وجهت جماهير المكانة رسالة قوية إلى «حكماء» الرجاء، من خلال رفع تيفو كتب باللغة الإيطالية «basta»، أي كفى.. باراكا.. وتتضمن أسماء الرؤساء الذين تعاقبوا على تسيير الفريق من الفترة الممتدة ما بين 95-96 إلى يومنا هذا، ومنح الفرصة لجيل جديد من أجل عودة النادي إلى معانقة الألقاب.. وقد كانت رسالة صريحة تتضمن العديد من المعاني والعبارات، والتي تدعو هؤلاء الأشخاص إلى مغادرتهم للقلعة الخضراء لأنهم أساؤا كثيرا لتاريخ هذا الفريق، مخاطبين إياهم بأن يخرجوا كبارا قبل أن يخرجوا صاغرين، خصوصا أن الجماهير الرجاوية لم تعد تتحمل المزيد من النكسات والتي كانت سببا في هجرة مدرجات الملاعب، كما هو الشأن في الديربي الأخير. المكتب الحالي فشل في تدبير الأزمة التي عاشها الفريق، التي قد تكون لها عواقب وخيمة على مستقبل الفريق، باعتبار أن أغلب الأعضاء لم يستطيعوا حل العديد من المشاكل المتعلقة باللاعبين في بداية هذا الموسم، الشيء الذي أرخى بظلاله على الجو العام داخل القلعة الخضراء، بالإضافة إلى انفلات العديد من اللاعبين دون معاقبتهم. وقد أصبح التغيير في نظر الجميع مطلبا لامحيد عنه، من أجل إيجاد حلول ناجعة لإخراج الفريق من هذا النفق المظلم، وبالتالي إعادة الرجاء إلى سكته الصحيحة بعد موسم استثنائي كان بطله بدون منازع عبد السلام حنات، الذي ظل صامدا في مكانه رغم المصائب التي حلت بالنادي من كل صوب وحدب. أزمة الرجاء ليست وليدة اليوم، ولكنها تراكم لسنوات عديدة باعتبار أن الرؤساء الذين تعاقبوا على الفريق لم يستطيعوا التخلص من الحرس القديم، سواء عن طريق تطعيم دفة التسيير ببعض الوجوه الجديدة والتي يمكنها أن تمنح دينامية جديدة، بدل الإعتماد على نفس الأسماء التي ظلت تراوح مكانها دون أن تستفيد من السنوات التي مارست فيها التسيير. فالأخطاء تكررت، و الأزمة تفاقمت، وتسيب اللاعبين زادت حدته، وهذا بطبيعة الحال يعود بالاساس إلى غياب رؤيا تسييرية واضحة للمكتب المسير الذي عجز عن احتواء الوضع، فتوالت النتائج السلبية، خصوصا أن الجميع لم يهضم بعد الهزيمة التاريخية أمام تشيلسي الغاني، بخماسية نظيفة في دوري أبطال إفريقيا. يبقى الشيء الأكيد هو أن هناك أمور داخل الرجاء لا يمكن التستر عنها، خصوصا في ما يتعلق بالتدبير اليومي والذي أدى إلى ظهور تصدع ذاخل المكتب المسير، هذا دون أن يقوم الرئيس بتصحيح هذا الوضع الذي أصبح مقززا إلى درجة الغثيان حسب العديد من أنصاره. فعن أي احتراف يتحدثون وفريق في حجم الرجاء الذي كان يضرب به المثل في التسيير العقلاني والمؤسساتي يعيش اليوم مثل فرق قسم الهواة، خصوصا بعد الواقعة التي عرفتها مباراة تشيلسي الغاني عقب تشاجر عضوين داخل المكتب المسير دون أن تتخذ في حقها إجراءات تأديبية، ناهيك على سياسة التسامح الذي صدرت في حق مجموعة من اللاعبين الغير منضبطين بدعوى أن الفريق في حاجة لكل عناصره... تأسيسا على الوضع الحالي يلتزم المسؤولون عن الفريق الصمت تيقنا بعجزهم على معالجة المشاكل التي يعيشها، والتي تتفاقم يوما بعض يوما، وأصبحت بالتالي مادة دسمة للصحافة الوطنية من خلال الكشف عن بعض الخبايا التي تفضح التسيير الهاوي للرجاء. الحراك الذي تعيشه كل مكونات الفريق هو قابل لأن يأخذ منحى آخر بعد نتيجة أم درمان التي ستشكل منعطفا جديدا في مسيرة النادي هذا الموسم، مما يجعل أعضاء المكتب المسير يضعون أيديهم على قلوبهم حتى يمر الجمع العام المقبل بسلام، خصوصا أنه نتمنى أن يكون محاكمة نزيهة يتحكم في العقل دون العواطف. في الأخير نقول لمسؤولي الرجاء كفى.. من سياسة الهروب إلى الوراء وتوزيع مسكنات الأسبرين على أنصار ومحبي القلعة الخضراء، لأنهم سئموا نفس الأشخاص خلال كل موسم، وانهم في حاجة إلى حلول آنية لأنها السبيل الوحيد لانتشال الفريق من الأزمة الحالية...