وصفت مصادر مطلعة إعلان الحاج أحمد ولد بركلا تقديم استقالته من منصب وزير التعاون الصحراوي، ب«تحصيل حاصل» ودليل جديد على الحالة الحالية المتصدعة والمرتبكة لجبهة البوليساريو التي تسعى إلى امتصاص الصدمة واحتواء تداعياتها، خاصة في صفوف الشباب الصحراوي الذي بات، بعد الربيع الديمقراطي، يعلن جهارا رفضه للانفصال وتحديه لمحمد عبد العزيز وقيادته الحارسة للممتلكات وللثروات التي تم تحصيلها من خلال بيع قضية الانفصال عن المغرب. فمنن غير المستبعد، تقول مصادرنا، أن تلي استقالة الحاج احمد ولد بركلا، استقالات جديدة وانشقاقات داخل الأجهزة المصطنعة بسبب حدة الصراع مع اللوبيات التابعة لمحمد عبد العزيز، يمتد صداها إلى القيادات الشابة التي لم تجد لها موطأ قدم في «ضيعة الشقاء» وبالتالي تدعو إلى اعتصامات جديدة أمام مدخل القصر الأصفر بالرابوني، وإلى رفع الشعارات ذاتها التي أزعجت الأقلية المتحكمة في مصير المحتجزين. وترى مصادرنا أن استقالة ولد بركلا، والاعتصامات الشبابية التي رفعت شعارات «عبد العزيز ديكاج»، وتصاعد حدة الانتقادات في صفوف المعارضين لجبهة البوليساريو تلتقي كلها في قاسم واحد مشترك هو التعبير عن التمرد والرفض لمسارات المؤتمر الأخير الذي أفرز لوبيات أقوى من ذي قبل وصلاحيات مطلقة لما يسمى الوزير الأول للجمهورية الوهمية المدعو عبد القادر الطالب عمر. صلاحيات ضيقت الخناق على حرية التعبير وحكمت على كل من يرغب في تقديم قراءات مختلفة للعرض المغربي القاضي بالحكم الذاتي بزوايا ضيقة في السجون المعدة من طرف المخابرات الجزائرية. والى حدود زوال أمس، تقول مصادرنا، يلقى قرار استقالة احمد ولد بركلا ترحيبا واسعا في صفوف المعارضين لجبهة البوليساريو الذين اعتبروا الخطوة جريئة تحسب لصاحبها، وأجمعوا على أنها بداية تحول ايجابي في مسار قضية الصحراء، وبداية عهد جديد سيضع الحد لقيادة البوليساريو التي استبدت واستقوت على الجميع خدمة لمصالحها المشبوهة. وهو ما فطنت له قيادة البوليساريو التي سارعت، يقول بلاغ منتدى دعم الحكم الذاتي، إلى إجراء اتصالات مع ولد بركلا ومع محيطه القريب ل «إقناعه بالعدول عن قراره الذي اعتبرته جبهة البوليساريو ضربا في شرعيتها، ولا زالت تسعى بكل الوسائل للضغط عليه للاستمرار على رأس ما يسمى وزارة التعاون، دون نتيجة تذكر». ولعل ما تخشاه قيادة البوليساريو، تقول مصادرنا، هو أن تفتح استقالة ولد بركالا الباب لقيادات ترغب في العودة إلى المغرب، وهي قيادات، لم يشأ أحمدو ولد سويلم في حوار أجرته معه بيان اليوم فور عودته إلى أرض الوطن، الكشف عنها كإجراء أمني لكنه أكد اقتناعها بأهمية المقترح المغربي القاضي بمنح حكم ذاتي للأقاليم الجنوبية.