زيارات عمل رسمية لملك البلاد في إطار شراكات المغرب الاستراتيجية تمتين العلاقات الاقتصادية والدعوة لمواكبة المشاريع الكبرى بالمغرب يقوم جلالة الملك ابتداء من يومه الثلاثاء، بزيارة عمل رسمية إلى بعض دول الخليج والأردن، حسب ما أعلن عنه بلاغ للديوان الملكي. وهي الزيارة التي يتوقع منها، بالإضافة إلى تعزيز علاقات التعاون القائمة مع هذه البلدان، تسويق المشاريع الكبرى بالمغرب وإطلاع هذه الدول على الإمكانيات المتاحة للاستثمار بالمملكة. وتشمل الجولة الملكية بالمنطقة، كلا من المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة والكويت، الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي، التي تساهم في برامج التمويل، على شكل هبات، لمشاريع التنمية بالمغرب في إطار الشراكة الاستراتيجية المبرمة سنة 2011 بين المملكة المغربية ومجلس التعاون الخليجي، حسب بلاغ الديوان الملكي. ويرافق جلالة الملك في هذه الجولة وفد وزاري هام، بالإضافة إلى عدد من المسؤولين ورجال الأعمال الذين سيقدمون عددا من المشاريع من قبل الجانب المغربي في ضوء الأولويات الوطنية. وتأتي الجولة الملكية إلى دول الخليج بعد فترة من الفتور التي طبعت علاقاتها مع المغرب، وعودة الدفء إلى علاقات التعاون مع الكثير منها، خصوصا المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت، الشركاء الرئيسيين في العديد من الأوراش الكبرى التي أطلقها المغرب في السنوات الأخيرة. كما أن الجولة الملكية في هذه الدول تأتي بعد حوالي عام ونصف على دعوة مجلس دول التعاون الخليجي المغرب والأردن للانضمام إليه. بلاغ الديوان الملكي بمناسبة الجولة الخليجية لجلالة الملك أكد أن الزيارة تهم بالأساس البلدان المساهمة في برامج تمويل مشاريع التنمية بالمغرب، مشيرا إلى أن حجم مساهمات هذه الدول على شكل هبات يصل إلى حوالي 5 ملايير دولار على مدى خمس سنوات من 2012 إلى 2016، أي بمعدل مليار دولار كل سنة. وكان قادة دول مجلس التعاون الخليجي دعوا المغرب، في أعقاب القمة التي احتضنتها العاصمة السعودية الرياض، شهر ماي من السنة الماضية، للانضمام إلى المجلس. ودعا المجلس ءانئذ المغرب للدخول في مفاوضات لاستكمال إجراءات انضمامه. واعتبر بيان المجلس في حينه أن دعوة المغرب للانضمام إليه تأتي توطيدا للروابط والعلاقات الوثيقة القائمة بين شعوب ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والمملكة المغربية، وانطلاقا من وشائج القربى والمصير المشترك ووحدة الهدف. ومن شأن الزيارة الملكية إلى دول الخليج الأربعة أن تنعش بشكل كبير مساهمات هذه البلدان في المشاريع والأوراش الكبرى التي يعرفها المغرب، واستقطاب استثماراتها إلى المملكة، في ظل الظرفية الاقتصادية العالمية، علما أن الصناديق السيادية لهذه الدول تشكل حوالي 35 في المائة من إجمالي ثروة الصناديق السيادية في العالم. وخلال السنوات الماضية واكبت الدول الأربعة عددا من المشاريع والأوراش الكبرى، بتمويل جزء منها على شكل هبات أو قروض ميسرة، بدء بمشاريع الطرق السيارة التي حصل المغرب على جزء من تمويلاتها من الصندوق الكويتي للتنمية، مرورا بمشروع طنجة المتوسط، ومساهمات الإمارات العربية في إنجازه، ودعم المملكة العربية السعودية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والاهتمام الكبير لهذه الدول بمشروع القطار فائق السرعة الرابط بين طنجة والدار البيضاء، فضلا عن المساهمة في العديد من المشاريع السياحية والسكنية. وتشمل الجولة الملكية في المنطقة الزيارة الرسمية لجلالة الملك إلى المملكة الأردنية، في إطار العلاقات الأخوية التي تجمع بين البلدين والعائلتين الملكيتين، حسب بلاغ الديوان الملكي. وسيقوم جلالة الملك بزيارة تفقدية للمستشفى العسكري الميداني الذي أقامه المغرب بمنطقة الزعتري بالأردن لتقديم المساعدة لآلاف اللاجئين السوريين الذين فروا من بلادهم التي تشهد أعمال عنف مسلحة مأساوية، يقول البلاغ.