المملكة ماضية في استراتيجيتها التنموية بإنجاز المشاريع المهيكلة في الأقاليم الجنوبية سلطت قناة (فوكس نيوز) الإخبارية الأمريكية٬ أول أمس الأربعاء٬ الضوء على المشاريع المهيكلة والاستثمارات الهامة التي استفادت منها الأقاليم الجنوبية للمملكة٬ محذرة في الآن نفسه من نوايا (البوليساريو) لزعزعة الاستقرار في منطقة المغرب العربي والساحل. وأبرزت القناة الأمريكية أن «الساكنة الصحراوية المستقرة بجنوب المغرب تنعم بجو من الرخاء يتيح لها امتيازات اقتصادية واجتماعية»٬ مشيرة في هذا الصدد إلى السياسة التي يعتمدها جلالة الملك محمد السادس والمتمثلة في تأمين تدفق الاستثمارات بشكل متواصل على هذا الجزء من المملكة. واعتبر أحمد شراعي٬ رئيس تحرير النشرة الفرنكفونية لمجلة « السياسة الخارجية للولايات المتحدة «وعضو مجلس إدارة معهد أبحاث السياسة الخارجية٬ أن هذه الجهود الاستثمارية ستتعزز أكثر بواسطة مخطط الحكم الذاتي للصحراء تحت السيادة المغربية. وأكدت قناة (فوكس نيوز) أن حل قضية الصحراء على أساس هذا المقترح سيمكن على الصعيد الجيوسياسي من تهدئة الأوضاع بالمنطقة برمتها وقطع الطريق أمام التواطؤ والمصالح المشتركة الثابتة بين (البوليساريو) وتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. وتجدر الإشارة٬ في هذا السياق٬ إلى انضمام عسكريين تابعين ل(البوليساريو) السنة الفارطة إلى القوات الموالية لنظام القذافي من أجل قمع الثورة والتصدي للقوات التابعة لحلف شمال الأطلسي. وأبرزت (فوكس نيوز)٬ من جهة أخرى٬ أن الاندماج الحقيقي لدول المغرب العربي « يمر حتما عبر حل نزاع الصحراء «٬ مشيرة إلى أن شعوب هذه المنطقة٬ التي تزخر بثروات طبيعية٬ ستستفيد من هذه الدينامية التي من شأنها توفير فرص الشغل وتحقيق الازدهار. وفي نفس السياق، كتبت يومية (إل فولغليو) الإيطالية٬ في اليوم نفسه٬ أن مخيمات تندوف في الجزائر تعد من بين أكثر المناطق التي يتم فيها تجنيد الأطفال والمراهقين لخوض حروب والقيام بعمليات انتحارية. وأكدت الصحيفة نقلا عن مصدر في الاستخبارات البريطانية٬ أن إحدى البؤر «التي يتم فيها تجنيد الأطفال والمراهقين للمشاركة في حروب أو لتنفيذ عمليات انتحارية٬ هي جنوبالجزائر وبشكل أدق المنطقة التي تأوي مخيمات البوليساريو». وأضافت أن هؤلاء الأطفال يتم تركهم عرضة «لمصير مجهول يكتنفه الفقر والعنف الإجرامي». وأبرزت الصحيفة في مقال بقلم بيو بومبا٬ المتخصص في قضايا الدفاع٬ أن الأمر يتعلق ب «واقع مأساوي يرتبط بالخصوص بالاتجار في المخدرات والأسلحة والبشر٬ ويؤدي حاليا إلى زعزعة منطقة الساحل بأكملها». واعتبر المقال الذي نشر في موقع وزارة الدفاع الإيطالية٬ أنه «يكفي التفكير في (أنصار الدين) و(الحركة من أجل الوحدة والجهاد في غرب إفريقيا) اللتين ينحدر غالبية عناصرهما من مخيمات البوليساريو» لإدراك قدرة المجموعات الإسلامية على التجنيد واختراق النسيج الاقتصادي والاجتماعي بمنطقة شمال مالي.