هل سيفتح نقاش جدي للوقوف على أسباب الفشل؟ ميدالية واحدة فقط، نحاسية، جسدت رصيد الوفد المغربي المشارك في أولمبياد لندن لتبقى الحصيلة الأضعف للرياضة الوطنية في المسار الأولمبي منذ دورة روما 1960. وفي هذا الوضع، كان لا بد من أن تحرك النتائج السلبية القلق في المجتمع الرياضي المغربي الذي تعود على الحضور المميز في مناسبات مماثلة وخاصة في رياضتي ألعاب القوى والملاكمة. ويوجد المغرب بنحاسية في الرتبة 79 في سبورة ترتيب الميداليات، وهي رتبة متأخرة تضم بلدان: أفغانستان، البحرين، هونغ كونغ، الكويت، السعودية، وطاكجستان. ومن خلال قراءة في النتائج يتضح أن رياضات تراجعت لأسباب كثيرة، من بينها ألعاب القوى التي كانت من الرتبة 26 في دورة بكين 2008 بفضل فضية جواد غريب ونحاسية حسناء بنحسي وتحولت في دورة لندن إلى الرتبة 33 وراء وفدي الجزائر وتونس. وحتى عدد العدائين الذين بلغو النهائيات قليل جدا، وتأكد بالواضح الفاضح التراجع المخيف في غياب الخلف، وما يترجم العمل الهادف والتكوين المستمر وما يعلن وجود إستراتيجية ترمي إلى الحفاظ على المكتسبات التي أنجزتها هذه الرياضة. والأفظع من هزالة النتائج يتمثل في آفة المنشطات وإعلان الاتحاد الدولي لألعاب القوى، هو تورط مريم علوي السلسولي قبل انطلاق الأولمبياد بساعات وبعدها بأيام ظلت مفتوحة في غياب مكافحة ناجعة، وقبل مريم وأمين سقط عداؤون آخرون في المحظور مما يشوه سمعة المغرب ويخدش مصداقية العمل والنتائج في العمق. وفي المقابل علت أصوات أبطال من صانعي الأمجاد تحلل، تستنكر وتشير إلى أسباب الفضيحة، عداؤون أغلقت أبواب الجامعة أمامهم وأبعدوا عن الميدان، والنقاش مفتوح حول ما آلت إليه الأوضاع في هذه الرياضة والرأي العام ينتظر التغيير. وخرجت رياضة الملاكمة بحصاد هزيل من الأولمبياد، حيث تعذر على ملاكمينا تجاوز الدور الأول باستثناء محمد العرجاوي الذي بلغ مرحلة الربع، علما أن الملاكمة كانت مع ألعاب القوى وراء الفوز بإحدى وعشرين ميدالية منذ دورة روما 1960. والجدل قائم حول مستوى تحضير الملاكمين، وفي الرياضات الأخرى تساقط أبطالنا وأقصوا، جلهم في الدور الأول، ووحده عبد العاطي إيكيدير حاول انقاد ماء الوجه بانتزاع ميدالية نحاسية في سباق 1500 وتعذر عليه إضافة إنجاز ثاني في سباق 5000م. ويبدو أن مسؤولي جامعتنا الرياضية وقفوا على مستوى رياضيينا الذين ضمنوا التأهل وعلى مستواهم في ميزان القوى في التنافس، وتأكد أن الإمكانيات المالية توفرت بفضل الإدارة السياسية والرياضيون استفادوا مع تجمع تدريبي مستمر. والوزارة الوصية ومعها اللجنة الوطنية الأولمبية، ولجنة رياضيي الصفوة عملوا على تحضير الإمكانيات لتبقى الكرة في مرمى الجامعات. والآن وقد أسدل الستار على أولمبياد لندن والأسئلة تتناسل حول مستوى وقيمة المشاركة وحول الدورة القادمة في 2016، هل سيفتح النقاش الجدي للوقوف على أسباب الفشل ومصادر المنشطات ومروجيها حتى لا يتكرر ما جرى. مسؤولو الجامعات مجبرون على الإنصات إلى نبض المجتمع، والاعتراف بالتراجع المخيف الذي يهدد الرياضة الوطنية والانتباه أكثر لأننا في رتبة متأخرة اليوم. صحيح أن الواقع الرياضي معقد لكن الرياضة الوطنية، حققت مكتسبات تحولت إلى أمانة هي على كاهل مسؤولي الحاضر. إنها الأمانة أيها السادة.