الطيراوي: هناك أيادي فلسطينية ساهمت في التخلص من عرفات أكد اللواء توفيق الطيراوي رئيس لجنة التحقيق الوطنية الفلسطينية في أسباب وفاة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، بأن الأخير تعرض للاغتيال بمساهمة فلسطينية، مشددا على أن مهمة لجنته الحالية الكشف عن تلك الأيدي التي ساهمت بالتخلص منه. وتابع الطيراوي قائلا لقناة «فلسطين اليوم» الفضائية وفقا لما نقلته وكالة «معا» المحلية الاثنين «إننا متأكدون بأن هناك أيد فلسطينية ساهمت في التخلص من الرئيس ياسر عرفات ومهمتنا الآن هي معرفة من هذه الأيادي». وكان تحقيق لفضائية الجزيرة استمر تسعة أشهر كشف وجود مستويات عالية من مادة مشعة وسامة تسمى البولونيوم في مقتنيات شخصية لعرفات، وذلك بعد فحوصات أجراها مختبر سويسري مرموق بطلب من الجزيرة. وقد أجرت الجزيرة هذا التحقيق بموافقة من سهى عرفات، أرملة الرئيس الفلسطيني الراحل، التي سلمت فريق الجزيرة حقيبة بها مقتنيات شخصية لعرفات (ملابس وقبعات وأغراض أخرى) استخدمها قبل فترة وجيزة من وفاته، وحملتها الجزيرة بدورها إلى المختبر السويسري لفحصها. وكانت صحة عرفات قد تدهورت بشكل مفاجئ في نهاية أكتوبر عام 2004 عندما كانت إسرائيل تحاصره في المقاطعة برام الله، ولم تنفع محاولات أطباء فلسطينيين وآخرين مصريين وتونسيين في علاجه أو اكتشاف السبب في ما كان يعاني منه، فتم نقله بمروحية أردنية إلى مستشفى بيرسي العسكري في العاصمة الفرنسية باريس. وهناك أجرى الأطباء الفرنسيون عدة فحوصات لعرفات، ودرسوا عدة احتمالات لإصابته بينها التسمم، لكن النتائج التي توصلوا إليها لم تظهر أثرا لأي سموم، وتعددت الشائعات آنذاك بشأن أصابته بالسرطان أو التليف الكبدي، وراجت حتى مزاعم بإصابته بمرض الإيدز، وفشل الأطباء في علاجه وأعلن رسميا عن وفاته يوم 11 نوفمبر 2004 إلا أن الفلسطينيين واصلوا اتهاماتهم لإسرائيل باغتيال رئيسهم دون أن يقدموا دليل قاطع يدين إسرائيل باغتيال عرفات الذي عاد ملفه مجددا للواجهة الإعلامية نتيجة التحقيق الذي أجرته فضائية الجزيرة. ومن جهته، قال الطيراوي إن إمكانيات الجزيرة تفوق إمكانيات السلطة الفلسطينية ولجنة التحقيق التي يقودها للكشف عن أسباب وفاة عرفات، مؤكدا في حديث لقناة «فلسطين اليوم» الفضائية ضمن برنامج «قلب الحدث» أنه لم يتعرض لضغوط لا من قريب ولا من بعيد أثناء عمله في لجنة التحقيق، وقال: «لو أنها قد مورست لما استمريت في العمل». وأضاف الطيراوي «مهما كانت اليد ومهما كان الشخص الذي ساعد في تسميم الرئيس عرفات فإنه سيخضع لأقسى العقوبات وسيكون مصيره الموت». وتابع الطيراوي قائلا: «عندما أعرف هذا الشخص الذي سمم الرئيس عرفات سأخرج وأعلن عنه وسيعرفه الجميع». هذا وكان كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات أعلن مساء الأحد أن عباس أوعز بالسماح للخبراء الذي فحصوا ملابس الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بالحضور إلى رام الله واخذ عينات من رفاته. وقال عريقات إن «الرئيس عباس أمر احد مستشاريه الطبيين بالاتصال فورا مع الخبراء في المعهد السويسري الذين فحصوا ملابس عرفات، والطلب إليهم الحضور فورا إلى رام الله لأخذ عينات من جثة الرئيس عرفات، واستكمال فحوصاتهم للوصول إلى النتيجة الحقيقية لوفاة عرفات». وكان عباس أكد الجمعة في باريس أن تحقيقا سيجري في ظروف وفاة عرفات العام 2004 «إذا لزم الأمر». وأجرى معهد «رادييشين فيزيكس» في لوزان تحليلا لعينات بيولوجية أخذت من بعض الأغراض الشخصية لعرفات التي تسلمتها أرملته سهى من المستشفى العسكري في بيرسي جنوب باريس حيث توفي. وعثر المعهد على «كمية غير طبيعية من مادة البولونيوم»، كما أفاد فيلم وثائقي بثته قناة الجزيرة الثلاثاء الماضي.