بحضور جمهور غفير من جنسيات متعددة. من عشاق الموسيقى الروحية. احتضنت جنبات متحف البطحاء بفاس. يوم الأحد الماضي حفلا فنيا أحياه أستاذ الإنشاد الصوفي. المصري ياسين التهامي وذلك في إطار الدورة 18 لمهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة . التي ستتواصل فعالياتها إلى غاية 16 يونيو الجاري. وفي أجواء تفاعل حميمي. أدى الشيخ التهامي. أحد أعلام الإنشاد الصوفي في مصر والعالم العربي الإسلامي. على مدى ساعتين. باقة متنوعة من عيون الشعر الصوفي على غرار قصيدة «فهم الإشارة» لابن منصور الحلاج و»سقيتني حميا الحب» لعمرو ابن الفارض و»القصيدة العينية» لعبد الكريم الجيلي. وأتحفت فرقة الإنشاد الصوفي. المصاحبة للشيخ. جمهور المهرجان باختيارات لحنية تنهل من معين التراث الموسيقى الروحي. كما برعت في أداء تقاسيم استحضرت الأبعاد الصوفية من خلال إيقاعات آلات موسيقية تنصت لنبض الإيمان في الوجود. كالقانون والناي والعود والكمان. وبعد أن قاد الشيخ التهامي جمعا من جمهور متشوق إلى تذوق درر روحانية غالية. كان مسك الختام أداء تفاعليا بديعا لأنشودة الزمان «طلع البدر علينا». تخللتها زغاريد عفوية وتصفيقات متواصلة في مجاراة تلقائية للإيقاع المتوثب. ويتعلق الأمر بالمشاركة الثانية للشيخ التهامي في مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة. حيث عبر في تصريح للصحافة بهذه المناسبة عن سعادته بتجديد اللقاء مع جمهور مغربي. ذي علاقة خاصة بالتراث الصوفي. لحنا وكلمة. «لست أنا من اختار. بل هو توفيق من الله». ببساطة قدرية. يفسر الشيخ التهامي سبب تخصصه في أداء تراث الصوفية. مذكرا بأن «التصوف هو مقام الإحسان: فالتاء تقوى والصاد صفاء والواو ولاء لله والفاء فناء» في حب الله. وعن تضارب الرأي بخصوص استخدام الآلات الموسيقية. خصوصا العصرية. في هذا الصنف من الأداء. يعتبر التهامي أن «استخدام الآلة بشكل حسن مستحسن». مستشهدا بقولة مشهورة لحجة الإسلام أبي حامد الغزالي»من لم يطربه العود وأوتاره. والروض وأزهاره فهو فاسد المزاج. ليس له علاج».