قال الرئيس المصري محمد مرسي إن المحادثات مع العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز أول أمس الأربعاء في جدة كانت «مثمرة وبناءة لصالح مصر والمملكة وشعوب المنطقة». وأضاف في ختام الاجتماع وفقا لوكالة الأنباء السعودية أن ما قاله الملك عبد الله «كله لصالح المستقبل والمنطقة ومصر ورأيت فيه الحكمة والعقل والمعرفة والحب لأهل مصر». وأكد الحرص على أن تكون أول زيارة له خارج مصر إلى المملكة نظرا «لما تتمتع به العلاقات المشتركة بين البلدين من عمق تاريخي ممتد الجذور». وأوضح مرسي أن استقرار المنطقة «يستلزم استقرار مصر والخليج وخصوصا السعودية نحن ندعم هذا ونمضي عليه (..) والحديث والحوار بيننا كله لصالح المنطقة واستقرارها ولصالح الشعبين». واعتبر أن اجتماعه بولي العهد وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبد العزيز يأتي «استكمالا لبعض النقاط الكثيرة الطيبة التي كانت مستمرة ونريد لها تقوية أكثر في المستقبل». وكان الملك عبد الله ومرسي بحثا مساء أول أمس «آفاق التعاون بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها في مختلف المجالات (...) ومجمل الأوضاع والتطورات التي تشهدها الساحتان الإقليمية والدولية وموقف البلدين» حيالها. ويلبي مرسي، الذي يرافقه وزير الخارجية محمد عمرو ورئيس المخابرات محمد موافي، الدعوة كأول زيارة إلى الخارج منذ انتخابه في يونيو الماضي. وكانت العلاقات بين السعودية ومصر وثيقة في عهد الرئيس المصري السابق حسني مبارك الذي أطاحت به ثورة شعبية في فبراير 2011. واندلعت أزمة دبلوماسية بين البلدين عندما أغلقت السعودية في 28 ابريل سفارتها في القاهرة وقنصليتيها في الإسكندرية والسويس بعد تظاهرات طالبت بالإفراج عن محام وناشط حقوقي مصري اعتقل في السعودية بتهمة تهريب حبوب مخدرة وأدوية يحظر تناولها دون وصفة طبية. وكان السفير السعودي لدى القاهرة احمد قطان قال السبت الماضي إن الزيارة «ستسهم في تدعيم العلاقات بين البلدين والقيادتين ومن المتوقع أن تشهد المرحلة المقبلة زيادة في حجم الاستثمارات السعودية في مصر»، لافتا الانتباه إلى انه «لا يمكن حصر العلاقات في موضوع التعاون الاقتصادي فقط». وأكد أن «العلاقات بين البلدين أكبر من هذا بكثير». وتابع أن «الاستثمارات السعودية زادت في مصر ولم تقل في مرحلة ما بعد الثورة وكذلك التبادل التجاري. وقد ارتفع عدد العاملين المصريين في المملكة من مليون ونصف المليون قبل الثورة إلى مليون و650 ألفا حاليا». وأشار قطان إلى أن الرئيس المصري سيؤدي مناسك العمرة خلال الزيارة.