ذكرت المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر في بلاغ حول «وضعية حرائق الغابات في المغرب»، يوم الأربعاء الأخير، أن متوسط المساحة التي التهمتها النيران في كل حريق غابوي بلغ 3ر5 هكتار، وذلك ما بين يناير ويوليوز 2010. وأبرز البلاغ، بالخصوص، أن 75 في المائة من المساحة التي أتت عليها الحرائق تتمثل في المساحات المعشوشبة والتشكيلات الثانوية، واصفا ب»الإيجابية»، النتائج التي حققها المغرب في مجال محاربة الحرائق مقارنة مع تلك المسجلة على صعيد حوض المتوسط الذي تتراوح فيه المساحة السنوية المتوسطة المتضررة من الحرائق ما بين 15 و20 هكتار للحريق. وعزت المندوبية السامية هذا الوضع، «لفعالية مسلسل الإنذار ونجاعة نظام محاربة الحرائق الذي يعتمده مجموع الشركاء المتدخلين في هذه العملية، ويتعلق الأمر بكل من المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر،ووزارة الداخلية والقوات المسلحة الملكية، والدرك الملكي، والوقاية المدنية، والقوات الملكية الجوية والقوات المساعدة والسلطات المحلية». وسجل البلاغ أنه تم، خلال الفترة ذاتها، تسجيل 213 حريق غابوي على المستوى الوطني التهمت مساحة 1133 هكتارا، موضحا أن هذه المساحة تتوزع ما بين 287 هكتار من المساحات الشجرية و70 هكتار من التشكيلات الثانوية و776 هكتار من الغطاء العشبي و»الحلفاء». وعلى مستوى التوزيع الجغرافي للمساحات المتضررة، تأتي المنطقة الجنوبية الغربية (تارودانت وتيزنيت وأكادير وشتوكة آيت باها)، حسب البلاغ، في المقدمة، من خلال اندلاع 46 حريقا هم 535 هكتار، يليها الأطلس الكبير (الصويرة ومراكش وشيشاوة) ب15 حريقا مس 239 هكتارا، ثم المنطقة الشرقية (وجدة والناظور وتاوريرت وجرادة وبركان) ب33 حريقا شمل 114 هكتارا. وأبرز البلاغ، الذي رصد تاريخ حرائق الغابات خلال العشر سنوات الأخيرة، بالنسبة لنفس الفترة (يناير-يوليوز)، وجود تباين سنوي كبير على مستوى المساحات الغابوية المتضررة من نيران الحرائق. وسجلت أكبر معدلات في سنتي 2000 و2005، من خلال 2780 و3250 هكتارا تعرضت للحرائق، على التوالي، مع متوسط مساحة محترقة بلغ 7 هكتارات. ورغم هذه النتائج، اعتبر البلاغ أن «الفترات الحرجة لم تنته بعد من وجهة النظر الإحصائية»، إذ أن معظم الحرائق الكبرى للغابات تم تسجيلها خلال الفترة الثانية لشهر غشت وبداية شتنبر. وأكدت المندوبية السامية أنه بفضل الجهود التي بذلها مختلف المتدخلين في مجال الوقاية ومحاربة حرائق الغابات، يبقى عدد الحرائق والمساحة الملتهمة حتى الآن «محدودا مقارنة مع السنوات السابقة». وأضاف المصدر ذاته، بالمقابل، أن النظام الصيفي لليقظة والتدخل يبقى دائما في حالة قصوى للتأهب والإنذار، نظرا لوجود غطاء نباتي وفير وقابل للاشتعال ولاستمرار الظروف المناخية الملائمة للحرائق والتي تتميز بارتفاع درجات الحرارة والرياح الحارة والجافة. وأكد البلاغ في هذا الاتجاه ضرورة التحلي بالحذر واليقظة الشديدين لدى مجموع مستعملي الفضاءات المحاذية للغابات.