أكد المشاركون في ندوة فكرية نظمت في إطار فعاليات الدورة الخامسة عشر لمهرجان السينما الإفريقية بخريبكة أول أمس، أن الفن السابع وسيلة فعالة لنشر ثقافة حقوق الإنسان. وأبرزوا خلال هذه الندوة٬ التي ناقشت موضوع «السينما وحقوق الإنسان»٬ أن العمل السينمائي يحمل تيمات تجعله من أكثر الفنون قربا من المجال الحقوقي والدفاع عن الحريات الأساسية. وفي هذا الصدد٬ قال عبد الرحيم قاصو٬ عن المجلس الوطني لحقوق الإنسان٬ إن السينما وسيلة للنهوض بثقافة حقوق الإنسان٬ حيث يمكن للأفلام السينمائية أن تفتح النقاش٬ وتدق ناقوس الخطر بطريقتها الخاصة٬ وتثير مواضيع حقوقية٬ مؤكدا أنه على السينمائيين أن يهتموا أيضا بقضية الحق في الثقافة الذي هو من الحقوق التي ينبغي أن تكون مضمونة عبر انتهاج سياسة ثقافية واضحة. ودعا إلى الاهتمام بالسينما كفن٬ والحق في الإبداع٬ والاهتمام بحقوق المؤلفين والفنانين الذين ينبغي أن يدافعوا عن حقوقهم المختلفة. من جهتها٬ قالت أوسانغ سيلو كييفر٬ عضو لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للمهرجان٬ إن السينما باعتبارها وسيلة إبداعية لها موقعها في الاعتناء بحقوق الإنسان٬ مشيرة إلى أن السينمائيين الأفارقة تطرقوا في أعمالهم إلى قضايا حقوقية متنوعة٬ إيمانا منهم بأن الفن يمكنه أن يحدث التغيير من خلال إثارته للقضايا الشائكة بأسلوبه الخاص. وأكدت أن السينما الإفريقية٬ في بدايتها٬ اهتمت كثيرا بالمجالات المختلفة المتعلقة بالحقوق الأساسية للمواطن الإفريقي خاصة حقوق المرأة والهجرة وضحايا الحروب. من جانبه٬ أكد الباحث المغربي أحمد عصيد أن الحرية والسينما مرتبطان بشكل وثيق٬ معتبرا أن تاريخ الفن السابع عنوان معركة نضالية من أجل الحرية وحقوق الإنسان. ودعا إلى خوض نقاش جدي حول الحرية وعلى الخصوص الحرية الفنية٬ مشيرا إلى أنه من أجل تغيير العقليات لابد من اختيار طريق الفن٬ مشددا على ضرورة نهج سياسة واضحة في مجال الفن وخاصة في ميدان السينما باعتباره فضاء للحرية والإبداع والتعبير عن الرأي والقناعات. واعتبر علال البصراوي٬ رئيس اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بخريبكة٬ من ناحيته٬ أن العمل المشترك بين مؤسسة المهرجان واللجنة الجهوية لحقوق الإنسان سيساعد على نشر ثقافة حقوق الإنسان٬ مضيفا أن هذه الشراكة تعد ترجمة حقيقية للعلاقات القوية القائمة بين الجانبين. وأكد أن ما وصل إليه المهرجان من نضج وتطور يجعله اليوم جديرا بأن ينفتح على محيطه المؤسساتي والمدني لكي يستعيد هذه العلاقات القديمة التي ترجع إلى 37 سنة أي منذ بداية المهرجان. وأشار إلى أن ذلك يجعل المهرجان يستقطب عددا من الفعاليات على الصعيدين الوطني والقاري ويخلق طاقات خاصة في المجال السينمائي. يذكر أن الدورة الخامسة عشر لمهرجان السينما الإفريقية بخريبكة٬ التي تتواصل إلى غاية سابع يوليوز الجاري٬ تعرف مشاركة 11 دولة هي السنغال ومالي والغابون وبوركينافاسو ورواندا وأنغولا والكونغو وتونس والجزائر ومصر٬ إضافة إلى المغرب. وتتخلل فقرات برنامج دورة هذه السنة٬ أيضا سلسلة من الأنشطة المتنوعة والغنية تهم ورشات تكوينية٬ على الخصوص٬ في «السيناريو» و»المونتاج» و»الصورة»٬ وندوات ليلية تناقش مواضيع متنوعة تهم السينما ومحيطها.