البعض اعتبر الخطوة عودة غير مباشرة إلى قانون الطوارئ تجددت الاشتباكات بجنوب ليبيا، بين مسلحين من قبيلة التبو وقوات «درع ليبيا» التابعة لوزارة الدفاع، مما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة 44 آخرين على الأقل، وفي الزنتان زار وفد من المحكمة الجنائية الدولية زملاءهم المعتقلين منذ الخميس الماضي. واتهم وسام بن حميد آمر قوات درع ليبيا، عيسى عبد المجيد، أحد زعماء التبو، بالتسبب في هذه الأحداث بهدف فرض تدخل «جهات خارجية». وفي المقابل، قال عبد المجيد، إن التبو يتعرضون لهجمات متتالية من قوات درع ليبيا، وإن المجلس الانتقالي والحكومة الانتقالية يتحملان مسؤولية هذه «الاعتداءات». وكانت معارك بين أكبر قبيلتين في الكفرة، وهما التبو والزوية، قد أسفرت في فبراير عن أكثر من مائة قتيل في صفوف الجانبين، طبقا للأمم المتحدة. من ناحية أخرى، أكدت مصادر طبية لوسائل الإعلام سقوط أربعة قتلى و24 جريحا جراء اشتباكات مسلحة بين المجلس العسكري للمنطقة الغربية وقبيلة المشاشية على خلفية مقتل أحد ثوار الزنتان منذ يومين بالقرب من مدينة الشقيقة. واستخدمت في الاشتباكات الدائرة هناك أسلحة ثقيلة وراجمات، وذكرت المصادر ذاتها أن مستشفى غريان استقبل أكثر من عشرين جريحا من مدينة المشاشية. وفي مصراتة (غرب)، أصيب ليبي بجروح في انفجار استهدف مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وخلف أضرارا جسيمة بالمبنى. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المتحدثة باسم اللجنة سمية بلطيفة قولها «لا نعرف إن كان الاستهداف بصاروخ محمول على الكتف أم بقنبلة وضعت بجوار المبنى، والسلطات الليبية استجابت بسرعة وتجري عملها حاليا».وأضافت بلطيفة أن المصاب ليبي ويقطن بجوار المقر وتزامن وجوده مع ساعة الهجوم، مؤكدة أن أفراد طاقم اللجنة الدولية للصليب الأحمر البالغ عددهم ثلاثين عاملا جميعهم بخير ولم يصب منهم أحد بأذى. وأكدت المتحدثة أن عمل اللجنة يتعلق بالأمور الإنسانية والإغاثة «ولا علاقة له إطلاقا بالدين أوبالسياسة» وشددت على أن ما تردد من أنباء عن أنشطة تبشيرية يقوم بها أفراد اللجنة «مجرد افتراءات». وكان مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بنغازي (شرق) تعرض في 22 مايو الماضي لهجوم تبنته «كتائب الأسير عمر عبد الرحمن»، وهي جماعة ليبية إسلامية متشددة، وبثت عبر الإنترنت فيديو يسجل لحظات تنفيذ العملية. من جهة أخرى، زار وفد من المحكمة الجنائية الدولية زملاءهم الأربعة المعتقلين في ليبيا بسبب مزاعم عن تسليمهم وثائق مثيرة للريبة لسيف الإسلام نجل العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، المحتجز في بلدة الزنتان غربي ليبيا. وقال ممثل ليبيا بالمحكمة أحمد الجهاني إن أعضاء بعثة المحكمة وصلوا إلى الزنتان وزاروا زملاءهم، وأضاف أنهم عانوا بعض المشاكل لدخول الزنتان في البداية، لكن سمح لهم في النهاية بلقاء زملائهم، مشيرا إلى أن البعثة كان يرافقها سفراء أستراليا ولبنان وروسيا وإسبانيا، الدول الأربع التي ينتمي إليها المحتجزون. وكانت مليشيا محلية منعت الوفد في وقت سابق أول أمس الثلاثاء من دخول البلدة بعد أن أغلقت الطرق المؤدية إليها إثر اشتباكات مع قبيلة منافسة بالمنطقة. واعتقلت المحامية الأسترالية مليندا تايلور والمترجمة المولودة بلبنان إيلين عساف في بلدة الزنتان بعدما التقيتا بسيف الإسلام القذافي في الزنتان بسبب مزاعم عن تسليمهما له وثائق مثيرة للريبة من أنصاره. وقال مسؤولون في الزنتان إنه خلال اجتماع الوفد مع سيف الإسلام «ضبطت الاثنتان وهما تعطيانه وثائق من مساعده الهارب محمد إسماعيل، وبعد ذلك وجد أنهما تحملان أجهزة تجسس وتسجيل». وتسري معلومات متناقضة بشأن مصير المعتقلين الآخرين وهما الروسي ألكسندر خوداكوف والإسباني أستيبان بيرالتا لوسيلا، ففي حين تؤكد المحكمة الجنائية أنهما معتقلان، يقول ممثل ليبيا لدى المحكمة إن الرجلين لا يزالان في ليبيا تضامنا منهما مع زميلتيهما، مشددا على أنهما «يستطيعان المغادرة وقتما يشاءان». وتطالب جماعات حقوق الإنسان والمحكمة التي تتخذ من لاهاي مقرا والحكومة الأسترالية بالإفراج الفوري عن المحتجزين، لكن سلطات الادعاء الليبية تقول إنها ستحتجز الفريق 45 يوما على ذمة التحقيق. وسيف الإسلام مطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية عن جرائم ارتكبت خلال الانتفاضة التي أنهت حكم والده الذي استمر 42 عاما، غير أن ليبيا تصر على وجوب محاكمته في بلده.