ما من شك أن الدوري الاحترافي في نسخته الأولى في مسار كرة القدم الوطنية، كان استثنائيا بالنسبة لفريق المغرب الفاسي، حيث تمكن من تحقيق إنجاز غير مسبوق يتمثل في الفوز بثلاثة كؤوس في ظرف أربعة أشهر (كأس العرش وكأس الاتحاد الإفريقي وكأس السوبر القاري). وتابع الجميع ما عاشه هذا الفريق في مرحلة تاريخية هامة... اختصارات... احتفالات... وولائم... ومهرجانات جماهيرية في شوارع مدينة فاس. وكنا نعتقد أن فريق المغرب الفاسي يخضع للتحول والتطور في الهيكلة وفي التدبير والتسيير، وبريق الإيجابيات يترجم عملا هادفا وبرامج هادفة ترمي إلى تأمين المسار في الحاضر وفي المستقبل. لكن، وللأسف حل موعد الجمع العام وعرت أشغاله هشاشة بناء الفريق وكشفت الخلافات المتجذرة في أحشاء المؤسسة؟ الفريق الفائز بثلاثة كؤوس... والذي ثم تسويق منتوجه في مساحات دعائية لا يتعدى حجم برلمانه 43 منخرطا حضر منهم في قاعة الجمع العام ثمانية وعشرون فقط. وتمت تلاوة التقرير الأدبي من طرف الكاتب الإداري محمد لعمول بدل الكاتب العام، كما تكلف «الحيسوب» محمد عموري بعرض مضامين التقرير المالي في غياب الأمين. وتم إحضار الكؤوس التي أحرزها الفريق مع عرضها في قاعة الجمع مرفوقة بالرسالة التي بعثها جلالة الملك تحمل تهنئة للمغرب الفاسي.. التقرير الأدبي كان عاديا تضمن جردا للأنشطة والانجازات وبعده عرض «الحيسوب» التقرير المالي أمام احتجاج السيد أحمد المرنيسي الذي طالب بموافاة أعضاء المكتب المسير بالتقارير قبل موعد الجمع، كما أعلن أنه ومجموعة من زملائه في التسيير طالبوا رئيس الفريق بإطلاعهم على الوضعية المالية للفريق ولو مرة في كل شهر. كما نبه الحضور إلى ضرورة إخضاع المالية إلى المراقبة المحاسباتية. وعلل المرنيسي ذلك بتفادي كل ما يمكن أن يسئ للفريق أو رئيسه.. وأفضى تشبث الرئيس مروان بناني بأسلوب عمله وعدم اطلاع المسيرين في المكتب عن وضعية المال إلى انسحاب أحمد المرنيسي وإعلانه تجميده عضويته، إضافة إلى استقالة الأعضاء: خالد بنوحود – ع اللطيف بنشقرون – أنس لحلو – عبد الحق المراكشي.. واستمر الجمع رغم الفراغ الذي تركه اللاعبون. وها هو المغرب الفاسي بعد موسم احترافي شائك وحافل بالألقاب يسير بفريق عمل مبتور إثر استقالة الرباعي المذكور، وبدون مدرب لأن رشيد الطاوسي يربطه بالفريق عقد ينتهي في نهاية شهر يونيو. مداخيل المدرسة هزيلة لا تتجاوز 50 مليون سنتيم.. والمداخيل تناهز ثلاثة ملايير وثمانمائة مليون سنتيم مقابل مصاريف وتكاليف وفي النتيجة فائض مالي يناهز 30 مليون سنتيم. وبقي المغرب الفاسي بدون مدرب ولم يعزز تركيبته بلاعبين يعوضون المغادرين خاصة وأن ثلاثة من الأساسيين تنتهي مدة عقودهم بانتهاء الموسم وهم: حمزة بورزوق، مصطفى لمراني وحمزة حجي.. فماذا يجري في المغرب الفاسي؟ هكذا... وبعد الفوز بثلاثة ألقاب وتحقيق إنجاز غير مسبوق يجد المغرب الفاسي نفسه مبعثرا... مفكك الصفوف في حاضرة مقلق ومستقبل مخيف. فعلى أي احتراف يتحدثون؟