ضربات الترجيح تنصف «الأزوري» وتنقله للمربع الذهبي على حساب الإنجليز وضعت ضربات الترجيح المنتخب الإيطالي في المربع الذهبي ليورو 2012، بعدما أطاح بالمنتخب الإنجليزي بنتيجة 4-2 في المواجهة التي جمعت بينهما مساء أول أمس الأحد في دور الثمانية للبطولة. وإنتهى الوقتان الأصلي والإضافي للمواجهة بالتعادل السلبي بعدما أدار الحظ ظهره للمنتخب الإيطالي طوال 120 دقيقة، لكن ضربات الترجيح أعادت الحق لأصحابه ليضرب موعداً مع المنتخب الألماني في الدور قبل النهائي يوم الخميس المقبل. نجح الرباعي بالوتيلي وبيرلو الذي سدد واحدة من أفضل ضربات الترجيح ، ونوتشيرنو وديامنتي في إحراز ضربات المنتخب الإيطالي، بينما أخفق مونتوليفو أحد أبرز نجوم اللقاء.في المقابل نجح الثنائي جيرارد وروني في التسجيل لإنجلترا، وأخفق كل من يونغ وأشلي كول. ظهر المنتخب الإيطالي بمستوى أكثر من رائع طوال فترات اللقاء وقدم مباراة كبيرة وأهدر مهاجموه الكثير من الفرص الخطيرة التي كانت كفيلة بإنهاء المباراة في وقتها الأصلي. في الوقت الذي لم يظهر فيه الإنجليز إلا خلال العشرين دقيقة الأولى ودخلوا في ثبات عميق باقي فترات اللقاء. دخل الإنجليزي هودسون اللقاء معتمداً على طريقة 4-4-1-1 ،من خلال الدفاع بالرباعي جونسون وتيري وليسكوت وكل ،وفي الوسط الرباعي ميلنر وجيرارد وباركر ويونج أمامهم روني ثم ويلبك. الإيطالي برانديلي إعتمد على طريقة4-1-3-2 ،ودفع بالرباعي أباتي وبارزالي وبونوتشي وبالزاريتي، وإعتمد في خط الوسط على بيرلو من أمامه الثلاثي ماركيزيو ومونتوليفو ودي روسي، ودفع بالثنائي كاسانو وبالوتيلي. بداية اللقاء جاءت مشتعلة ومثيرة للغاية على عكس كل التوقعات التي سبقتها، وأطلق دي روسي صاروخاً قبل أن تمضي الدقيقة الثالثة وقف لها قائم جو هارت بالمرصاد وأنقذ الإنجليز من هدف مؤكد. الرد الإنجليزي على الغزوة الإيطالية جاء سريعاً في الدقيقة الخامسة بهجمة منظمة إنتهت عند قدم جلين جونسون داخل منطقة الجزاء وسدد كرة متوسطة القوة تصدى لها العملاق بوفون بطريقة غريبة وكأن بيده مغناطيس. لعب خط الوسط في الفريقين دوراً رائعاً في قيادة الهجمات، وتحرك روني وويلبك في الخط الأمامي مع تألق واضح للظهير الأيمن جونسون الذي قاد العديد من الهجمات الخطيرة للإنجليز. تحرك في الجانب الإيطالي مونتوليفو ودي روسي بشكل جيد لكنهما كانا في حاجة إلى مزيد من التفاهم مع الثنائي وكاسانو بالوتيلي، وأهدر الأخير فرصة هدف مؤكد في الدقيقة 25 من إنفراد بجو هارت، لكن الدفاع تدخل في الوقت المناسب وأنقذ الموقف. تبادل الفريقان إضاعة الفرص في ظل إرتفاع كبير لوتيرة اللقاء ومستوى رائع من الفريقين، وفي الدقيقة تهيأت فرصة جديدة أمام بالوتيلي لكنه سدد الكرة ضعيفة، وقاد روني هجمة منظمة إنتهت بتسديدة من