جمهور يرقص على أنغام الريغي الجمايكي مع جيمي كليف وأصالة تتألق بمنصة النهضة تواصلت خلال سادس أيام «موازين»، وطوال ما يقارب الأسبوع، النشاطات الثقافية الموازية للسهرات الفنية والموعد المسائي بين الجمهور ونجومه المفضلين، وفي يوم جديد مليئ بالحركة والإحساس، نظمت جمعية «مغرب الثقافات» مائدة مستديرة، بعد ظهر أول أمس، تحت عنوان، «الثقافة..ضرورة أم ترف»، والتي أدارها الكاتب المغربي الطاهر بنجلون، وعرفت مشاركة الناقدة الفنية رجاء بنشمسي، وادريس خروز، مدير المكتبة الوطنية، والباحث الاجتماعي يونس أجاري. وفي ما يزيد عن ساعتين، ركز المتدخلون في المائدة المستديرة التي حضرها جمهور غفير، على المتغيرات التي شهدها المغرب، لإبراز دور الثقافة في المجتمعات الحديثة. وبالموازاة مع ذلك، احتضن المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، محترفا حول الرقص المعاصر، من تقديم نون ماي سفالهولم، الذي يعتبر أحد أهم مصممي الرقص المعاصر، ومدير سابق لمدرسة الباليه الملكي في الدانمارك. وأكد سفالهولم، أن الرقص تداريب، لكنه في الوقت نفسه وسيلة أخرى لرؤية العالم. ولم تفوت جمعية «مغرب الثقافات» اليوم السادس من مهرجان «موازين..إيقاعات العالم»، دون تكريم الراحل محمد السوسدي، الذي رحل في بداية السنة الجارية، ومن خلاله تكريم مجموعة لمشاهب، التي أحيت ليلة الأربعاء، بمنصة سلا، حفلا ساهرا ذكر جمهور هذه المنصة بسنوات السبعينيات والثمانينيات، وأغاني مازال المغاربة يحفظونها ويرددوها. تكريم الراحل محمد السوسدي لم تبرمجه «مغرب الثقافات» بعد وفاته، بل كان مقررا سلفا ضمن فعاليات الدورة الحادية عشرة لمهرجان «موازين.. إيقاعات العالم»، إذ لولا الأقدار التي شاءت أن يفارق هذه الحياة، لوقف السوسدي فوق منصة سلا، ينتشي بالكلمات التي ستقال في حقه، ولأطرب إلى جانب أفراد مجموعة لمشاهب، الجمهور الوافد على منصة سلا. ويعد محمد السوسدي، الذي فقدته الساحة الفنية يوم 17 يناير الماضي، بالدار البيضاء، عن سن 61 عاما، واحدا من أبرز الفنانين الذين أنجبتهم ظاهرة المجموعات الغنائية، خلال عقد السبعينيات من القرن الماضي، وخاصة ضمن مجموعة «لمشاهب»، التي فقدت، برحيله أحد أعمدتها الذي ساهم بقسط وافر في بناء مجدها وشهرتها، اللذين تجاوزا حدود الوطن. ورافق لمشاهب، في إحياء سهرة منصة سلا، مجموعات غنائية أثثت سادس ليلة من المهرجان، وهم مجموعة ألوان، وفايف ستارز، وجيل الغيوان. وتميز حفل ليلة الأربعاء أيضا بإطلالة الفنان الجمايكي جيمي كليف، أحد أساطير فن «الريغي» وصاحب الأغنية الشهيرة «ريغي نايت»، في حين أحيى إيبو تايلور حفل فضاء أبي رقراق، ويعد إيبو الفنان الوحيد الذي من شأنه أن ينافس الأسطورة فيلا كوتي في الإيقاع الغاني مائة بالمائة، لأن إيبو تايلور حلقة مفقودة في الموسيقى الإفريقية. وغير بعيد عن منصات السويسي وأبي رقراق، انبهر جمهور منصة النهضة، بأداء أصالة رفقة الفنانة الشابة أمال البوشري، إحدى خريجات برنامج «أستوديو دوزيم»، عندما أديا أغنية «مابقاش أنا»، باللهجتين العربية والفرنسية، مثلما انبهر بالزي التقليدي الذي ارتدته في الحفل. وأكدت أصالة أنها معجبة بالبوشري، لأنها فنانة شابة مهذبة وراقية ومتخلقة وموهوبة، وصورة جميلة للمرأة المغربية المقيمة في فرنسا. وردد الجمهور مع أصالة الطرب العربي، أجمل أغانيها، ومنها «ولا تصدق»، «يامجنون»، و»عادي» و»اسكت بقا»، بالإضافة إلى أغنية «الوداع»، للفنانة الراحلة وردة الجزائرية. وكانت الفنانة أصالة، عبرت عن سعادتها بالمشاركة للمرة الثانية في مهرجان «موازين»، معتبرة أنه من بين أكبر المهرجانات الموجودة في العالم. ووجهت أصالة رسائل حب واحترام ودعم إلى بلدها سوريا، من خلال بعض أغانيها، قائلة إنها فكرت في تقديم مجموعة من الأغاني التي ترقى إلى مستوى انتظارات الجمهور المغربي، وتوصل في الوقت نفسه مجموعة من الرسائل التي تريد تبليغها. ولم تخرج الندوة الصحافية لأصالة نصري، التي أقيمت أول أمس (الأربعاء)، عن سياق الأحداث التي تقع في سوريا، حيث عبرت الفنانة السورية التي كانت سباقة للتعبير عن رفضها لما يجري في سوريا، مضيفة في الندوة نفسها التي حضرها العديد من الصحفيين العرب والأجانب، «أنه يصعب عليها أن تحترم فنانا يساند ما يجري في سوريا، ولا يمكنها أن تتفهم موقفا كهذا». وعن برنامجها التلفزيوني «صولا»، أوضحت الفنانة السورية، أنها تدرك عيوبها والتي ستتلافاها في الجزء الثاني، وقالت ضاحكة إنها تنوي استضافة فنانين مثل سعاد ماسي وآمال ماهر والشاب خالد في الجزء الجديد من البرنامج. وتحدثت أصالة نصري أيضا، عن عمليات التجميل، حيث قالت، «أخضع لها ليل نهار»، مشيرة إلى أنها لم تجر إلا عملية تجميل أزالت فيها جزءا من عظمة أنفها، وعملية زودت فيها نقطتين في وجنتيها، وزالا بعد أربعة أشهر، و»حقنت بوتوكس مرتين بينما صديقاتها من المدرسة الفنية حقن البوتوكس مليار مرة» على حد تعبيرها. وتوزعت من جديد المجموعات الغنائية والراقصة في الشوارع الكبرى للعاصمة الرباط، حيث لفتت كل من فرقة ماهالاراي باندا الرومانية، وديفي كاكو الفرنسية، الأنظار، إلى جانب مجموعة قصبة فانفار وكازافييستا من المغرب.