تم اختيار المغرب٬ أول أمس الأربعاء٬ كأفضل وجهة لترحيل الخدمات برسم 2012 ٬ من طرف الجمعية الأوربية لترحيل الخدمات. وتم تسليم جائزة هذا الاستحقاق لعبد الرفيع حنوف المدير العام ل»ميدز تسنيد « وهي فرع تابع لصندوق الإيداع والتدبير- تنمية٬ المكلف بتطوير القطاع، خلال حفل نظم بمقر مؤسسة «لوو سوسايتي» بلندن . وأوضحت الجمعية الأوربية أن هذا التتويج يعد اعترافا بجاذبية المغرب كأرضية توفر خدمات جيدة للشركات والمنظمات الأوربية الراغبة في البحث عن حلول تنافسية لمد استراتيجياتها الخاصة بالتموين. وبذلك يكون المغرب قد تقدم على خمس وجهات تم اختيارها مسبقا من أجل الفوز بهذه الجائزة المرموقة٬ وهي جنوب إفريقيا ورومانيا وصربيا وسلوفاكيا ومصر. وبررت لجنة تحكيم الجائزة اختيارها للمغرب بالنجاح الذي حققه على مستوى خلق صناعة جذابة لتقريب الخدمات وترحيل الخدمات . وتم دعم ترشيح المغرب للجائزة بشكل قوي من قبل الشركات الأوربية٬ مثل ديل٬ ولوجيكا٬ وديلوات٬ وآش بي٬ وأتينتو٬ التي حققت أنشطتها بالمغرب نجاحا كبيرا. وأوضح حنوف٬ الذي تدير شركته حظيرات الأعمال الخاصة بترحيل الخدمات من ضمنها كازانيرشور بارك٬ وتيكنو بوليس الرباطوفاس شور٬ أن اختيار المغرب كأفضل وجهة برسم 2012 يعد اعترافا هاما بجهود 55 ألف امرأة ورجل يعملون في المراكز المغربية ذات الصيت العالمي. واعتبر حنوف هذا التتويج بأنه تشريف كبير٬ مبرزا أن الجمعية الاوربية تظل الأكثر أهمية في ما يخص مهنيي وخبراء صناعة ترحيل الخدمات . وسجل أن الجائزة تؤكد «عرضنا القيم» الذي تعززه بنيات تحتية من طراز عالمي وأسعار مستقرة وتنافسية وموارد بشرية جد كفأة . وقال إن كل هذه الامتيازات يدعمها القرب الجغرافي والثقافي واللغوي إزاء أوربا٬ مبرزا أنه ب52 ألف منصب شغل و7.6 مليار درهم كرقم أعمال متم 2011، يفرض قطاع ترحيل الخدمات اليوم نفسه باعتباره البرنامج الناجح ضمن السياسات القطاعية على مستوى مخطط «إقلاع» . كما تعكس هذه الأرقام البليغة أن وجهة المغرب نجحت على مستوى النضج وتعكس الريادة الإقليمية للمملكة في هذا المجال . فقد أضحت السوق المغربية لترحيل الخدمات اليوم مهمة خمس مرات أكثر من جنوب إفريقيا وثلاث إلى أربع مرات أكثر من تونس ومصر . كما يتجاوز المغرب على مستوى هذا النشاط تركيا. وبفضل هذا التقدم٬ استطاعت وجهة المغرب جلب العديد من الفاعلين الاساسيين بالقطاع٬ مثل إي بي إيم٬ و ديل . كما سجلت مكاتب الذكاء الاقتصادي الأكثر تأثيرا ببريطانيا٬ جاذبية الوجهة المغربية. ومؤخرا٬ أبرزت مجلة الاستثمار الأجنبي المباشر أهمية الاستراتيجية التي ينفذها المغرب في هذا القطاع٬ مبرزا أن هذه الاستراتيجية أخذت تعطي ثمارها٬ مما يمكن المغرب من مواجهة المنافسة المتنامية بالسوق الدولية . وذكرت المجلة أن استراتيجية ترحيل الخدمات التي تقودها «ميدز تسنيد»٬ مكنت من تطوير حظيرات مندمجة ب65 هكتار خاصة بأنشطة تقريب الخدمات والتكنولوجيا الجديدة في الدارالبيضاء وفي مدن أخرى مثل فاس وأكادير٬ مبرزة أنه باستثمار يتوقع أن يصل إلى مليار دولار خلال الخمس سنوات القادمة٬ تطمح «ميدز تسنيد» إلى تطوير وتدبير مناطق تنافسية تقدم للشركات خدمات وبنيات تحتية فعالة. وحسب المجلة فإن حوالي 100 شركة دولية وضعت ثقتها في القطاع المغربي بفتحها فروع في الحظيرات المغربية لترحيل الخدمات٬ مما ساعد على خلق 20 ألف منصب شغل.