أجرى رئيس الحكومة عبد الإله بن كيران، يوم الجمعة الأخير، بقصر مونكلوا في مدريد، مباحثات مع رئيس الحكومة الاسباني ماريانو راخوي. وأبرز بن كيران، في تصريح للصحافة، العلاقات «القوية جدا» التي تربط بين المغرب واسبانيا نظرا ل «المصالح المشتركة، والقرب الجغرافي، والانسجام بين البلدين الجارين». وقال «إننا ركزنا في مباحثاتنا على علاقات الصداقة القائمة بين المغرب وإسبانيا والتي ينبغي أن تتطور في نفس الاتجاه وبنفس القوة وأن تصبح أكثر تنوعا» مؤكدا، أن هذه المباحثات طبعها «التفاهم التام». وأشار بن كيران إلى أن الجانبين اتفقا على العمل من أجل تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، مذكرا بأن أول استقبال خص به شخصية أجنبية، عقب تعيينه رئيسا الحكومة المغربية، كان راخوي. وأوضح بلاغ لرئاسة الحكومة الأسبانية، صدر عقب المباحثات، أن رئيسي الحكومتين بحثا العديد من القضايا الدولية والثنائية وتطرقا أيضا إلى عدد من القضايا المتعلقة بالاجتماع رفيع المستوى المغربي الاسباني الذي سينعقد يوم 12 شتنبر المقبل». ومن جهة أخرى استقبل بن كيران من طرف رئيس مجلس الشيوخ، بيو غارسيا اسكوديرو حيث وقع في الدفتر الذهبي للغرفة العليا للبرلمان الاسباني. وكان بن كيران قد استقبل، قبل ذلك، بقصر ثارثويلا بمدريد، من قبل العاهل الاسباني الملك خوان كارلوس الأول. وفي اليوم نفسه، وخلال ندوة نظمت بمقر المعهد الأوروبي للمتوسط حول موضوع «التحولات الديمقراطية بالمغرب، بعد اعتماد الدستور الجديد»، ببرشلونة، قال بنيكران، إن المغرب فضل نهج مسار الإصلاح في إطار الاستقرار والاستمرارية، الأمر الذي كرس خصوصية المملكة بالمقارنة مع دول المنطقة. وأبرز بنكيران، أنه خلافا لبعض البلدان في المنطقة حيث جرت انتفاضات شعبية عنيفة سعيا إلى التغيير، فقد شهد المغرب «تطورا في إطار من الهدوء والاستقرار»، الأمر الذي مكنه من اعتماد دستور جديد. وأوضح بنكيران أن الدعم الشعبي للدستور الجديد يجد تفسيره في المقاربة التشاركية في مسلسل الإصلاح الذي ساهم فيه جميع القوى السياسية والاجتماعية للأمة. وأشار إلى أن المغرب قد شرع في مسار الإصلاح قبل بداية «الربيع العربي»، مبرزا الدور المحوري الذي تلعبه المملكة في تكريس العملية الديمقراطية. وبعد أن ذكر بأهمية الخطاب التاريخي والشجاع لجلالة الملك محمد السادس والذي استجاب لتطلعات الشعب المغربي من خلال تسريع مسلسل الديمقراطية، قدم بنكيران لمحة عن الخطوط العريضة للدستور الجديد مشيرا بالخصوص إلى الصلاحيات الواسعة الممنوحة للحكومة والبرلمان، واستقلال القضاء، والمكانة المهمة التي أعطيت للمجتمع المدني ودسترة اللغة الأمازيغية. وقال بنكيران إن المغرب شهد تطورات إيجابية ودينامية للتحول غير مسبوقة بفضل الإصلاحات السياسية والتلاحم بين الملكية والشعب، معربا عن عزم الحكومة على المضي قدما في مسار الإصلاح لمحاربة الفساد والدفاع عن كرامة المواطنين وتعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية للمملكة. وأعرب بنكيران، الذي كان يتحدث أمام العديد من الشخصيات السياسية والعشرات من الأكاديميين والطلبة والفاعلين الجمعويين المغاربة، عن إرادة الحكومة في احترام وتنزيل مقتضيات الدستور الجديد. من جهة أخرى وبخصوص العلاقات بين المغرب وإسبانيا، أعرب رئيس الحكومة عن إرادة المملكة في تكثيف روابط التعاون مع مدريد في كافة المجالات واصفا ب»الهامة» المباحثات التي أجراها سابقا في مدريد مع رئيس الوزراء الإسبانى ماريانو راخوي. وعقب هذه الندوة جرى نقاش أجاب فيه بنكيران على أسئلة الحضور خاصة تلك المتعلقة ببعض مقتضيات الدستور. وجرى هذا اللقاء بحضور على الخصوص قنصلا المغرب في برشلونة وتاراغونا غلام مايشان وفارس يسير، والأمين العام للشؤون الخارجية في الحكومة المستقلة بكاطالونيا سينين فلورنسا ومدير المعهد الأوروبي للمتوسط أندرو باسولس وممثلو الاتحاد من أجل المتوسط. كما شارك بنكيران، بعد ذلك بصفته الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، في حفل افتتاح المؤتمر الرابع لشبكة جمعيات المغرب-التنمية في أوروبا الذي سينعقد على مدى ثلاثة أيام تحت شعار «دور المغاربة في الخارج في التنمية السياسية والاقتصادية في المغرب». ومن المنتظر أن يكون رئيس الحكومة قد أجرى أمس الأحد، مباحثات مع رئيس الحكومة المستقلة لكاطالونيا أرتور ماس.