يشارك المغرب في الألعاب الأولمبية المقررة في لندن (27 يوليوز-12 غشت ) بوفد قوامه 75 رياضيا ورياضية سيتبارون في 12 نوعا رياضيا وهي ألعاب القوى والملاكمة وكرة القدم والجيدو والتايكواندو والدراجات والسباحة وقوارب الكاياك والمصارعة والمسايفة والرماية بسلاح القنص والفروسية (أول مرة). ورغم مشاركة المغرب في 12 دورة ألعاب أولمبية منذ عام 1960 في روما بنحو عشرين نوعا رياضيا فإن الحصيلة لم ترق إلى مستوى التطلعات، حيث أن نوعين فقط أنقذا ماء وجه الرياضة المغربية٬ وهما ألعاب القوى والملاكمة، وفق تقرير لوكالة الأنبا المغربية بقلم محمد بن الشريف. فهذان النوعان، يضيف التقرير، حصدا 21 ميدالية 18 كانت من نصيب ألعاب القوى٬ منها ست ذهبيات وخمس فضيات وسبع نحاسيات٬ فيما نالت الملاكمة ثلاث نحاسيات. ومنح 17 رياضيا المغرب الميداليات ال21٬ خمسة منهم فقط توجوا بالمعدن النفيس٬ وهم نوال المتوكل (400م حواجز- لوس أنجليس 1984) وسعيد عويطة (5000م- لوس أنجليس 1984) وإبراهيم بوطيب (10آلاف م-سيول 1988) وخالد السكاح (10آلاف م- برشلونة 1992) وهشام الكروج صاحب الثنائية التاريخية في أولمبياد أثينا 2004 (1500م- 5000م). ومن غريب الصدف أن تكون أول وآخر ميدالية يحرزها المغرب في الألعاب الأولمبية فضية في مسابقة الماراثون الأولى في دورة روما 1960 بواسطة المرحوم عبد السلام الراضي والأخيرة في أولمبياد بكين 2008 بواسطة جواد غريب أكبر الغائبين عن أولمبياد لندن 2012. وتعود أول مشاركة مغربية في الألمبياد إلى دورة روما 1960 حيث سجلت الرياضة المغربية حضورها بعشرة أنواع رياضية٬ وكانت باكورة هذه المشاركة ميدالية فضية بطعم الذهب٬ أحرزها المرحوم عبد السلام الراضي في سباق ماراثون تاريخي مثير مع العداء الإثيوبي الأسطورة الراحل أبيبي بكيلا. وكانت المشاركة المغربية في دورة روما بوفد قوامه 54 فردا في رياضات ألعاب القوى وسباق الدراجات والمسايفة ورفع الأثقال والزوارق الشراعية والمصارعة والجمباز والرماية بأسلحة القنص والملاكمة والألعاب السباعية العصرية. ومن بين الأسماء التي شاركت في دورة روما العداءان المرحوم بوشعيب لمعاشي وبنعيسى باكير٬ الذي احتل المركز الثامن في السباق. لكن هذه المشاركة تقلصت في دورة طوكيو 1964 إلى26 فردا شاركوا في ثلاثة أنواع رياضية فقط هي ألعاب القوى وكرة القدم ورفع الأثقال. وكانت النتائج دون مستوى التطلعات. ففي ألعاب القوى حل الغازي الزعراوي تاسعا في نهاية مسابقة 3000م موانع وبنعيسي باكير في ال12 في سباق الماراثون٬ فيما تعرض المنتخب المغربي لكرة القدم لهزيمتين قاسيتين أمام منتخبي يوغوسلافيا 3-1 والمجر 6 -0. وشارك المغرب في دورة مكسيكو 1968 بأربعة أنواع رياضية وهي ألعاب القوى والملاكمة والمصارعة وكرة السلة٬ فيما قاطع المنتخب الوطني لكرة القدم الدورة بعدما وضعته القرعة في نفس المجموعة مع منتخب إسرائيل. وكان حضور المغرب في دورة ميونيخ 1972٬ التي سجلت أول حضور للفتاة المغربية من خلال العداءتين فاطمة الفقير ومليكة حدقي٬ بخمسة أنواع رياضية وهي ألعاب القوى والملاكمة والمصارعة والجيدو وكرة القدم. ومن بين الرياضيين المشاركين في الدورة حدو جادور ولحسن عقا صمصم وعمر غزلات وفاطمة الفقير ومليكة حدقي (ألعاب القوى) ولحسن مغفور ومحمد سرور وعلي لشكر (المصارعة) وبلحمرة والسليماني (الجيدو). وتمكن المنتخب الوطني لكرة القدم من تجاوز عتبة الدور الأول بعد تعادله مع منتخب الولاياتالمتحدة بدون أهداف وخسارته أمام منتخب ألمانياالغربية 3 -0 وفوزه الجارف على منتخب ماليزيا 6 -0 منها ثلاثية للهداف البارع أحمد فرس ليحتل المركز الثاني في المجموعة الثانية وراء المنتخب الألماني. لكن الفريق خسر مبارياته الثلاث في الدور الثاني أمام منتخبات الإتحاد السوفياتي 3-0 والدانمارك 3-1 وبولونيا 5-0. وبعد مرور أربع وعشرين سنة على فضية عبد السلام الراضي يستعيد المغرب نغمة الفوز وينتشي بعبق التتويج بتطويق عدائيه الفذين نوال المتوكل وسعيد عويطة عنقيهما بالذهب في دورة لوس