من سيكون رئيس الرجاء البيضاوي الجديد خلال الجمع العام اليوم (الخميس)، سؤال يردده أنصار ومحبو الفريق، خصوصا في ظل التنافس المشتعل حول السباق لخلافة حنات، والذي تنحى مكرها عن رئاسة القلعة الخضراء بسبب الانتقادات والاحتجاجات التي تعرض لها من قبل الجماهير الرجاوية. وكانت النقطة التي أفاضت الكأس هي «التيفو» الذي رفع من طرف مناصري الفريق خلال مباراة الديربي، حيث عبرت عن عدم رضاها عن التدبير الحالي الذي يتم به تسيير الرجاء، وبالتالي رغبة الجميع في التغيير والقطيعة مع الماضي، لأنه السبيل الوحيد للخروج من الوضع الحالي الذي أصبح لا يبعث عن التفاؤل بمستقبل النادي. الجمع المنعقد اليوم سيشكل منعطفا كبيرا في تاريخ الرجاء، لأن الفريق أصبح في حاجة ملحة للتغيير الحذري كما يطالب به أنصار النادي، خصوصا أن المنخرطين أمام مسؤولية كبيرة لرسم خريطة جديدة لمستقبل القلعة الخضراء التي في حاجة إلى دماء جديدة من أجل الخروج من الأزمة الحالية التي يصعب تجاوزها، والتي هي في حاجة للرجال والمال، وليس للخطابات الفارغة التي تعودنا عليها خلال الانتخابات التشريعية والجماعية. الرئيس الجديد سيكون أمام تحديات كبيرة، تتعلق أساسا بإيجاد حلول ناجعة لتجاوز العجز المادي الذي يشكو منه الرجاء والذي يتحدد ما بين 600 و700 مليون سنتيم، خصوصا أن الفريق في حاجة إلى البحث عن موارد مالية جديدة لإعادة التوازن لميزانية النادي. كما أن الرئيس الجديد مطالب بصرف مستحقات اللاعبين الذين لم يتوصلوا لحد الآن بمنحة 6 مباريات، والشطر الثاني والثالث من منحة التوقيع السنوية، وهذا يتطلب البحث عن صيغة للتفاهم حول طبيعة هذه المستحقات، لأن هذا من شأنه أن يهدد النادي بفقدانه لأبرز لاعبيه. الرئيس الجديد مطالب كذلك بالتعاقد مع إدارة تقنية في المستوى، مهمتها الأساسية تتجلى في الانتدابات بطريقة معقلنة بعيدة عن الارتجال والمحسوبية، ثم الاهتمام بالفئات العمرية من خلال رسم إستراتيجية محددة الأهداف، بالإضافة إلى إعادة النظر في التكوين. وكتحد أخير، فإن الرئيس الجديد تعترضه مهمة صعبة تتجلى في التخلص من بعض الصفقات الفاشلة التي كلفت ميزانية الفريق الشيء الكثير، دون أن تقدم الإضافة المرجوة، على اعتبار أن أغلب اللاعبين الذين تم انتدابهم في بداية هذا الموسم لم يشاركوا إلا في مباريات قليلة. لقد قدم كل مرشح الخطوطة العريضة لبرنامجه من خلال التواصل مع أنصار الفريق، وحاول استمالة الرأي العام للرجاوي واستمالة المنخرطين للتصويت عليه اليوم، وتبقى صناديق الاقتراع هي الفيصل الحاسم التي ستفرز عن رئيس جديد للقلعة الخضراء. يبدو أن جماهير الرجاء ترفض عملية التناوب على الكراسي وعودة وجوه سبق لها أن قادت سفينة الفريق في مرحلة من المراحل .. خصوصا بعدما أسمعت صوتها ووجهت رسالة واضحة لمسؤولي الرجاء وللمنخرطين على وجه الخصوصن حينما تم التأكيد بأن تيفو «باسطا» كان بمثابة رسالة واضحة لحكماء النادي بالرحيل.. كما أن صوت هذه الجماهير كان بمثابة استفتاء وتعبير صريح عن رأي شريحة واسعة من محبي وأنصار النادي الذين يرغبون في منح الفرصة لدماء جديدة من أجل ولوج عالم التسيير داخل الخضراء، وإعادة القلعة الخضراء إلى مكانتها الطبيعية.. إذن، الفريق بحاجة إلى رئيس جديد يتوفر على أفكار جديدة بإمكانها أن ترتقي بالفريق نحو الأفضل، وأن يواكب التوجهات العامة لما تتطلبه بطولة احترافية في المستوى، وليس رئيسا يوزع الوعود الفارغة ويقدم البرامج الوهمية التي من شأنها أن تقود الرجاء إلى ما هو أسوأ، كما كان الشأن بالنسبة للموسم المنقضي.