ويلبك مرت بجوار القائم. مع إقتراب الشوط الأول من نهايته مالت كفة اللقاء هجومياً لمصلحة الأتزوري، وأطلق كاسانو تسديدة قوية تصدى لها جو هارت في الدقيقة 38، وعاد بالوتيلي وظهر في الصورة مجدداً بإهداره هدفاً مؤكداً عندما هيأ له كاسانو الكرة برأسه داخل منطقة الست ياردات لكنه أطاح بالكرة خارج المرمى، لينتهي الشوط الاول الممتع بدون أهداف. واصل المنتخب الإيطالي ضغطه مع بداية الشوط الثاني وكاد دي روسي أن يفتتح التسجيل من كرة طائشة داخل منطقة الجزاء لكن تسديدته مرت بجوار القائم الأيسر لمرمى الإنجليز. الدقيقة 52 شهدت قمة الإثارة التي بدأت بتسديدة صاروخية من دي روسي تصدى لها هارت لتتهيأ أمام بالوتيلي الذي سددها مرة أخرى في جسم هارت لتتهيأ مرة ثالثة أمام مونتوليفو الذي سددها خارج المرمى الخالي. ورغم الفرص الكثيرة التي أهدرها، فقد ظل المشاكس بالوتيلي مصدر إزعاج وقلق للإنجليز. التفوق الإيطالي، دفع هودسون إلى إجراء تغييرين دفعة واحدة لتنشيط هجومه من خلال الدفع بالثنائي أندي كارول وثيو والكوت بدلاً من ويلبك وميلنر. التغييرات الإنجليزية لم نجح كثيراً في تحسين الصورة الهجومية للفريق، وإن شهدت الدقيقة 65 أول فرصة حقيقية لمنتخب الأسود الثلاثة عندما تهيأت الكرة أمام يونغ داخل منطقة الجزاء وسدد كرة قوية حولها الدفاع لركنية. تدخل برانديلي في الدقيقة 78 وأجرى هو الأخر تغييراً هجومياً بإشراك ديامنتي بديلاً لصاحب المجهود الكبير كاسانو. ثم عاد وأشرك نوتشيرينو بدلاً من دي روسي الذي قدم واحدة من أفضل مبارياته. وكاد نوتشيرينو أن يصدم الإنجليز في توقيت قاتل وبالتحديد في الدقيقة 89 عندما إستلم الكرة داخل المنطقة وسددها قوية تصدت لها قدم المتألق جونسون وحولتها لضربة ركنية وهي في طريقها لشباك فريقه، وأجرى برانديلي تغييره الاخير بإشراك ماجيو بدلاً من أباتي في الدقيقة الاخيرة. الغريب أن المنتخب الإنجليزي ظل صامتاً طوال الشوط الثاني وكاد يقلب الأوضاع في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع بعد هجمة خطيرة إنتهت بضربة خلفية مزدوجة مرت فوق العارضة، لتصل المباراة للأوقات الإضافية. أجرى هودسون تغييره الثالث مع بداية الشوط الإضافى الاول بإشراك هندرسون بديلاً لسكوت باركر في محاولة لتأمين الوسط،في ظل محاولات من كلا الجانبين لإقتحام دفاع الآخر. الدقيقة 100 كادت أن تحمل الفرحة للإيطاليين من تسديدة ديامنتي، لكن القائم الأيسر لمرمى جو هارت تصدى لها وحال دون دخول الكرة للمرمى الإنجليزي في أخطر فرص هذا الشوط. إندفع المنتخب الإيطالي للهجوم في الوقت الإضافي الثاني وهددوا مرمى الإنجليز على فترات في أكثر من فرصة خطيرة بعد أن فرضوا سيطرتهم، لكنهم لم يترجموا هذه السيطرة لأهداف في مرمى هارت ليحتكم الفريقان لضربات الحظ.