تم بمدينة سلا الإعلان عن برنامج الدورة الأولى لمهرجان «مراكب»، المقرر تنظيمه مابين 20 و27 يوليوز الجاري، الذي ستنطلق فعالياته بعرض فني فرجوي، يحييه 150 فنان, يجمع بين أنماط التعبير الغنائي والمسرحي، تحت عنوان «فرجة سلا.. أنغام وإيقاعات». وأوضح السيد عبد المجيد فنيش، المدير العام للمهرجان، الذي تنظمه الجماعة الحضرية لمدينة سلا، أن رهان المنظمين يتمثل في إضفاء خصوصية نوعية على هذا المهرجان تميزه عن باقي التظاهرات المماثلة، مضيفا أنه سيشكل محطة سنوية منتظمة تحتفي بماضي وحاضر سلا كمدينة لعب البحر والنهر أدوارا طلائعية في تشكيل تاريخها وسماتها الحضارية والثقافية والفنية. ويتمحور مهرجان «مراكب» حول ثقافة وفنون وعادات المدن البحرية الكبرى، وتتوزع أنشطته على عدد من الأنماط التعبيرية خاصة الموسيقى بجل ألوانها والمسرح والسينما والمعرض ثم اللقاءات الأدبية والفكرية. وتعرف الدورة الأولى، التي خصص لها غلاف مالي يبلغ مليون ونصف مليون درهم، مشاركة فنانين ومثقفين وأدباء من (الجزائر- ليبيا-مصر-فلسطين- -تركيا-جورجيا-روسيا-فرنسا-إسبانيا- المملكة العربية السعودية). وتتوزع أنشطة الدورة على ست فضاءات كبرى مفتوحة، وعشر فضاءات مغلقة، منها على الخصوص ساحات ماجيك بارك، وشاطئ سلا، وسينما المنزه، والقاعة الكبرى لعمالة سلا، ودار الثقافة محمد حجي، وملعب بوبكر أعمار، وخزانة عبد الرحمان حجي، والممر المركزي بسلاالجديدة، علاوة على تنظيم الرياضات البحرية بكل من شاطئ سلا ونهر أبي رقراق. ومن المجموعات الموسيقية الشهيرة عربيا ودوليا تشارك فرقة النيل للموسيقى العربية من مصر، والفرقة الرشيدية من الجزائر، وفرقة أنغام الثرات من ليبيا وفرق فلكلورية من جورجيا وتركيا وروسيا والمملكة السعودية. ومن المقرر أن يحيي الفقرات الفنية للمهرجان عدد من الفنانين المغاربة منهم على الخصوص حميد القصري وسعيدة شرف وعبد المجيد باقاص ومحمد الغاوي وعبد السلام السفياني وفاطمة تاباعمرنات, إضافة إلى فرق أخرى لها صيتها في مجال الفنون الثراتية. وتحضر فلسطين من خلال تخصيص يوم لها تقدم فيه عروض مسرحية وموسيقية. وعلى المستوى السينمائي سيكون المهرجان على موعد مع تسعة أفلام طويلة وأخرى وثائقية, تتخذ من البحر خلفية فكرية وجمالية لها. وتحتل الفنون البحرية حيزا هاما من برمجة المهرجان حيث ستنظم أربع معارض للفنون التشكلية لفنانين عالميين اشتغلوا على تيمة البحر, ويمثلون دول فرنساوإسبانيا وبلجيكا وليبيا بالإضافة إلى مساهمة مدينتا أصيلة وأكادير، موازاة مع تنظيم لقاءات أدبية وفكرية تتناول قضايا الشعر المغربي وعلاقاته بالبحر، والأمازيغية والمحيط الساحلي. كما تنظم ورشات تكوينية لفائدة الاطفال في مجالي الفنون التشكيلية والمسرح الذي ستقدم منه ست عروض من المغرب وفلسطين. ويبلغ عدد المجموعات الموسيقية المحلية المشاركة في المهرجان 30 مجموعة من مختلف ألوان التعبير الموسيقي، أما الفنانون السلاويون المقيمون في ديار المهجر، فسيخصص المهرجان لهم يوما كاملا للتعريف بإبداعاتهم الرائجة في أوروبا. وكان السيد نور الدين الازرق رئيس الجماعة الحضرية لسلا قد أوضح في افتتاح الندوة الصحافية التي نظمت بالمناسبة أن برنامج مهرجان «مراكب» يرتكز على استلهام الذاكرة وحوار الثقافات والفنون وحضور مختلف الحساسيات والأجيال, مضيفا أن القاسم المشترك والخيط الرابط لفقرات المهرجان يظلان هما البحر والنهر. وأضاف أن نجاح المهرجان رهين أساسا بمدى التفاعل الإيجابي المنتظر من الساكنة بكل نخبها وفئاتها ومدى انخراطها في هذه الحيوية والدينامية الثقافية الهامة والواعدة.