تزايد الإصابات بالأمراض النفسية في صفوف الأسرى الفلسطينيين جراء التعذيب الإسرائيلي فيما تواصل إسرائيل اعتقال أكثر من 4500 أسير فلسطيني في سجونها بينهم نساء وأطفال أوضحت مصادر متابعة لملفهم بان الإصابة بإمراض الصرع والأمراض النفسية في تصاعد مستمر بصفوف الأسرى جراء مواصلة إدارة سجون الاحتلال والسجانين التنكيل بهم جسديا ونفسيا. وأفاد تقرير لوزارة الأسرى الفلسطينية الخميس أن ظاهرة الإصابة بأمراض الصرع والأمراض النفسية تتصاعد في صفوف الأسرى بسبب الضغوطات التي يتعرضون لها وعدم توفر العلاج اللازم للحالات المصابة بأمراض نفسية. وذكر تقرير الوزارة عدة حالات مصابة بأمراض الصرع وأمراض عصبية ومنها: الأسير داود أكرم رواجبة، 36 عاما، سكان روجيب قضاء نابلس، وهو معتقل إداري منذ تاريخ 11/2/2012 يقبع في سجن مجدو، حيث يعاني من أمراض نفسية عديدة ومنها الصرع بسبب ما تعرض له من تعذيب أو ما يسمى التحقيق العسكري الذي تعرض له خلال اعتقاله عام 1994 على يد المحققين الإسرائيليين. وأفاد محامي وزارة الأسرى فادي عبيدات الذي زار الأسير رواجبة أنه يعاني إضافة إلى الصرع بانزلاق غضروفي بالظهر نتيجة التحقيق الذي تعرض له ، وقد أجريت له عمليتين جراحيتين قبل اعتقاله في مستشفيات الأردن، وأنه تم اعتقاله أثناء عودته من العلاج على جسر الأردن وقبل أن يستكمل العلاج، واقتيد إلى معسكر عوفر وهو في حالة صحية صعبة ولم يتم استقباله من قبل إدارة السجن بسبب حالته الصحية وتم تحويله إلى مستشفى هداسا وهناك أجريت له فحوصات من قبل الأطباء النفسيين وأطباء الأعصاب. وذكر الأسير رواجبة أن الأدوية التي خصصت له سحبت من قبل إدارة السجن، وانه فقط يتناول أدوية للأعصاب والصرع وقال انه يتناولها ويعاني من الإرهاق المتواصل بالإضافة إلى النوم طوال النهار بسبب كثرة الأدوية التي يتناولها وعددها 12 حبة يوميا. وأفاد رواجبة انه يصاب بنوبات صرع ونوبات شقيقة بمعدل مرة كل أسبوع ويبقى بين نوبة وأخرى بحالة من التعب الشديد. أما الأسير سلطان محمد أبو مصطفى 23 عام سكان مخيم بلاطة قضاء نابلس، المحكوم 5.5 سنة منذ تاريخ 5/6/2007، يعاني من تشنجات وألم بالرأس ونوبات صرع منذ أكثر من عامين ونصف عندما كان معتقلا في ذلك الوقت في سجن النقب الصحراوي. وذكر الأسير لمحامي الوزارة فادي عبيدات الذي زاره في سجن مجدو أن المرض تطور معه وبدأ يشعر بآلام في الجزء الخلفي من الرأس، وأنه نقل إلى مستشفى سوروكا الإسرائيلي، وبعد إجراء الفحوصات بالمستشفى تبين انه يعاني من الكريزا والشقيقة، ويصاب بالتشنجات بين فترة وأخرى. وقال الأسير انه يصاب بنوبات كريزا يفقد الإحساس بالجهة اليسرى للجسم ويؤدي به إلى حالة من الإغماء ويعطى سوائل في الفم حتى يعود إلى طبيعته. وقد تقدم الأسير أبو مصطفى لمحكمة الشليش (ثلثي المدة) بطلب للإفراج عنه بسبب الوضع الصحي الذي يعاني منه وقد تم رفض هذا الطلب، وتقدم بطلب مرة أخرى ولم يحدد الموعد لعقد محكمة الشليش بخصوص ذلك. أما الأسير محمود عبد اللطيف ريان 22 عام سكان رام