تعزيز روابط الجوار مع بلدان البحر الأبيض المتوسط أسدل الستار مؤخرا بوجدة على النسخة الحادية والعشرين لمهرجان الطرب الغرناطي، الذي نظم تحت شعار «الطرب الغرناطي فن وأصالة»، وتميز هذا اليوم الاختتامي من المهرجان بتنظيم سهرة ساهمت في إحيائها جمعية زرياب والجمعية الموصلية وفرقة أحمد بيرو من الرباط، وبتوزيع جوائز على الناشئين الفائزين في مسابقة العزف والإنشاد وكذا بتوزيع شواهد تقديرية ومنح على المجموعات الفنية المساهمة. في أعقاب هذه الدورة، خص المدير الجهوي للثقافة بيان اليوم بلقاء، تحدث فيه عن مميزات المهرجان ومدى تحقق عملية إدماج هذه التظاهرة في الاستراتيجية الوطنية للنهوض بالثقافة، كما أقرتها الوزارة. وأكد على أن حضور فرق أجنبية واستجابتها للمشاركة الحيوية، أضفى البعد المتوسطي على المهرجان، من أجل طرب غرناطي يسهم في تعزيز العلاقات بين دول في المنطقة، بضوابطه وأخلاقياته ويساعد على رقي وتمتين التبادل الثقافي والفني بين المغرب والجزائر وإسبانيا وبالتالي الدخول كعامل مشترك ذي وزن وجمالية في إصلاح ما أفسدته السياسة، كما يسعى عمليا إلى ترجمة وتكريس قيم التعاون والتشارك بين جهات مختلفة ،من جمعيات وجماعات وسلطات لتوفير الدعم الكافي وتحقيق نسبة نجاح باهرة وتعدد مظاهرها، علاقة بالحاجيات اللوجستيكية والإجراءات التنظيمية والاستقبال وباتساع رقعة الجمهور المحب للطرب الغرناطي، في أفق تحويله إلى مهرجان روحي على غرار ما تعرفه مدينة فاس، مهرجان يعرف بالمدينة ويعرف بها. وفي مقارنته بسابقيه، شدد المدير الجهوي للثقافة على التغيير الجذري الذي عرفه المهرجان من كل الجوانب، في رأي متطابق مع رأي مشاركين، ولم يخف في نفس الوقت وجود بعض النقائص، كعدم إحداث مقصف للمشروبات تتكفل به وتموله شركة خاصة تكون من الأطراف المساندة للطرب الغرناطي. وعلى مستوى آخر، يعتبر المدير الجهوي هذا المهرجان ومهرجان الفنون الشعبية الذي سينظم بمدينة بركان قريبا، يندرجان بشكل قوي في خطة عمل المندوبية، تنفيذا للإستراتيجية الوطنية للنهوض بالثقافة والتي تعتمد على خمس مرتكزات حددتها الوزارة الوصية، لكونها تظاهرات تأخذ بعين الاعتبار خصوصيات المنتوج والإبداع الفني المحلي والجهوي لإعادته بذكاء ومتانة إلى الواجهة الثقافية وإعادة تطعيم عملية التوطين والزيادة في الامتداد الجماهيري لجذوره وإغناء الذاكرة الثقافية للأجيال الصاعدة، والتي لم ترتبط كثيرا بتاريخ الثقافة الشعبية وملامستها عن قرب والاحتكاك برجالاتها، وكل ذلك في سياق خلق ميكانيزمات التنافسية اللازمة لإشاعة وتطوير وخدمة قيم اجتماعية وسياسية في آن واحد.