السلطات الفلسطينية تعتزم استخراج جثمان أبو عمار أكدت مصادر فلسطينية مطلعة بأن السلطة تعتزم الموافقة على استخراج جثمان الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات لإعادة تشريحه أو أخذ عينة من رفاته للكشف عن ملابسات وفاته. وأشارت المصادر إلى أن القيادة الفلسطينية تنتظر تقدم زهوة ابنة عرفات المقيمة مع والدتها خارج الأراضي الفلسطينية بطلب رسمي للنائب العام الفلسطيني تطالب فيه باستخراج جثمان والدها لإعادة تشريحه أو أخذ عينة من رفاته للكشف عن سبب وفاته. وألمحت المصادر إلى أن القيادة الفلسطينية تفضل أن تتقدم ابنته البالغة من العمر أكثر من 17 عاما بذلك الطلب من بين أفراد عائلته، مشيرة إلى أن هناك اتصالات تجري بين الطرفين لتقديم طلب رسمي من زهوة الابنة الوحيدة لعرفات للنائب العام الفلسطيني احمد المغني لاستخراج جثمان والدها الذي وافته المنية عام 2004، هذا وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة الأربعاء المنصرم أن الرئيس محمود عباس أصدر تعليماته للجنة التحقيق في استشهاد عرفات بالبحث في التقارير التي تتعلق بهذا الموضوع، والاستعانة بالخبرات العلمية العربية والدولية للوقوف على حقيقة أسباب مرضه واستشهاده. وقال أبو ردينة، تعقيبا على تقرير كانت قد بثته قناة «الجزيرة» القطرية، إن السلطة على استعداد كامل للتعاون وتقديم جميع التسهيلات للكشف عن الأسباب الحقيقية التي أدت إلى مرض واستشهاد الرئيس الراحل، وأنه لا يوجد أي سبب ديني أو سياسي يمنع أو يحول دون إعادة البحث في هذا الموضوع، بما في ذلك فحص رفاة الرئيس الراحل من قبل جهة علمية أو طبية موثوقة بناء على طلب وموافقة أفراد عائلته. وأضاف أبو ردينة «أن القيادة الفلسطينية قد تعهدت بمتابعة موضوع أسباب مرض واستشهاد الرئيس الراحل، من أجل الوصول لحقيقة تقطع الشك باليقين بهذا الشأن، واتخاذ كافة الإجراءات لمتابعته، حيث ما زال استشهاد الرئيس الراحل يشغل الرأي العام الفلسطيني والعربي والعالمي، لما له من أهمية قصوى، نابعة عن أهمية باعث اسم فلسطين ورمزها وقائد نضال شعبها على امتداد أربعة عقود على طريق الحرية والاستقلال». وكانت قناة الجزيرة القطرية بثت تحقيقا يوم الثلاثاء كشفت من خلاله أن فحوصات أجراها مختبر سويسري مرموق تم العثور من خلالها على مستويات عالية من مادة البولونيوم المشع والسام في مقتنيات عرفات الشخصية التي استعملها قبل فترة وجيزة من وفاته، وقد طالبت سها عرفات أرملة عرفات من السلطة استخراج رفاة زوجها الراحل وفحصه للتأكد من تسميمه إشعاعيا. وكان الرئيس عرفات استشهد يوم 11 نوفمبر لعام 2004 في مستشفى بيرسي العسكري الفرنسي ولم تعرف أسباب وفاته حتى اللحظة. ومن جهته، أكد صائب عريقات أن السلطة ستعمل بعد استكمال الإجراءات الدينية والعائلية على تشكيل لجنة تحقيق دولية للتحقيق في ظروف استشهاد عرفات، على غرار التحقيق في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري. وأوضح عريقات عبر تصريح للإذاعة الرسمية أن هناك لجنة تحقيق من مجلس الوزراء ولجنة أخرى من اللجنة المركزية تحققان في قضية وفاة الرئيس ياسر عرفات حيث لم تتوقف هذه اللجان منذ وفاته عن البحث والتحري، مثمنا التحقيق الذي قامت به قناة الجزيرة الفضائية الذي استمر لتسعة أشهر. وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية إن التحقيق الذي أجرته قناة الجزيرة حول وفاة الرئيس الراحل ياسر