هواجس المؤامرة تسيطر على إيطاليا أمام إيرلندا سيكون المنتخب الايطالي مطالبا بالفوز في مباراته الأخيرة أمام جمهورية ايرلندا في الجولة الثالثة الأخيرة من الدور الأول لكأس أمم أوروبا اليوم الاثنين في بوزنان، لكي يضمن تأهله شرط أن تصب مباراة اسبانيا وكرواتيا في مصلحته وألا تنتهي ب «مؤامرة» مماثلة لتلك التي اختبرها الايطاليون في نسخة 2004. وتتصدر إسبانيا المجموعة الثالثة بأربع نقاط بعد تعادلها مع إيطاليا (1-1) وفوزها الكاسح على إيرلندا (4-0)، وتحتل كرواتيا المركز الثاني بفارق الأهداف بعد فوزها على ايرلندا (3-1) وتعادلها مع ايطاليا (1-1)، فيما تحتل ايطاليا المركز الثالث بنقطتين وإيرلندا الأخير بدون نقاط. وتأمل ايطاليا أن لا تدخل في حسابات معقدة من خلال فوزها على إيرلندا وانتهاء مباراة اسبانيا وكرواتيا بفوز أحدهما لأن ذلك سيرفع رصيد أحد الأخيرين إلى 7 نقاط مقابل 5 نقاط لإيطاليا وأربع للخاسر من المواجهة الإسبانية-الكرواتية. لكن التعادل في المواجهة الإسبانية-الكرواتية سيعقد الأمور على الايطاليين لأن رصيد المنتخبات الثلاثة سيصبح حينها خمس نقاط وسيتم الاحتكام حينها الى المواجهات المباشرة بينها مع إقصاء النتائج والأهداف التي سجلتها أمام ايرلندا. في مباراة اسبانيا وكرواتيا، يأمل مدرب الأخيرة سلافن بيليتش أن يكون الحظ إلى جانب فريقه، عندما يواجه حامل اللقب وبطل العالم في مدينة غدانسك البولندية. وستكون مهمة الكروات بالغة الصعوبة خصوصا بعد العرض المثير الذي قدمه الإسبان في مباراة إيرلندا (4-0) وصحوة المهاجم فيرناندو توريس الذي سجل هدفين من سباته العميق. وبحال فوز كرواتيا ستحرز لقب المجموعة، وهي ستتأهل حتى بحال تعادلها إذا كانت نتيجة المباراة الثانية بين ايطاليا وإيرلندا مناسبة لها. وبالنسبة لإسبانيا، فالأمور أكثر وضوحا، فبحال فوزها ستتصدر المجموعة الثالثة، وبحال تعادلها ستتأهل إلى ربع النهائي. وستتركز الأنظار على مهاجم فولسبورغ الألماني ماريو ماندزوكيتش المغمور قبل الدورة, وصاحب المركز الأول في ترتيب الهدافين بعدما هز شباك ايرلندا مرتين وإيطاليا مرة واحدة، كما برز في تشكيلة بيليتش المدافع ايفان سترينيتش (24 عاما) الذي سينشغل في إيقاف الترسانة الاسبانية التي تضم تشافي وأندريس إنييستا وتشابي ألونسو ودافيد سيلفا وتوريس غيرهم. إلى ذلك، يتخوف الايطاليون من تكرار «مؤامرة» نهائيات 2004 في البرتغال حين تعادلت السويد والدانمارك (2-2) في الجولة الأخيرة، وفازت إيطاليا على بلغاريا (2-1) ما سمح للمنتخبين الاسكندينافيين بالتأهل الى الدور ربع النهائي بسبب أفضلية فارق الأهداف عن «الآزوري» الذي كان تعادل معهما 1-1 وسلبا على التوالي. لكن مدافع المنتخب الكرواتي فدران كورلوكا رفض نظرية المؤامرة بين منتخب بلاده والإسبان, خصوصا أنها صادرة عن الايطاليين الغارقين بسلسلة الفضائح التي تعصف باللعبة عندهم وآخرها «كالتشوسكوميسي»، أي المراهنة على المباريات. ومن المؤكد أن الايطاليين اعتادوا على سيناريو المعاناة في الدور الأول سواء في كأس أوروبا أو كأس العالم وهم وضعوا أنفسهم في هذا الموقف الحرج «التقليدي» لكنهم يأملوا أن لا يلقوا المصير الذي اختبروه في مونديال جنوب افريقيا 2010.