تم مساء يوم الخميس الماضي، بالجماعة القروية اسكورة (إقليمورزازات) تدشين مؤسسة تعليمية٬ ساهمت «مؤسسة كود بلانيت» الفرنسية في تجديد وبناء مرافقها باستعمال مادة الطين٬ لتصنف بذلك ك «مدرسة ذات مناخ طبيعي». وقد جرى حفل التدشين بحضور الرئيس المؤسس ل»كود بلانيت» المصور الصحافي والمخرج التلفزيوني الفرنسي المعروف يان آرتيس برتراند٬ إلى جانب المدير العام لفرع مجموعة «كولاس» الفرنسية بالمغرب التي مولت هذا المشروع٬ إضافة إلى عدد من الشخصيات المحلية٬ وحشد من سكان قرية «تيريكيوت» التي تقع فيها المدرسة. وقد كلف إنجاز هذا المشروع٬ الذي يحتل مساحة مبنية تصل 270 مترا مربعا٬ غلافا ماليا بقيمة 450 ألف درهم. فيما تشغل المؤسسة التعليمية مساحة إجمالية تصل ألفا و200 متر مربع٬ تضم قاعات للتدريس٬ وللوسائط المتعددة٬ ومجموعة من المرافق الإدارية والصحية٬ وملاعب للرياضة٬ ومساحات خضراء. وفي كلمة بالمناسبة٬ قال آرتيس بيرتراند أن ممارسته لمهنة التصوير الفوتوغرافي من الجو٬ جعلته يكتشف روعة البناء بالمواد الطينية المنتشرة على نطاق واسع في منطقة الجنوب الشرقي٬ ومن خلال ذلك اكتشف أصالة وخبايا الهندسة المعمارية لهذه المنطقة٬ سواء في شقها الإيكولوجي والجمالي٬ أو فيما يتعلق بقدرتها على الاستدامة٬ ومقاومة قساوة الطبيعة. واعتبارا لذلك٬ بادرت «مؤسسة كود بلانيت» بإطلاق مشروع تجديد وبناء مرافق إضافية في هذه المؤسسة التعليمية٬ على اعتبار أن استعمال مادة الطين الطبيعية لتشييد البنايات له عدة مزايا إيكولوجية إلى جانب كون هذه التقنية لها مزايا إيجابية أخرى بالنسبة لصحة الإنسان واقتصاد الطاقة فضلا عن كون البناء بالطين يتجذر في قلب المحيط الثقافي والبيئي لمنطقة اسكورة ومحيطها المتميز بوجود مجموعة من القصور والقصبات الطينية التي لا تزال صامدة في وجه المتغيرات المناخية. وعلاوة عن ذلك فإن «مؤسسة كود بلانيت» تعتبر أن البناء بالطين الطبيعي كان مستعملا منذ آلاف السنين، كما أن هذه المادة لا تزال إلى الوقت الراهن الأكثر استعمالا في تشييد المباني عبر مختلف بقاع المعمور، حيث يعيش حوالي ثلث سكان العالم في بنايات مشيدة بالطين، أي ما يعادل أزيد من ملياري نسمة موزعة عبر 150 بلدا.