تأهل المنتخب الإيطالي مساء الأحد في كييف إلى الدور نصف النهائي لبطولة كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم إثر فوزه بركلات الترجيح 4-2 على نظيره الانكليزي، في مباراة شيقة سادها اللعب الهجومي وانتهت بالتعادل السلبي بعد الوقت الرسمي والوقت الإضافي. بادر المنتخب الإيطالي إلى اللعب الهجومي معلنا منذ بداية المباراة عن نيته كسب تأشيرة التأهل، ولم يمر من الوقت سوى دقيقتين حتى سدد دانييلي دي روسي لاعب وسط روما ضربة قوية اتجهت صوب المرمى، تصدى لها الحارس الإنكليزي جو هارت ببراعة، ولكن الإنكليز لم ينتظروا طويلا ليردوا بالمقابل في الدقيقة الموالية عن طريق غلين جونسون لاعب وسط ليفربول الذي اقترب كثيرا من افتتاح باب التسجيل، لولا الحارس الإيطالي بوفون الذي أنقد فريقه من هدف محقق. وعرف الطرفان أن الغلبة ستكون للأكثر حنكة، وأدرك الجمهور أن المواجهة تنذر أنها تكون نارية. فتوالت الهجمات وتحمس المعلقون وانتقلت الكرة من جهة لأخرى بسرعة البرق، وكأن إيطاليا وإنكلترا أرادتا تكذيب من أدعووا أن المباراة ستكون مملة. وكانت إيطاليا، التي أعادت ترتيب أمورها بعد خروجها من الدور الأول في نهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا بتعيين تشزاري برانديلي مدربا جديدا خلفا لمارتشلو ليبي، سجلت تعادلين اثنين في الدور الأول ضمن منافسات المجموعة الثالثة أمام أسبانيا 1-1 وكرواتيا 1-1 قبل أن تفوز على أيرلندا 2-0. ويعتمد المدرب الإيطالي برانديللي على دفاع قوي متكون أساسا من لاعبي يوفنتوس بطل الكالتشيو 2012، وعلى أناقة وبراعة وخبرة الحارس جانلويجي بوفون، وهو أيضا من يوفنتوس. كما أنه يعول كثيرا على رزانة أندريا بيرلو في الوسط وعلى حنكة المخضرم أنتونيو كاسانو مهاجم ميلان وقوة ماريو بالوتيلي قلب هجوم مانشستر سيتي بطل الدور الانكليزي في الهجوم. وقال بوفون، بطل العالم 2006 مع "السكوادرا أزورا"، معلقا عن المواجهة إن إيطاليا تجاوزت مجموعة صعبة إلا أن عليها العمل أكثر أمام إنكلترا. من جهتها، حققت إنكلترا، التي تريد هي الأخرى إعادة ترتيب أمورها، الأهم في الدور الأول إذ أنها تعادلت 1-1 أمام فرنسا ثم فازت على السويد 3-2 وعلى أوكرانيا 1-0. ومنتخبها الحالي متواضع غاب عنه كل من فرانك لامبارد لاعب وسط تشلسي وريو فردناند مدافع مانشستر يونايتد وغاريث بيري لاعب سيتي وغاري كاهيل قلب دفاع تشلسي المحرز لقب الدوري الأوروبي 2012. وكانت خلافات نشبت داخل الفريق في مطلع العام الجاري بسبب تصرفات بعض لاعبيها غير الأخلاقية ما أدى إلى استقالة الإيطالي فابيو كابيللو من منصبه، ليحل محله روي هودسون قبل أسابيع من انطلاق المنافسة القارية. وحذر أشلي كول مدافع تشلسي من أن زملاءه سيخوضون المباراة بعزيمة كبرى، مضيفا أنهم مستعدون للموت من أجل إحراز التأهل على نصف النهائي ومقابلة الماكنة الألمانية. وقد استعاد الإنكليز خدمات مهاجمهم المتألق وين روني الغائب عن مبارتي فرنسا وكرواتيا بسبب الإيقاف، ما يعطيهم تحفزا أكبر ومتانة قبل الاصطدام مع إيطاليا. وظن هودسون أن روني سيهز شباك بوفون عندما سدد ضربة رأسية داخل منطقة الجزاء في الدقيقة 13، إلا أنه فشل في ذلك بعد تدخل أندريا بارزاغلي