كوكبة من الفنانين لإمتاع الكبار، وسحر فرق حفلات الشوارع للأطفال، وهاهو مهرجان موازين، في سابع لياليه الساهرة، يبهر جمهوره الذي حج بأفواج كبيرة من أجل اكتشاف موسيقى العالم. واستمتع جمهور مدينة سلا يوم الخميس الماضي بأصوات الفنانين الأمازيغيين، عموري مبارك، وحميد إنرزاف، ونجم الأغنية الريفية ميمون رفروع، الذين شاركوا في تكريم الفنان الأمازيغي الراحل محمد رويشة، في شخص ابنه حمد الله رويشة، الذي شارك في السهرة نفسها، في إطار الاحتفاء الذي خصصته جمعية «مغرب الثقافات» المنظمة لمهرجان «موازين.. إيقاعات العالم» وفي آخر محترف له ضمن فعاليات الدورة الحادية عشرة لمهرجان موازين، حول الرقص المعاصر، استطاع نون ماي سفالهولم، الذي يعتبر أحد أهم مصممي الرقص المعاصر، ومدير سابق لمدرسة الباليه الملكي في الدانمارك استقطاب عدد أكبر من متتبعي فعاليات ورشته، التي احتضنها المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، واستطاع المدير السابق لمدرسة الباليه الملكي في الدانمارك، أن يكسب تجاوب الحضور، ويروج هذا الاتجاه في مدرسة لرقص في وسط الشباب. ولعشاق الموسيقى الغربية، قدمت فرقة سكوربيونز الألمانية، التي استقبلها جمهور منصة السويسي بالصفير والهتاف، عرضا مميزا تفاعل معه الحاضرون، خصوصا الشباب، وباسم الفرقة قال كلوس مين، عند افتتاح الحفل «سلام، نحن مسرورون بالتواجد هنا في هذا المهرجان لأول مرة». كما أحيت فريشلي غراوند من جنوب إفريقيا، حفلا ساهرا أيضا، على منصة أبي رقراق، وعبرت بدورها عن مشاركتها في هذا المهرجان، واستمتع جمهور المهرجان بما قدمته هذه الفرقة التي تتكون من موسيقيين من جنوب إفريقيا وزيمبابوي بيض وسود ومختلطين، عاكسة ألوان قوس قزح في صورة تبرز إمكانية التعايش بين الشعوب. وصدحت ليلة الخميس أصوات نجمي العالم العربي، اللبناني ملحم زين والمصرية أنغام، في سماء الليلة السابعة من المهرجان. وكانت أنغام صرحت في ندوة صحافية سبقت الحفل، أنها تحضر حاليا لمسلسل «غمضة عين» الذي سيعرض في شهر رمضان المقبل، بالإضافة إلى أغنية خليجية، وأنها تستعد لإخراج ألبومها الجديد، الذي ستشهده الساحة الفنية العام المقبل. وأضافت مطربة مصر الأولى، وابنة الموسيقار المصري محمد علي سليمان، التي وقفت لأول مرة أمام الجمهور المغربي على منصة النهضة، أن سميرة سعيد تعتبر من أعز صديقاتها وأقربهن إليها، وتابعت حديثها قائلة «أنا وسميرة جيران في القاهرة ونتدرب في الصالة نفسها»، تضيف الفنانة المصرية. وتعتبر أنغام من المطربات المصريات اللواتي سطعن في سماء الأغنية العربية خصوصا المصرية والخليجية، حيث أصدرت العديد من الألبومات، التي وصل عددها إلى 21 ألبوما، حيث كان الأول عام 1988، تحت عنوان «في الركن البعيد الهادي»، لكنها بعد إصدار 12 ألبوما لم يسلط الإعلام الضوء كثيرا على أنغام. وتحدثت أنغام خلال الندوة المذكورة، عن تجربة ألبوم «الحكمة المحمدية»، الذي يحكي قصة أمهات المؤمنين، وقالت إنها فكرة جميلة ورائعة ونفذت بشكل جيد، حيث كانت «الفكرة مختلفة، غنيت فيها عن الصحابيات وأمهات المؤمنين»، تضيف أنغام، التي أكدت أنها ستأخذ وقتا كافيا من أجل الإقبال على عمل من الشكل نفسه، على اعتبار أن هذا المجال ينتمي للغناء الديني الذي يجب التريث في الإقبال عليه. ومن جانبه، وفي سياق آخر، كشف الفنان اللبناني ملحم زين، الذي تقاسم مع أنغام فضاء النهضة، يوم الخميس الماضي، نيته الالتزام دينيا موضحا في ندوته الصحفية التي أقيمت قبل ساعات على انطلاق الحفل بدار الفنون في الرباط، «أنا ملتزم والحمد لله، أقوم بواجباتي الدينية، هدفي المستقبلي هو الاتجاه إلى الإنشاد الديني، لأنني على يقين أنني لن أستمر بالغناء طوال حياتي، فأتمنى أن يطيل الله في عمري حتى أستطيع تحقيق ما أهدف إليه». وأضاف أنه لن يقبل أن يحمل لقبين في آن واحد، أي أن يكون «المطرب الشيخ»، كاشفا أنه حين يرزق بأولاد لن يسمح لهم بدخول مجال الفن. وفي رد على سؤاله عن نيته الغناء برفقة فنان ما، أكد أنه لا يحبذ فكرة الثنائيات في الفترة الحالية، حيث يفضل أن ينفرد بأعماله، لكنه كشف أنه في حال عاد وفكر بتقديم ديو ما، فسيكون من اللون الغنائي المعروف ب»الراي». وغنى الفنان الفلسطيني كمال سليمان في قاعة باحنيني، بينما أطرب علي عزام ونياز من إيران جمهور فضاء شالة. وتوزعت من جديد المجموعات الغنائية والراقصة من جديد في الشوارع الكبرى للعاصمة الرباط، حيث لفتت كل من فرقة ماهالاراي باندا الرومانية، وديفي كاكو الفرنسية، الأنظار، إلى جانب مجموعة قصبة فانفار وكازافييستا من المغرب.