ثلاثة أيام وتنتهي المهلة التي حددتها إدارة نادي الرجاء لوضع الترشيحات المتعلقة بخلافة عبد السلام حنات في رئاسة النادي الأخضر، خصوصا أن هناك مفاجآت قد تطفو على السطح خلال هذه المدة، باعتبار أن العديد من الأسماء الغير معروفة بالنسبة للجماهير الرجاوية دخلت حلبة التنافس حول الرئاسة، وهذا حق مشروع يخوله لها القانون. والمثير فعلا حول الأسماء التي قدمت ترشيحها لحد الآن، نجد أن مرشحا وحيدا هو الذي أعلن عن برنامجه والذي يتضمن ستة نقط جوهرية، في أطار مشروع النادي الإحترافي، سيعتمد من خلاله على الحكامة في التسيير و ذلك بتعيين مديرا رياضيا ستكون مهامه التكلف بالانتقالات و استقطاب لاعبين جدد للقلعة الخضراء، بالإضافة إلى مدير عام و مدير تقني ستسند له مهام الفئات الشابة من أجل تطعيم الفريق الأول، و كذا مدرب محنك يعرف خبايا البطولة الوطنية و الكرة الإفريقية، و أشار إلى كيفية التعامل مع استقطاب اللاعبين حيث يجب الأخذ بعين الاعتبار المستوى التقني و الفني للاعب. أما بالنسبة للمرشحين الآخرين فقد كانت كل تصريحاتهم تصب في اتجاه واحد، تتمثل في عودة الفريق إلى وضعه الصحيح من خلال التنافس على الألقاب المحلية والقارية، وذلك بتعزيز التركيبة البشرية بلاعبين متميزين، بالإضافة إلى الإعتماد على أبناء الرجاء. العملية إلى هنا تبدو مقبولة من الناحية الديمقراطية، باعتبار أن صنادق الإقتراع هي التي ستفرز عن رئيس جديد للقلعة الخضراء يوم 7 يونيو المقبل، لكن الغير مقبول هو نية بعض الحرس القديم في هيمنتهم على مقاليد التسيير داخل الفريق من خلال اختيار مرشح يمثلهم، وهذا بطبيعة الحال بدعم من الأغلبية التي تمثل برلمان الرجاء، خصوصا أن المرشح الذي سيختاره المكتب المسير سيكون بنسبة كبيرة هو الرئيس المقبل للرجاء، وبالتالي سيتبدد حلم أغلب الرجاويين الطامح إلى التغيير، و التخلص من الأسماء المعروفة التي أحكمت قبضتها على الفريق لمدة عقدين من الزمن. المرشحون الذين سيتنافسون على رئاسة الرجاء، يدركون جيدا أهمية الرسالة التي بعثت بها الجماهير الرجاوية، والتي تطالب من خلالها بالتغيير ولا شي غير ذلك، برفعها للتيفو الشهير «باسطا» في مباراة الديربي، والذي لم يعجب العديد من المسيرين السابقين، لكونه يتضمن إشارات قوية تحثهم على الإبتعاد نهائيا عن النادي، وترك التسيير لأسماء جديدة قادرة على إعادة الفريق إلى توهجه. الرجاء لم يعد له مسموحا بالتراجع إلى الوراء، خصوصا في ظل التغييرات التي تعيشها كرة القدم الوطنية بدخولها إلى العصبة الإحترافية، والتي تتطلب حكامة جيدة وتسيير حداثي تطبعه الشفافية ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وأنه حان الوقت لوضع الثقة في العناصر الشابة التي تتوفر على الأوراش والطموح والشفافية في التدبير اليومي للفريق. تبقى المسألة الاساسية في هذه الحلقة تتعلق بالمنخرطين، الذين ستبقى لهم كلمة الحسم في اختيار الرئيس المناسب يوم السابع من الشهر المقبل، حيث يجب تغليب منطق العقل على العاطفة، من أجل تفادي الأخطاء السابقة التي ساهمت في «تقزيم» الفريق، لأن أغلب المسيرين يتعاملون مع المنخرط كورقة انتخابية يتم بها العمل خلال يوم الجمع العام وتنتهي صلاحيتها بعد ذلك، وبالتالي فهو بمثابة «فيتو» يمكن أن يقرر في مصير الجموع العامة، ولو على حساب الديمقراطية والمشروعية، وإن كانت أغلب هذه الجموع إن لم نقل جلها تفتقد لهذين العاملين، حيث تتمخض عن مكاتب مطبوخة تخدم مصالحها لا أكثر. يمكن القول أن المشاكل التي تعيشها مجموعة من الأندية سببها الرئيسي المنخرطون الذين انقادوا وراء نزواتهم الشخصية على حساب المصلحة العامة للفريق، وقاموا باختيار مكاتب مسيرة على المقاس دون مراعاة العواقب الوخيمة التي من شأنها أن تكون سببا في دخول الأندية في دوامة لايمكن الخروج منها بسهولة.