أنجليس 1984 الأولى في سباق 400م حواجز تعد أصغر بطلة أولمبية في هذه المسابقة إذ كان سنها وقتها 22 عاما و115 يوما والثاني في سباق 5000 م والذي ظل يحتفظ برقمه القياسي للألعاب حتى دورة بطين حيث حطمه الإثيوبي كنينيسا بيكيلي. وكان المغرب قد شارك في دورة لوس أنجليس بأربعة أنواع رياضية وهي ألعاب القوى (عويطة ونوال واللهبي) والملاكمة (فضلي ولحمر والتبازي) وسباق الدراجات (النجاري وأفندي وبنبويلة والرحايلي) وكرة القدم التي خرج منتخبها من الدور الأول٬ فضلا عن رياضة التنس التي كانت رياضة استعراضية (عرفة الشقروني). ومنذ دورة 1984 لم يغب المغرب عن منصة التتويج . ففي دورة سيول 1988 شارك المغرب بأربعة أنواع رياضية وهي ألعاب القوى والجيدو والمصارعة والملاكمة. وحالت الإصابة دون تحقيق العداء الأسطورة سعيد عويطة لحلمه في التتويج باللقب الأولمبي في مسافتي 800م و1500م واكتفى بنحاسية سباق 800م. لكن تلميذه إبراهيم بوطيب عوض الخسارة وانتزع عن جدارة ذهبية 10 آلاف متر بل كاد ان يسجل رقما قياسيا عالميا جديدا للمسافة٬ علما بأنه مازال يعد أصغر بطل أولمبي في هذا السباق إذ أن عمره وقتها كان 21 عاما و42 يوما. وعزز عبد الحق عشيق صاحب القبضة الحديدية الرصيد المغربي بميدالية نحاسية. وحافظ "ثعلب المضمار"خالد السكاح على اللقب الأولمبي المغربي في سباق 10 آلاف متر في أولمبياد برشلونة 1992٬ فيما أحرز رشيد البصير فضية 1500م ومحمد عشيق ميدالية نحاسية في رياضة الملاكمة٬ علما بأن المغرب شارك بخمسة أنواع وهي ألعاب القوى والمصارعة والتنس وتنس الطاولة وكرة القدم فضلا عن التايكواندو كرياضة استعراضية. وشارك المغرب بسبعة أنواع رياضية في دورة أتلانتا 1996 وهي ألعاب القوى والملاكمة وحمل الأثقال والتنس والجيدو والمصارعة والجمباز حيث كانت نعيمة الغواتي ممثلة القارة الإفريقية الوحيدة. ومرة أخرى تنقذ ألعاب القوى ماء وجه الرياضة المغربية من خلال نحاسيتي صالح حيسو في 10 آلاف متر وخالد بولامي في 5000م بعدما كان حظ هشام الكروج عاثرا بعد سقطته الشهيرة قبل خط النهاية بأربعمائة متر وكان وقتها من أقوى المرشحين للظفر بذهبية 1500م. وفي دورة سيدني 2000 التي شارك فيها المغرب بثمانية أنواع رياضية وهي ألعاب القوى وكرة القدم والزوارق الشراعية والتنس والتكواندو والجيدو والسباحة وقوارب الكاياك بلغت الحصيلة خمس ميداليات٬ فضية واحدة نالها الكروج في 1500م وأربع نحاسيات أحرزها كل من علي الزين (3000م موانع) وإبراهيم لحلافي (5000م) ونزهة بيدوان (400 م حواجز) والطاهر التمسماني في الملاكمة. وفي عاصمة الإغريق أثينا سجل هشام الكروج إنجازا تاريخيا بتتويجه المزدوج بطلا أولمبيا وبات ثاني عداء في التاريخ يفوز بذهبيتي 1500م و5000م في دورة واحدة بعد العداء الفنلندي الشهير بافو نورمي في دورة باريس 1924. وتعزز هذا العقد الفريد بفضية سباق 800م التي أحرزتها حسناء بنحسي٬ والتي كانت بطعم الذهب٬ لتصبح ثالث عداءة مغربية تصعد لمنصة التتويج بعد نوال المتوكل ونزهة بيدوان. ولم تكن المشاركة المغربية في أولمبياد بكين 2008 في مستوى الطموحات إذ كانت أم الرياضات مرة أخرى هي المنقذ٬ بإحرازها ميداليتين٬ فضية بواسطة جواد غريب في الماراثون٬ ونحاسية بفضل حسناء بنحسي في سباق 800م٬علما بأن المغرب شارك في سبعة أنواع رياضية وبوفد ضم 48 رياضيا ورياضية. وظلت بذلك أم الألعاب وفية لسمعتها وعززت مكانتها بعد أن رفعت رصيدها إلى18 ميدالية منذ دورة روما 1960 منها ست ذهبيات وخمس فضيات وسبع نحاسيات٬ فيما عادت رياضات الجيدو والملاكمة (10 ملاكمين) والتايكواندو والسباحة والمسايفة والرماية بالنبال بخفي حنين من العرس الأولمبي ببكين. والمؤمل أن يطلق الجمهور المغربي في أولمبياد لندن العنان للأفراح احتفالا بتتويج أكثر من رياضي ورياضية لاسيما في ثلاثة تخصصات تراهن عليها كثيرا الأوساط الرياضية المغربية وهي ألعاب القوى والتايكواندو والملاكمة. *تعليق الصورة: نزهة بيدوان إحدى ألمع بطلات المغرب السابقات في العاب القوى