أقيمت بمجموعة من المدن المغربية مؤخرا، الأيام الثقافية الروسية، وذلك في إطار التبادل الثقافي بين المملكة المغربية وفيدرالية روسيا، حيث تم تنظيم سهرات موسيقية وغنائية، فتمتع الجمهور المغربي بجمالية الرقص البالي وأغاني منفردة ورقص القوقاز والباليكا ومجموعة الشباب لموسيقى الجاز. وكان الجمهور الرباطي على موعد في اليوم الأول مع افتتاح معرض للصور الفوتوغرافية التي تمثل جوانب مختلفة من الهندسة والحضارة الروسية، بحضور وزير الثقافة أمين الصبيحي وسفير فيدرالية روسيا بالمغرب بوريس بولوتين وحضور كبير للسفراء والهيئة الدبلوماسية المعتمدة بالمغرب وجمهور كبير من المهتمين . فبعد الافتتاح الرسمي بالنشيدين الوطنيين، ألقى وزير الثقافة كلمة نوه فيها بالعلاقات المتينة التي تربط المملكة المغربية بفيدرالية روسيا، مرحبا بالفنانين المشاركين والجمهور الحاضر الذي حضر بكثافة لمشاهدة والاستمتاع بالفن الروسي. وأخذ الكلمة بوريس بولوتين سفير فيدرالية روسيا الذي رحب بالجمهور الحاضر من سفراء وهيئة دبلوماسية ونوه بدوره بالعلاقات الثقافية والصداقة المتينة التي تربط بين روسيا والمغرب. وابتدأ الحفل الفني بلوحة فنية رائعة للرباعي الموسكوفي بالاليكا الذي أتحف الجمهور الحاضر بروائع الإيقاعات الوترية التقليدية الروسية بالطنبور والآلة الوترية الثلاثية الحجم حيث كان الإتقان في الإيقاع والعزف الموسيقي التقليدي، عاشت معه أجيال وأجيال عبر السنين محتفظا بأصالته التاريخية. وكانت اللوحة الثانية رائعة، من حيث جمالية اللباس التقليدي الذي يذكرنا بأصالة أبناء القوقاز الذين يملكون ذخيرة كبيرة للتراث القوقازي القديم والذي قدمته فرقة «إيقاعات القوقاز» تحت تصفيقات الجمهور الحاضر. واللوحة الثالثة كانت عبارة عن نموذج آخر من موسيقى الجاز لفرقة شابة «فرتونا باز» التي تمثل موسيقى الأجيال، باعتبارها موسيقى لكل الأجيال، حيث كان أداؤها رائعا، لقي تصفيقات وتشجيع الجمهور الحاضر من فئة الشباب . وفي الأخير كانت اللوحة الجميلة الرائعة لفن البالي من تقديم «نجوم البالي الروسي»، حيث شاهد الجمهور الحاضر روائع الرقص والكوريغرافية المتنوعة لأكبر المؤلفين الموسيقيين العالميين: بحيرة البجع والخطوة الثنائية.. كما استمتعوا بالأداء الرائع للفنانين الروسيين الذين حازوا على جوائز كبيرة من دول عديدة، بمشاركتهم الرائعة، إذ يظل البالي الروسي الأول في العالم. وكان موعد ثاني مع نجوم البالي الروسي بمسرح محمد الخامس بالرباط، حيث غصت قاعة المسرح بجمهور غفير الذي شاهد العرض الفني بكامله والذي استغرق أكثر من ساعة ونصف، واستمتع بروائع لوحاته التي لا تنسى. وكان موعد جمهور مدينة مكناس مع العرض الفني بالمجمع الثقافي «المانوني» بمكناس،لمجموعة إيقاعات القوقاز التي أتحفت الجمهور الحاضر بالفن الإيقاعي الموروث عبر القرون، وبالموسيقى التراثية والإيقاعات المنتظمة. وفي الجزء الثاني، استمتع الجمهور بموسيقى الجاز لفرقة «فرتونا باز» الحائزة على جوائز عالمية في مهرجانات ببلدان مختلفة، حيث نالت إعجاب الجمهور الحاضر وصفق لها بحرارة. أما جمهور مدينة مراكش، فكان على موعد مع نوع آخر من التراث الشعبي الروسي العريق في ليلة لا تنسى، متمثل في نغمات البالايكا الرباعية، وروائع المعزوفات الوترية التقليدية التي أدهشت الجمهور بتحفتها النادرة. هذه المجموعة انتقلت كذاك إلى مدينة الدارالبيضاء والتقت بالجمهور البيضاوي بمسرح محمد السادس، الذي بالرغم من الاستعدادات لعيد الأضحى المبارك، أبى إلا أن لا تفوته الفرصة للاستمتاع بالفن الروسي الأصيل ويعيش مع الباللايكا في أروع عرض لقي تصفيقا حارا بدون توقف، حيث كان لزاما على المجموعة إعادة وتكرار الأغاني تلبية لرغبة الجمهور. وكانت النهاية على خشبة مسرح محمد السادس نفسه، مع العرض المتميز الذي قدمته مجموعة «نجوم البالي الروسي» وكلهم من الحائزين على جوائز قيمة في مهرجانات دولية ومحلية، حيث تم عرض لوحات فنية كوريغرافية ذات جمالية من حيث التعبير الجسدي والإتقان في مقاطع من روائع الموسيقي العالمية لأشهر وأكبر المؤلفين، وكانت اللوحات التي شاهدها الجمهور الكثيف، تتمثل في « بحيرة البجع» و»دانكيشت» و»جيزيل» و لوحات أخرى فاق عرضها الساعة والنصف . إنها بحق أيام ثقافية ناجحة بكل المقاييس، وستبقى راسخة في ذاكرة الجمهور المغربي.