادل أحبط معنويات اللاعبين والجمهور والمسؤولين فحصل ما حصل في ما تبقى من زمن المباراة، الهدف الثاني سجل من وضعية تسلل واضحة، أعتقد أن الحكم قدم صورة سيئة عن التحكيم المغربي نقلتها الفضائيات وكل القنوات التي غطت الحدث، وهذا عنصر له تأثيره على كرة القدم فلا تطور للعبة بدون تطهير جهاز التحكيم من الأسماء التي تسيء إليه، فكيف سينظر الناس إلى حكم كالتيازي يحمل شارة الدولية ويرتكب أخطاء لا يرتكبها حكم في بداية مشواره. - لكن لم يكن لديكم أي اعتراض قبلي على تعيين هذا الحكم؟ بالعكس اعترضنا على تعيين التيازي حكما للمباراة، لأننا نعلم جيدا بأنه لا يليق بالديربي إلا أن أحمد غيبي أفسد المواجهة. استبدل الحكم الدولي لحرش بحكم يدعى التيازي الذي يعلم الجميع بأن له ماضي في مباريات قام بتحكيمها وساهم في تقوية حظوظ فريق على آخر، لقد اعتقدنا أن المتابعة الإعلامية الواسعة للديربي ستمنعه من محاباة هذا الطرف عن الآخر، رغم أننا نعرف بأنه يحابي الرجاء في المباريات الرسمية والودية فقد منحه ضربة جزاء خيالية في مباراة ضد أتليتيكو بيلباو في بداية الموسم وفي الفترة ذاتها عاد ليدير مباراة الرجاء وشبيبة القبائل الجزائري ويمنح من جديد ضربة جزاء للرجاء أمام الوداد، هذا سخاء كبير من الحكم، نحن ننتظر ردا سريعا من الجامعة. - ما هي التدابير التي تعتزمون القيام بها كمكتب مسير للوداد البيضاوي في هذا الصدد؟ بصفتي رئيس اللجنة التقنية المكلفة بتدبير شؤون الفريق الأول للوداد، فإننا سنسلك كل الطرق القانونية لرفع تظلمنا إلى الجهات المسؤولة، طبعا سنكاتب الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وسنرسل تظلما إلى المديرية الوطنية للتحكيم معززا بشريط يؤكد كل واقعة، وأعتقد أن مراقب المباراة ومندوبها قد دونا بأمانة تقاريرهما، وإذا لم تنصفنا الجامعة فإننا سنسلك طرقا أخرى. - لكن صفة عبد الإله أكرم كنائب لرئيس الجامعة ستجعل الوداد في موقف حرج؟ الوداد تعرض للظلم وكل الفعاليات الودادية من مسيرين ولاعبين وجهاز تقني وجماهير ودادية تجمع على أن خسارة الديربي كانت بفعل فاعل، لهذا نحن نطالب بأن ينال كل من يتلاعب بمشاعر الناس جزاءه، لقد اتصلت هاتفيا بعلي الفاسي الفهري مباشرة بعد انتهاء المباراة ونقلت له تظلم الوداديين قاطبة وأكدت له بأن الوداد سيطرق كل الأبواب من أجل الإنصاف اعتمادا على كل الوسائل القانونية المتاحة، وأعتقد أن أكرم الذي تابع المباراة إلى جانبي غير راض على التحكيم لأنه أضر بالوداد وغير معالم النتيجة. - لكن توقيف الحكم أو عدم تعيينه لقيادة مباريات الوداد مستقبلا لا يغير شيئا في النتيجة؟ حين يحكم القاضي على متهم بعقوبة ما فهي لا تعيد للمظلوم عينه إذا بترت أو مسروقا سرق منه، لكن تعيد للناس الاطمئنان على وجود عدالة، ونحن والحمد لله في دولة الحق والقانون. - هل يتحمل اللاعبون مسؤولية التراخي في اللحظات الأخيرة من المباراة؟ اللاعبون لا يتحملون أي مسؤولية في الهزيمة لقد أدوا مباراة كبيرة وتمكنوا من إعادة الوداد إلى سالف عهدها كفريق للفرجة، لاحظنا أن الطاقم التقني بقيادة الزاكي تعامل بالجدية اللازمة مع المباراة، وقدم عرضا كبيرا تفاعلت معه الجماهير الودادية، لاسيما في الجولة الثانية التي تعتبر جولة المدربين، ولولا جور التحكيم لكان الزاكي هو بطل الديربي بدون منازع، عموما أشكر اللاعبين على جهودهم وأقول بأن الوداد خرج من مسابقة كأس العرش مرفوع الرأس. - معنى هذا أن الرجاء لا يستحق الفوز؟ لا لم أقل هذا الكلام، لكن الشيء الأكيد هو أن خصمنا الأول في مباراة الديربي لم يكن هو الرجاء بل هو الحكم، ومع ذلك نوجه تشكراتنا إلى الجمهور وإلى جميع السلطات الأمنية الذين سهروا على إنجاح هذا العرس الكروي.