الجزائر ترد على بنكيران بخصوص ربط فتح الحدود بالقمة المغاربية لم تنتظر الجارة الجزائر كثيرا للرد على التصريحات الصادرة عن رئيس الحكومة المغربية، عبد الإله بنكيران والتي تفيد بأن استمرار غلق الحدود بين المغرب والجزائر سيجعل من القمة المغاربية المتوقع عقدها قبل متم هذه السنة في تونس «شكلية فقط». ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية، على لسان أحد المسؤولين الدبلوماسيين الجزائريين، قوله إن فتح الحدود بين المغرب والجزائر ملف ثنائي بين الدولتين، ولا علاقة له بالقمة المغاربية». واستطرد الدبلوماسي الجزائري، الذي فضل عدم الإفصاح عن هويته، حسب الوكالة، أن إقران قمة الاتحاد المغاربي وفتح الحدود البرية بين المغرب والجزائر أمر غير وارد لكونهما ملفين منفصلين تماما. مشيرا إلى أن قضية فتح الحدود البرية بين البلدين لا يشكل إلا أحد أوجه تطوير العلاقات الثنائية بين الرباطوالجزائر. وجاء رد المسؤول الجزائري أياما بعد التصريحات التي جاءت على لسان رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، والتي اعتبر فيها أنه ما دامت الحدود البرية بين المغرب والجزائر لم تفتح فإن القمة المغاربية ستكون مجرد شكلية. وأضاف بنكيران في حوار أجرته معه جريدة «التجديد» المقربة من حزب العدالة والتنمية أن ظروف انعقاد القمة المغاربية لم تنضج بعد، خصوصا أمام الغموض الذي لا يزال يلف الموعد المحدد لعقد القمة التي حدد لها 10 أكتوبر 2012 قبل أن يتم تأجيله إلى تاريخ لاحق. وخلال نفس الحوار استغرب رئيس الحكومة كيف أن فرنسا وألمانيا تصالحتا بعد كل ما وقع بينهما إبان الحرب العالمية الثانية، ولازال المغرب والجزائر في خصام. وأعرب عبد الإله بنكيران عن أسفه الشديد أن القيادة الجزائرية، بالرغم من كل أواصر المحبة والأخوة التي تربط بين الشعبين المغربي والجزائري، تعاكس هذا التوجه وتعاكس المغرب في وحدته الترابية. وشدد رئيس الحكومة على أن المغرب يراهن في سياسته مع الجزائر على المستقبل وعلى التاريخ. هذا الموقف لم يرق كثيرا الجزائر التي ردت من خلال التأكيد على أن موعد القمّة المغاربية سيتم تحديده بدقّة فور انتهاء الاجتماعات التحضيريّة، وفي نفس السياق أعلن الناطق الرسمي باسم وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية أن تاريخ انعقاد القمة المغاربية لا يزال محل مشاورات، وأكد أنه سيتم تحديده عند استكمال مسار التحضير للقمة. وكان الرئيس التونسي المؤقت، منصف المرزوقي، أعلن في فبراير الماضي، عقب جولته الأولى بعد توليه منصبه، عن عقد القمة المغاربية يشارك فيها قادة الدول الخمسة المكونة للاتحاد، وتستضيفها تونس الخريف المقبل. وأعلن المتحدث باسم الرئاسة التونسية أن القمة التي كان منتظرا أن تحتضنها مدينة طبرق التونسية في 10 أكتوبر المقبل، قد يتم تأجيلها إلى تاريخ لاحق، بعد استكمال مسلسل المشاورات مع الدول الخمس. وأضاف المتحدث باسم الرئاسة التونسية أنه بعد الانتهاء من المشاورات واستكمال المسار التحضيري، سيتم تحديد تاريخ عقد القمة وذلك بهدف ضمان أفضل الشروط لإنجاح هذا الموعد الهام.