أصبح العاشر من شهر غشت موعدا سنويا يحتفل فيه المغاربة بمواطنيهم من أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج، ويشكل مناسبة لتعزيز الأواصر معهم والوقوف على مختلف انتظاراتهم وطموحاتهم وانشغالاتهم، والاطلاع على المشاكل التي يعانون منها في بلدان إقامتهم. ويشكل هذا التاريخ، الذي أقره جلالة الملك محمد السادس منذ سنة 2003، مناسبة أيضا لتقييم حصيلة الإنجازات التي تحققت لفائدة أفراد الجالية المقيمين بمختلف بلدان المعمور؛ وإشارة واضحة للاهتمام الذي يوليه المغرب لأبنائه، انطلاقا من إيمانه العميق أنهم يشكلون عنصر قوة حقيقيا على جميع المستويات. ويشكل تخليد اليوم الوطني للجالية المغربية المقيمة بالخارج، مناسبة لاستحضار ما تحقق لهذه الفئة من المواطنات والمواطنين المغاربة من مكاسب خلال السنوات الأخيرة. حيث عرفت السنة الماضية 2011 تحقيق العديد من المكاسب، منها على الخصوص المشاركة في الاستتفتاء على الدستور الجديد الذي جرى في فاتح يوليوز من السنة الماضية، وعرف مشاركة حوالي 270 ألف ناخب عبر العديد من مكاتب التصويت التي وضعت رهن إشارتهم في القنصليات والسفارات المغربية ببلدان إقامتهم، للتعبير عن رأيهم في وثيقة دستورية تمنح للجالية المغربية امتيازات جديدة ووضعا جيدا، باعتبارها عنصرا أساسيا في تحريك الدينامية الاقتصادية والاجتماعية الوطنية. وخلال السنتين الأخيرتين تم إحداث صندوق استثمار مغاربة العالم الهدف من ورائه تشجيع المهاجرين المغاربة على الاستثمار في بلدهم، في إطار الدينامية الجديدة التي تروم الاستجابة لانتظارات مغاربة العالم في شتى المجالات. كم تشمل الإجراءات المحفزة لمغاربة العالم تسهيل ولوجهم للسكن بوطنهم، في إطار برنامج «ضمان السكن» بعد توسيعه ليشملهم وبنفس الشروط التي يستفيد منها إخوانهم في أرض الوطن، والغاية من ذلك تمكين هذه الشريحة من الساكنة من اقتناء أو بناء مسكن مع تسهيلات في القرض، الذي، كما هو الأمر بالنسبة للفئات المتوسطة، ينبغي ألا يتعدى 800 ألف درهم وألا تتجاوز مدته 25 سنة. وبهذه المناسبة، ستنظم الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين في الخارج، كعادتها كل سنة، لقاء تواصليا مع المهاجرين من مختلف بقاع العالم اختارت له هذه السنة شعار: «الارتقاء بالخدمات لفائدة مغاربة العالم». وذلك يومه الجمعة عاشر غشت بمقر نادي بنك المغرب بالرباط، تحت الرئاسة الفعلية لرئيس الحكومة وبحضور عدد من الوزراء المعنيين. وسيمكن هذا اللقاء التواصلي، الجمع بين مغاربة العالم بمسؤولين بالقطاعات الحكومية والمؤسسات العمومية المعنية بقضاياهم لتدارس إمكانيات تحسين الخدمات المقدمة لهم وسبل تسهيل الإجراءات الإدارية وتسريع المساطر المتعلقة بمصالحهم لدى مختلف الإدارات والمؤسسات والجماعات المحلية بالمغرب وكذا البعثات الدبلوماسية والقنصلية بالخارج. ويتضمن برنامج هذا اللقاء تنظيم أبواب مفتوحة تضم أروقة للمؤسسات والإدارات لعرض وتقديم أنشطتها والخدمات التي تقدمها لفائدة المغاربة المقيمين في الخارج وذلك طيلة اليوم، إضافة إلى ورشات موضوعاتية حول مواضيع تتعلق بالجانب الخدماتي كالخدمات القنصلية والاجتماعية وبرنامج تنمية الشبكة القنصلية، الخدمات القانونية والقضائية بالمغرب لفائدة المغاربة المقيمين بالخارج، الخدمات المقدمة من طرف إدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة، الخدمات المرتبطة بالعقار المغربي، والخدمات المرتبطة باستثمارات المغاربة المقيمين بالخارج. كما سيتم تنظيم أبواب مفتوحة ببعض جهات المملكة، تضم أروقة وعروضا في مختلف المصالح المختصة، وذلك بهدف توجيه وإرشاد أفراد الجالية المغربية وتمكينهم من مختلف المعطيات والمعلومات الضرورية لخدمة مصالحهم بالمغرب.