مدافع يوفنتوس، فيما تعذر على الإيطاليين ترتيب المحاولات في منطقة الخصم وكأنهم تفاجئوا برد فعل الإنكليز على انطلاقتهم الجيدة وحتى بيرلو عجز عن تسديد الركلات الحرة كما كان دائما يفعل. ووقف المدرب برانديلي على خط التماس وهو يحث لاعبيه على الاستفاقة وتفادي تلقي هدف قاتل. فبدأ كاسانو وبالوتيلي ودي روسي في التحرك واسترجاع الكرات وشن الهجمات بدورهم على مرمى الحارس هارت، ما خلق نوعا من الارتباك في صفوف الدفاع الإنكليزي، إلى درجة أن بالوتيلي نم إحدى الفرص للتوغل داخل منطقة العمليات، حيث وجد نفسه وجها لوجه مع الحارس هارت ولكنه أهدر الفرصة، مثيرا استياء زملاءه (د. 26). أما تسديدة ريكاردو مونتوليفو لاعب ميلان، فمرت خارج القائم (د. 28). وأهدر بالوتيلي فرصة أخرى سانحة للتسجيل في الدقيقة 32. وفي الدقيقة 33، قام داني ويلبيك وروني بهجوم مرتد في الدقيقة 31 كاد خلالها ولبيك مهاجم مانشستر يونايتد من مباغتة بوفون ولكن كرته لم تكن داخل الإطار. وعاد الإيطاليون لتهديد مرمى هارت، حيث سدد كاسانو ضربة قوية تصدى لها الحارس الإنكليزي بصعوبة (د. 35)، فيما عجز بالوتيلي مرة أخرى عن افتتاح التهديف بعد تلقيه كرة على طبق من ذهب من كاسانو الذي استغل تمريرة دقيقة من بيرلو (41)، لينتهي الشوط الأول بتعادل سلبي. وعاد المنتخبان خلال الدور الثاني من المباراة بعزيمة حسم الأمور في الوقت الرسمي لأن مغبة الذهاب إلى الوقت الإضافي سيعيق المتأهل إلى نصف النهائي لمواجهة ألمانيا. لذلك، استمرت المحاولات من الجانبين وأهدر دي روسي فرصة قد لا تعوض لفريقه حيث كان أمام المرمى عندما قذف الكرة إلى خارج الميدان (د. 47). فرد الإنكليز بمحاولة فردية (د. 48) انتهت إلى ضربة ركنية لم تعط شيئا. وبعدها ضيع بالوتيلي مجددا وهو أمام هارت (د. 51) قبل أن يفشل زميله مونتوليفو في إسكان الكرة في شباك حارس مانشستر سيتي. وبدا واضحا أن إيطاليا احتكرت الكرة وسيطرت على اللعب وشعر رفاق جون تيري أنهم في خطر. فأقحم روي هودسون الثنائي تيو ولكوت مهاجم أرسنال وأندي كارول قلب هجوم ليفربول مكان ميلنر وولبيك (د. 60). وكاد أشلي يونغ أن يسجل بعد نشاط جيد من ولكوت ولكن الكرة خرجت إلى ركنية (د. 64). وواصل المنتخب الإيطالي التحكم في الكرة وفرض الضغط على منتخب "الأسود الثلاثة"، الذي بدأت علامات التعب تظهر على بعض لاعبيه مثل القائد ستيفن جيرارد. وأشرك برانديلي من جهته الثنائي ألساندرو ديامنتي وأنتونيو نوتشيرينو مكان كاسانو ودي روسي (د. 79). واقترب نوتشيرينو من حسم المباراة في الدقيقة 88 ولكن تسديدته اصطدمت في آخر لحظة برجل جونسون لتخرج إلى الركنية. ثم أقحم برانديلي كرستيان ماجيو مهاجم نادي نابولي مكان إنياسيو أباتي مدافع ميلان، لتكون ردة فعل الإنكليز سريعة عن طريق روني الذي مرت كرته خارج الإطار، ليعلن الحكم بعدها نهاية الوقت الرسمي بالتعادل السلبي. ودخل جوردن هندرسن لاعب ليفربول مكان باركر في بداية الوقت الإضافي الأول واستمر المنتخبان رغم التعب في شن الهجمات أخطرها للإيطاليين لاسيما عن طريق ديامنتي الذي اصطدمت كرته بالقائم اليمن لجو هارت (د. 100). وسجل نوتشيرينو هدفا في الدقيقة 117 ألغاه الحكم لوضعية تسلل. المصدر فرانس 24