عندما تعبر الخيال أغنية مغربية جميلة يفوح طيب زمن كان الأطلس يرقص فيه تحت قمر أحمر مرددا أنشودة حب، صبابة، أو حديث عيني رفيقة، أو آخر آه في معبد الرموش. في هذا الزمن كانت الأغنية المغربية، شعرا ولحنا وأداء، معلمة للنحو والقوافي، مربية للعواطف ومؤدبة للذوق والتعلق بالجمال. يقترح هذا الركن نفحات من غناء عندما تسمعه الأذن يخفق القلب بالحنين. كم ذا أريد وما أرادُ أبدع عبد الحميد بنبراهيم في تلحين القصيد الفصيح أيما إبداع كما تعكس ذلك هذه الغزلية التي غناها عبد الهادي بلخياط ونظم أبياتها عاشق من الأندلس يستغرب أنه لم يحمل اسم معشوقته كجميل بثينة ألا وهو أحمد ابن زيدون0 كم ذا أريد وما أرادُ يا سوء ما لقي الفؤادُ أصفي الوداد مدللاً لم يصفُ لي .. منه الودادُ يقضي علىّ دلالهُ في كل حين .. او يكادُ كيف السلو عن الذي مثوا هُ من قلبي السوادُ ملك القلوب بحسنهِ فلها اذا امر انقيادُ يا هاجري كم استفيدُ الصبر عنك فلا أفادُ ألا رثيت لمن يبيت وحشو مقلته السهادُ يا حبيبي انا لا زلت انتظر العطف .. والمودة .. وامتدادُ إن اجني ذنباً في الهوى خطئاً فقد يبكو الجوادُ