شكلت حاجيات سوق الشغل لليد العاملة المؤهلة والمتوفرة على كفاءات كفيلة بدعم دينامية التنمية الاقتصادية الموضوع المحوري للمنتدى الدولي الثاني للموارد البشرية «إتش آر ديز» الذي احتضنته طنجة يومي الجمعة والسبت الماضيين. وأكد المشاركون في هذا اللقاء، الذي نظمته الجمعية الوطنية لمسيري ومكوني الموارد البشرية بشراكة مع مؤسسة كونراد إيدناور، أهمية تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص من أجل ضمان تكوين مؤهل، وخاصة في القطاعات التي تشهد نموا متزايدا من قبيل ترحيل الخدمات (الأوفشورينغ)، والتكنولوجيات الحديثة واللوجيستيك وصناعة السيارات. كما أبرز المشاركون، ومن ضمنهم رؤساء مقاولات وخبراء ومتخصصون في مجال الموارد البشرية، أن بطالة الشباب الحاملين للشهادات ترجع بالدرجة الأولى إلى عدم موائمة التكوين مع حاجيات سوق الشغل، وهو ما يزيد من الهوة الفاصلة بين العرض والطلب في سوق الشغل. ودعوا في هذا الإطار إلى توفير جانب مهني في المسارات الجامعية من خلال برامج تكوينية أكثر ملاءمة مع سوق الشغل، وخاصة منها البرامج التي تفرض إجراء تداريب بالمقاولات باعتبارها الوسيلة الوحيدة الكفيلة بالرفع من نسبة القابلية للتشغيل وحظوظ إدماج الخريجين. وتمحور المنتدى حول أربع موائد مستديرة تطرقت لمواضيع الميثاق الوطني للإقلاع الصناعي وتحديات التكوين، واستباق وتدبير النقص في الكفاءات، وعروض التكوين وتحديات المواءمة، وواقع وآفاق الشراكة تكوين/تشغيل. وتأسست الجمعية الوطنية لمسيري ومكوني الموارد البشرية سنة 1971، وهي تضم مهنيين في مجال الموارد البشرية بالمملكة، وتعمل على النهوض بالرأسمال البشري داخل المقاولات وتنظم بشكل منتظم لقاءات وندوات لمناقشة مواضيع ذات صلة بالموارد البشرية.