قالت وزيرة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية٬ بسيمة حقاوي٬ إن التمكين للمرأة العربية يظل رهينا بانبثاق مناخ ثقافي تنتعش فيه قيم الإنصاف والمساواة. وأوضحت حقاوي٬ مساء أول أمس الثلاثاء بأصيلة٬ في افتتاح ندوة حول «المرأة والديموقراطية في العالم العربي»٬ أن السياسي غير قادر لوحده على إحداث التغيير الجذري المطلوب في مجال المساواة والإنصاف٬ لأن الأمر يتجاوز النساء كشريحة محددة٬ بل يتعلق بمشروع مجتمعي متكامل. ودعت الوزيرة٬ خلال اللقاء الذي يندرج ضمن سلسلة فعاليات جامعة المعتمد بن عباد الصيفية٬ الى التفاف القوى المجتمعية٬ من سياسيين ومفكرين واعلاميين٬ حول هدف التأسيس لهذه الثقافة التي تمكن للمرأة العربية سبل المشاركة في صنع مستقبل مجتمعها. ولاحظت بسيمة حقاوي أن المرأة ساهمت بسخاء في صنع الربيع العربي لكنها « لا تلبث أن تغيب عند محطات التفاوض واتخاذ القرار». تحضر المرأة لتأثيث الفضاء وإعطاء الانطباع بوجود مجتمع متحضر حداثي٬ «لكن عندما يتعلق الأمر بالسلطة٬ يحضر نفس الإقصاء والتهميش». وتخلص الوزيرة إلى أنه لكي يكون للمرأة حظ في مخرجات العملية الديموقراطية٬ ينبغي أن تخرج الى الفضاءات العامة٬ وتأخذ موقعها بالعمل والإنتاج٬ وتبني ثقافة المقاومة والتدافع الثقافي من أجل إرساء الوضع المنشود. وفي تقديمه لسياق ندوة أصيلة في موسمها الرابع والثلاثين٬ ذكر محمد بنعيسى٬ أمين عام مؤسسة منتدى أصيلة٬ بأن المرأة لم تغب قط عن معارك النضال السياسي والاجتماعي والحقوقي٬ مراكمة مسارا طويلا بلغ مداه في انفجار التحولات الراهنة. وأكد بنعيسى أن هدف الندوة التي تواصلت أمس الأربعاء٬ هو تثمين هذا الدور ومساءلة التحركات النسائية وموقعها في حركة التغيير داخل البلدان العربية٬ مسجلا أن نضال المرأة في أطواره الأولى٬ لكنه يخطو بثبات محققا مكاسب على صعيد التشريعات والتدابير الرامية إلى إحقاق مكاسب أوسع للمرأة. واستعرض بنعيسى خلال اللقاء٬ الذي تنشطه شخصيات نسائية عربية قيادية في عالم السياسة والفن والثقافة٬ جوانب من التجربة المغربية في مجال التمكين للنساء٬ والتي بوأت المملكة طليعة الدول العربية والإفريقية في مجال مقاربة النوع.