عرفات بمادة البولونيوم، يستدعي تحقيقا فلسطينياً جدياً عن ملابسات الفترة التي حوصر فيها ياسر عرفات وصولا إلى لجنة تحقيق دولية على غرار التي شكلت في قضية رفيق الحريري. وانتقد عريقات، في تصريحات لإذاعة صوت فلسطين صباح الأربعاء، لجان التحقيق الفلسطينية التي شكلت لهذا الغرض منذ وفاة عرفات في نوفمبر 2004، متسائلا: لماذا لم تقم بما قامت به الجزيرة، ما دامت الإمكانيات الطبية والتقنية متوفرة. وأضاف « لا بد من النظر في التقصير الذي حصل من اللجان الفلسطينية، مع العلم أن هذا لا ينتقص مما قامت به قناة الجزيرة من عمل مهني». وأكد أن القيادة الفلسطينية بما فيها الرئيس عباس لا هم لها الآن سوى الكشف عن ملابسات هذه القضية، مطالبا بإجراء مراجعة للفترة التاريخية التي حوصر بها ياسر عرفات، مضيفا «لم نفقد ذاكرتنا بعد، ولا بد من بحث جدي عن الذي دار حول ياسر عرفات وهو محاصرا». وشدد عريقات على ضرورة تشكيل لجان تحقيق جدية ذات مصداقية عالية، وصولا إلى تشكيل لجنة تحقيق جدية على غرار ما قاموا به للتحقيق في قضية مقتل رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري. وأضاف أن ياسر عرفات يستحق لجنة دولية للتحقيق في ملابسات قتله، متابعاً « رغم عدم وجود أدلة سابقا إلا أني كنت أشعر أن عرفات مات مظلوما، رغم أنني لا أملك دليلا ولا يحق لي القول انه قتل مظلوما، لكن يجب تشكيل لجنة تحقيق دولية تتاح لها كل الإمكانيات». كما أكد أن التخلص من ياسر عرفات كان سياسيًا بامتياز. داعيا إلى أخذ التقرير المهني لقناة الجزيرة على محمل الجد للوفاء لعرفات القائد ولمعرفة الجهات التي نفذت ومن تعاون وكل الأدوات التي استعملت في عملية القتل. وبخصوص مطالبة أرملة الرئيس الراحل سهى عرفات باستخراج جثته، عبر عريقات عن استعداد السلطة الفلسطينية للتعاون في تقديم ما يريده الفريق الطبي السويسري. وبشأن إمكانية إعادة تشريح جثمان عرفات قال عريقات: كنت أتمنى أن يجري التشريح فورا، ولكن الآن الرئيس والقيادة ستبادر للأخذ بعين الاعتبار الأمور الدينية وبعدها سيتم دعوة الفريق السويسري المحترف لأخذ ما يريدونه حتى نعرف الحقيقة التي هي في مصلحة الجميع. وكان المعهد السويسري الذي استندت عليه الجزيرة في تحقيقها أكد على وجود نسبة عالية من مادة البولونيوم المشع والسام على الأدوات الشخصية التي كان يستخدمها عرفات في تلك الفترة مثل قبعته وفرشاة الأسنان الخاصة به. ويقول مدير المعهد فرانسوا بوتشد «أستطيع أن أؤكد لكم أننا وجدنا كمية عالية من البولونيوم غير المدعوم 210 (المصنع) في أغراض عرفات التي تحمل بقعا من السوائل البيولوجية». ويضيف الأطباء أنهم بحاجة لمزيد من التحاليل وتحديدا لعظام الراحل عرفات أو للتربة المحيطة برفاته، وإذا أثبتت التحاليل تلك وجود نسبة عالية من البولونيوم المصنع، فإن ذلك سيكون حجة دامغة على أنه تعرض للتسمم. ومن جهته قال عضو الكنيست والرئيس السابق لجهاز «الشين بيت» الإسرائيلي آفي ديختر الأربعاء «إن إسرائيل لم تشارك في عملية تسميم غذاء أو مواد الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات». وأضاف «لا الشاباك ولا دولة إسرائيل كانا يعملان في تحضير الطعام لياسر عرفات، مؤكدا على أنه كان للرئيس الراحل أعداء كثيرون من الداخل والخارج». وكانت تصريحات ديختر المذكورة لإذاعة الجيش الإسرائيلي، قد جاءت تعقيبا على التحقيق الذي أجرته فضائية الجزيرة حول وفاة عرفات بالسم.