جرى السبت الماضي بالرباط الإعلان عن « حكومة الشباب الموازية» والتي ستعمل على تتبع السياسات العمومية في مجال الشباب، وهي مبادرة تهدف، بحسب بلاغ لمنتدى الشباب المغربي، إلى المساهمة في مواكبة والترافع من أجل ضمان سياسة عمومية مندمجة للشباب المغربي، حيث سيتكلف الشباب بتتبع برامج الحكومة من أجل تفعيل جوانب المسؤولية والمشاركة في اتخاذ القرار لدى قطاع الشباب وتقييم السياسات العمومية في الجوانب السياسية أو الاجتماعية أو الاقتصادية، كما أنها ستمارس عملها بتواز مع مختلف قطاعات ووزارات الحكومة الفعلية، وستراقب العمل الحكومي وفق ما يتيحه القانون لمنظمات المجتمع المدني. أهمية المبادرة الشبابية أنها تؤسس لفكرة(حكومة الظل)، وقد تشجع مستقبلا أحزاب المعارضة على اعتماد المنهجية ذاتها، وتستحضر مقتضيات الدستور الجديد، والصلاحيات التي يتيحها للمعارضة، وأيضا المهام التي باتت اليوم مطلوبة من كل الفرقاء السياسيين على مستوى تقييم السياسات العمومية ومراقبتها ونقدها وبلورة سياسات بديلة للبرامج الحكومية. المبادرة المشار إليها لا تعني إلغاء تظاهرات الاحتجاج وسط الشباب والمنظمات الشبابية، والجوانب المطلبية والمنبرية في أنشطتها، إنما هي آلية أخرى تقوم على التفكير والاجتهاد وبلورة البدائل وصنع الأفكار والبرامج والترافع حولها، ولهذا، فان تركيبة (الحكومة الموازية) جاءت مشكلة من شبان وشابات يمتلكون شهادات عليا، وتكوينات مهمة، وأعلنوا أنهم سيعملون على تتبع السياسات العمومية من خلال العمل على تطبيق 20 إجراء مرتبط بالتشغيل والتعليم والمشاركة السياسية والمواطنة وتخليق الحياة العامة ومحاربة الفساد، والدفاع عن الحقوق الاجتماعية والاقتصادية والثقافية للشباب المغربي، وإيجاد السبل الكفيلة لخلق التواصل بين وزراء الحكومة والمجتمع، والمساهمة في تقديم بدائل جدية للنهوض بقطاع الشباب في المغرب. أثناء الحفل الذي أقيم للإعلان عن الحكومة الموازية، وجه الشباب العديد من الإشارات، منها التشاور الواسع الذي جرى لإعداد تشكيلتهم الوزارية، واستثمار وسائل الاتصال الحديثة في ذلك، بالإضافة إلى مضمون الوثائق التي كشفوا عنها، ثم حرص عدد منهم على الحديث بالأمازيغية، علاوة على أن غالبية الوزيرات والوزراء في(الحكومة الموازية) من الحاصلين على الدكتوراه، وقد أكدوا في برنامجهم أنهم سيعملون على نشر الديمقراطية والحكامة الجيدة والعدالة الاجتماعية والشفافية والنزاهة باعتبارها القيم التي يدافعون عنها، ويحرصون على جعل الشباب قوة اقتراحية لإعمال وتطبيق ديناميات تنموية تعلي من شأن هذه القيم في المجتمع. (الحكومة الشبابية الموازية) التي (يرأسها) الفاعل الجمعوي الشاب، المناضل والنشيط إسماعيل الحمراوي تستحق فعلا أن يساندها كل الطيف الحزبي والنقابي والجمعوي من دون (معارضة)، ونجعل منها آلية لإنماء القدرة الاقتراحية والترافعية وسط حقلنا الشبابي والجمعوي، وطريقا لترسيخ قيم جديدة في حقلنا السياسي.