أكدت الرابطة المغربية لجمعيات الملحون، مؤخرا بمدينة سلا، أنها تسعى من وراء تأسيسها إلى الحفاظ على فن الملحون بالمغرب وتطويره وإغنائه والعمل على استمراريته في مواجهة العولمة. وأوضح المنظمون، خلال لقاء مفتوح مع وسائل الإعلام خصص للتعريف بالرابطة وبأهدافها، في إطار فعاليات الدورة الرابعة لمهرجان مقامات الإمتاع والمؤانسة الذي تنظمه جمعية أبي رقراق،أن الحفاظ على فن الملحون رهين بتجميعه وتصنيفه وتدوين النصوص التراثية لهذا الفن المغربي الأصيل. وشكل هذا اللقاء مناسبة استعرض خلالها عدد من أعضاء المكتب التنفيذي للرابطة ظروف وملابسات تأسيسها وأهدافها ووسائل عملها، مشيرين في هذا الإطار، إلى أن تكتل رجالات الملحون ضمن إطار واحد وكتلة واحدة كان هو الغاية الأسمى التي أنشأت من أجلها الرابطة في شهر مارس الماضي بمدينة مكناس. وأبرز المنظمون أن فناني الملحون والثقافة الشعبية كانت تحذوهم الرغبة، منذ عدة سنوات، في تأسيس إطار يجمعهم ويحافظ على هذا التراث، مذكرين بأن سنة 1970 كانت شهدت ميلاد الجمعية الوطنية لهواة الملحون خلال مؤتمر تأسيسي بمدينة مراكش. ووقف المنظمون عند أهداف الرابطة والتي تتمثل، على الخصوص، في توسيع خارطة تواجد جمعيات الملحون على الصعيد الوطني، والتنسيق بين أنشطة هذه الجمعيات، وتأسيس شراكات مع محيطها المؤسساتي المحلي والوطني والمنظمات الدولية غير الحكومية، إضافة إلى الاعتناء بالأوضاع الاجتماعية لشيوخ الملحون من عازفين ومنشدين وشعراء وخزانة، وذلك عبر إحداث لجنة للتكافل الاجتماعي. وبخصوص آفاق ووسائل عمل الرابطة، أوضح المنظمون أن الرابطة ستعمل على تقوية إشعاع جمعيات الملحون من خلال تنظيم مهرجانات جهوية ووطنية، وتنظيم ملتقى وطني خاص بتراث الملحون، والانخراط في الجهود المبذولة لإصدار دواوين شعراء الملحون، وإنجاز أشرطة وأقراص مدمجة، وإحداث جوائز وطنية تحفيزية في مجالات النظم والإنشاد والعزف والحفظ. ودعا منظمو هذا اللقاء إلى تكثيف الجهود من أجل الحفاظ على فن الملحون، مشيرين إلى أن استمرارية هذا التراث مرتبط بإعادة النظر في اللغة الشعرية لقصائد الملحون وفي الإيقاع والتوزيع. يذكر أن الرابطة المغربية لجمعيات الملحون، التي تأسست في شهر مارس الماضي بمكناس، تضم منشدي الملحون وشعراء وباحثين في مجال الملحون والثقافة الشعبية يمثلون حوالي 31 جمعية تنتمي لعدة مدن مغربية. يشار إلى أن هذه الدورة من مقامات الإمتاع والمؤانسة تعرف مشاركة مجموعات للفنون الأصيلة من فلسطين ومصر وليبيا والجزائر والمغرب، إلى جانب أنشطة ثقافية أخرى. كما يتضمن برنامج المهرجان لقاءات فكرية وأدبية وعروضا فنية وتكريم مجموعة من الوجوه الفنية الوطنية والمحلية.