10 آلاف رياضي ورياضية في افتتاح أولمبياد عاصمة الضباب التاريخ الجمعة 27 يوليوز.. الساعة تقترب من الثامنة مساء بتوقيت غرينتش، وتشير إلى التاسعة مساء بتوقيت لندن الصيفي.. في هذا الوقت الذي سيكون المغاربة منشغلين بتناول وجبة الفطور، سيكون العالم أجمع منشغلا بالافتتاح الرسمي لأهم وأكبر حدث رياضي في هذه السنة.. إنها النسخة ال 30 من دورة الألعاب الأولمبية ستحط الرحال بلندن.. الأولمبياد بعاصمة الضباب للمرة الثالثة بعد دورتي 1908 و1948.. الافتتاح سيعرف رفع 204 رياضي ورياضية لأعلام بلدانهم بعدما اختيروا من طرف اللجان الأولمبية الوطنية من بين أزيد من عشرة آلاف سيشاركون بأولمبياد لندن .. هؤلاء سيدخلون منافسة حامية الوطيس في 36 رياضة أولمبية في الرحلة البحث عن انتزاع واحدة من الميداليات ال 4700 بمختلف أنواعها.. سواء كانت ذهبا أو فضة أو برونزا، فالمهم أن لا تخرج خالي الوفاض. حفل يقدر أن يتابعه عبر شاشات التلفاز أزيد من مليار إنسان أي ما يعادل سدس سكان الكرة الأرضية.. ومن عين المكان سيتجاوز عدد المتفرجين الستين ألفا بالملعب الأولمبي بستراتفورد، ولن يؤثر القرار المفاجئ من اللجنة المنظمة والقاضي بتقليص الحيز الزمني على مسار الاحتفال الذي سيركز عرضها الفني على تقديم لوحة تعرف بالموروث التقليدي للشعل البريطاني.. تكلفة العرض ستتجاوز سقف 27 مليون جنيه إسترليني، وهو ما يقارب 42 مليون بالدولار أمريكي، وبلغة اليورو 35 مليون. 120 من أبرز قادة ورؤساء دول العالم، من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى رئيسة البرازيل ديلما روسيف مرورا برئيس الوزراء الياباني يوشيهيكو نودا ورئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف، وأسماء أخرى ستحضر الافتتاح بجانب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، في حين يقف الرئيس الروسي بشار الأسد في صدارة الممنوعين.. بيد أن الشخصية الأبرز على الإطلاق ستكون ملكة بريطانيا إيليزابيث الثانية التي ستعلن رسميا انطلاقة الأولمبياد.. نجوم هوليود بدورهم سيؤثثون فضاءات لندن بحضور الثنائي الأشهر بسماء السينما الأمريكية أنجلينا جولي وبراد بيت.. ونجوم آخرون سيفاجئوننا بظهور غير متوقع في مدرجات الملاعب. حراسة أمنية مشددة بنشر أزيد من 18 ألف جندي بالمواقع الأولمبية.. بل إن وزارة الخارجية البريطانية تدخلت لتعزيز الأمن بعد فشل شركة «جي 4 إس» في ضمان العدد المطلوب.. بهدف ضمان مرور المنافسات في أجواء آمنة في وقت يشهد العالم توترا على أصعدة مختلفة، ولعل شبح الإرهاب كان وراء الإنزال الأمني المكثف للبريطانيين.. رغم أن الأمر يتعلق بحدث رياضي ولو أنه يشدد في كل مناسبة على الأخلاق السامية ونبذ القيم السلبية. دورة الألعاب الأولمبية بلندن تجسيد جديد للدور التي تلعبه الرياضة في تجميع الشعوب على مختلف أجناسهم، ألوانهم، ثقافتهم، ديانتهم، في ساحة المنافسة الشريفة على المعدن الأولمبي وفق قاعدة رياضية شهيرة تقول أن «الرياضة ربح وخسارة».. دور فشلت فيه السياسة والاقتصاد وغيرها من القطاعات، وسيعمل أقدم حدث رياضي على تعزيز التقارب بين شعوب العالم، وترسيخ المبادئ والروح الأولمبية الشعار لدى الرياضيين والرياضيات. المغرب حاضر في هذا المحفل الكوني منذ أول ظهور بروما 1960 إلى لندن 2012.. مشاركة هي الأكبر على مدار مشاركاته قوامها 75 رياضي ورياضية في 12 نوعا رياضيا .. تطلعات نحو إنجازات أفضل من 20 ميدالية.. رياضيون ورياضيات يطمحون لدخول تاريخ الأولمبياد كالمتوكل وعويطة والكروج وآخرين.. وكل الأمل أن تخرج المشاركة المغربية عند الاختتام في 12 غشت المقبل بحصيلة إيجابية ترسم معالم مستقبل أولمبي أكثر إشراقا.