الله، معتقل منذ 16/5/2012، ومحكوم 10 شهور ومصاب بمرض الصرع قبل اعتقاله وكان يتلقى العلاج في مستشفى الرعاية في مدينة رام الله. وذكر الأسير لمحامي الوزارة إبراهيم الأعرج الذي زاره في سجن عوفر أنه بعد أسبوع على اعتقاله أصيب بحالة من الكريزا خلال استجوابه في زنازين المسكوبية، وأصيب بتشنجات وبدأ يضرب رأسه في الحائط وفقد الوعي، وأصيب نتيجة ذلك بجروح بليغة في رأسه. وقال أن حالة الصرع والتشنجات تكررت معه عدة مرات في سجن عوفر، وأنه يصاب بعد كل حالة بتعب وإرهاق شديد ولا يستطيع الوقوف أو المشي. وأشار أنه خلال اعتقاله تم الاعتداء عليه بالضرب الشديد على يد الجنود وأصيب بجروح في رأسه بسبب ضربه بأعقاب البنادق. هذا وأفادت مصادر حقوقية بان السجانين الإسرائيليين يواصلون التنكيل بالأسرى الفلسطينيين وتقييدهم خلال تنقلاتهم حيث يتم تقييدهم خلال لقاء المحامين، وذلك كعقاب لهم. وأفاد تقرير صادر عن وزارة شؤون الأسرى أن أسرى سجن ايشل قسم 11 يتم تقييد أيديهم خلال لقائهم مع المحامين كعقاب فرض عليهم من قبل إدارة السجن. وقال الأسير الفلسطيني أمجد عزت كبها 43 عاما سكان جنين المحكوم 18 عاما لمحامي الوزارة رامي العلمي الذي زاره بالسجن وقد حضر وهو مقيد اليدين أن أسرى قسم 11 فرض عليهم عقابا على أثر مواجهتهم لسياسة التفتيش العاري قبل حوالي شهرين بتقييد أيديهم خلال خروجهم للقاء المحامين تحت إدعاء أن الأسرى قاموا بتهديد حياة السجانين . وقال كبها أن العقوبات الجماعية لا زالت تفرض عقوبات فردية وجماعية على الأسرى دون أي وجه حق من قبل إدارة السجون،وأنه لم يجر أي تغيير بعد الإضراب على هذه السياسة. وأوضح أن سياسة مداهمة الأسرى وإجبارهم على التفتيش العاري المذل وتخريب ممتلكاتهم الشخصية متواصلة و مكثفة في كل السجون وتقوم بها وحدات قمع خاصة تمارس أبشع أساليب البطش والاهانة بحق المعتقلين مما يؤدي إلى مواجهة بين الأسرى وهذه القوات، حيث يرفض الأسرى التفتيش العاري ويعتبرون أن سياسة التفتيشات الليلية والفجائية ليست أكثر من سياسة عدوانية وانتقامية من الأسرى. وفي ظل التنكيل الإسرائيلي بالأسرى الفلسطينيين اشتكى المعتقلين في مركز توقيف «عتصيون» من قلة الطعام في شهر رمضان المبارك وإجبارهم على الصوم بدون سحور ولأكثر من 20 ساعة. وأكد ممثل الأسرى الأسير محمد النجار على أن أسرى «عتصيون» يجبرون على الصوم لعشرين ساعة نتيجة تأخير تقديم الطعام لهم والذي يقدم في تمام الساعة الحادية عشر ليلا كما أن نوعية الطعام وكميته سيئة. وأضاف الأسير النجار لمحامية نادي الأسير بأن الأسرى وفي أغلب الأحيان يصومون دون سحور بسبب سوء الطعام، مبينا بأنه وعندما قام الأسير بتقديم احتجاجاته المتكررة أمام إدارة المعتقل عاقبته عدة مرات من خلال عزله عن باقي الأسرى. وفي هذا السياق أشار نادي الأسير في بيانات سابقة بأن الأسرى اشتكوا مرارا وتكرار من سوء الأوضاع في المعتقل إضافة إلى الاعتداءات المتكررة عليهم والتنكيل بهم، مطالبا بوجوب إغلاق هذا المعتقل التابع لجيش الاحتلال الإسرائيلي.