محاولات مستمرة لتسميم العلاقات المغربية الأوروبية تحاول بعض الأطراف الإسبانية، هذه الأيام، خلق أجواء من التوتر في العلاقات المغربية الإسبانية بعد اتفاق التعاون الذي وقع مؤخرا بين المغرب والإتحاد الأوربي. حيث شرعت التعاونيات الفلاحية الإسبانية على وجه العموم ونقابات المزارعين وجمعيات منتجي ومصدري الخضر والفواكه الأندلسية. كما دأبت على ذلك عند بداية كل موسم فلاحي جديد، في شن حملات مسعورة ومغرضة ضد الصادرات الفلاحية المغربية لتضييق الخناق عليها. ففي تطور لاحق، رفضت فدرالية المصدرين للخضر والفواكه في جزر الكناري «فيديكس» أمس ما سمته «الاتفاق القياسي» للاتحاد الأوروبي مع المغرب للتعاون لمدة عامين والذي سيعود بالفائدة بنحو 6 مليار و300 مليون درهم للمغرب خلال تلك الفترة، والتي «سيخصص معظمها لبرامج الإصلاح الزراعي في المغرب.» وتساءل الناطق بلسان «فيديكس» روبرتو غوريث، في موقف رافض، عن الخطة الحكومية الإسبانية لإصلاح قطاع الزراعة في جزر الكناري وعن دعمها للزراعة والمصالح الزراعية في الجزر، وطالب غوريث من المغرب التقيد بنصوص الاتفاقيات المبرمة فيما يتعلق «بنظام الحصص وأسعار دخول المنتجات التي تعتبر حبرا على ورق»، والتي أثارت الكثير من الجدل، على حد قوله. وفي سياق ذلك، قال محمد أوعياش رئيس الفدرالية المغربية للفلاحة والتنمية القروية في اتصال هاتفي أجرته معه بيان اليوم، إن مثل هذه التحركات متوقعة، خاصة في هذه الفترة من السنة، حيث تعتبر بداية الموسم الفلاحي التي يكثر فيها إنتاج الطماطم وبعض المنتوجات الأخرى التي يمتاز بها المغرب، فهذه التحركات تبقى مرحلية. مضيفا أن هذه الأخيرة لا تمس المهنيين المغاربة بالأساس بقدر ما تلامس المشاكل الداخلية لإسبانيا. وأشار أوعياش إلى أن اللوبيات الإسبانية تنتشر في كل المجالات، و ليس في المجال الفلاحي فقط، بل وتتخذ طابعا سياسيا أكثر من تجاري في غالب الأحيان، مبرزا أن المنتوج المغربي لو لم يكن جيدا لما دخل السوق الأوروبية، نظرا للمراقبة الشديدة المفروضة عليه. كما أوضح أن مواقف المهنيين واضحة بشأن الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي، مؤكدا أن أوروبا هي الرابح الأكبر من هذه الاتفاقيات. وفي سياق متصل، رفضت فيدرالية مزارعي ومصدري الطماطم في جزيرة لاس بالماس اتفاق التعاون الذي وقعه الاتحاد الأوروبي مع المغرب لإصلاح القطاع الزراعي بالمملكة . وإلى ذلك أيضا، أصدرت الفيدرالية المذكورة بيانا أعربت فيه عن «رفض الاتفاق المليوني للاتحاد الأوروبي لتطوير قطاع الزراعة في المغرب لأنه يبدو إهانة لآلاف المزارعين في جزر الكناري التي تعاني من التهميش الذي قد يتسبب في الاختفاء البطيء للزراعة الكنارية بسبب الآفات التي تدخل كل يوم من خلال الموانئ والمطارات». ويشار أن المغرب والاتحاد الأوروبي وقعا على اتفاق تعاون في بداية الأسبوع الجاري، الذي يهدف إلى مواكبة الأوراش التنموية التي تبناها المغرب، وتحديث الاقتصاد، بالإضافة إلى دعم العديد من المشاريع التي يتوخى المغرب القيام بها في المجال الفلاحي والزراعي.