تكريم العالم اللغوي المغربي أحمد العلوي كرمت فعاليات جامعية العالم اللغوي المغربي أحمد العلوي، يوم الخميس الماضي بالرباط، بوصفه أحد الأساتذة الجامعيين الذين ساهموا في ترسيخ الدرس اللساني في الجامعات المغربية وفي تجديد البحث اللغوي في العالم العربي. وقال رئيس جامعة محمد الخامس-أكدال، وائل بنجلون، خلال ندوة وطنية حول «مستقبل اللغة العربية» تم على هامشها تكريم الباحث أحمد العلوي، إن المحتفى به، الذي ساهم في التأسيس للدرس الجامعي بالمغرب، «قمة من قمم اللغة العربية في العالم العربي»، مشيرا إلى أنه كان أصغر أستاذ بالكلية ساعة التحاقه بها سنة 1967. واستعرض بنجلون إسهامات الرجل الرصينة في العديد من الملتقيات العلمية داخل الوطن وخارجه، مؤكدا أنه من الركائز التي قامت عليها الجامعة المغربية. واعتبر مدير معهد تنسيق التعريب التابع للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، ميلود حبيبي، أن «الفضل» يعود للأستاذ أحمد العلوي في «المكانة التي يحظى بها الأستاذ المغربي في الجامعات العربية»، مبرزا العمل الرائد الذ يقوم به المحتفى به، منذ سنوات، في المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم في مشاريع النهوض باللغة العربية لولوج مجتمع المعرفة. ومن جهته، لفت عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، عبد الرحيم بنحادة، الانتباه إلى أنه بات من الضروري «إعادة الاعتبار لثقافة الاعتراف ونبذ ثقافة الجحود»، منوها إلى أن مبادرة تكريم الأستاذ أحمد العلوي تتوخى توجيه رسالة إلى الأجيال القادمة مفادها أن ثمة «أعمدة في هذا الصرح الجامعي الشامخ أعطت الكثير لهذا الوطن». ووصف المحتفى به ب»أستاذ الأجيال في اللسانيات واللغويات»، قائلا إن العديد من أساتذة الجامعات تخرجوا على يد العالم اللغوي أحمد العلوي. وأكد رئيس شعبة اللغة العربية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، محمد الظريف، أن أحمد العلوي، أستاذ اللسانيات بكليات فاس والرباط وبني ملال وعمان، أثرى الساحة الثقافية في العالم العربي بأعمال علمية رصينة وساهم في تجديد البحث اللغوي العربي وتأسيس مدرسة لغوية مغربية جديدة. وأثنى على جدية الرجل وصرامته ونزاهته الفكرية والأخلاقية، قائلا إنه «يبحث عن الحقيقة حيثما وجدت». ومن جهته، اعتبر المحتفى به، في كلمة مقتضبة لحظة تسليمه هدايا رمزية وتذكارات من فعاليات أكاديمية وشخصيات علمية، أن هذا التكريم «قفزة من قفزات الدهر التي أخرج فيها من الخمول ثم أعود بعدها إلى خمولي» موظفا مصطلح الخمول ذي الدلالات الصوفية. واعتبر أن خموله ذاك «عادة مستحكمة» فيه تفضل «الإنزواء والإختفاء» على الأضواء والظهور. وتتوخى هذه الندوة، بحسب محمد الدريوش، نائب رئيس اتحاد اللسانيين المغاربة، تعميق النقاش حول اللغة العربية والتكنولوجيا والأنترنت وعالم المعرفة بوجه عام والإشكاليات المرتبطة بمعالجة اللغة العربية بمنطق التكنولوجيا المعاصرة. وحضر هذه التظاهرة، التي نظمت بالتعاون مع جامعة محمد الخامس-أكدال ومكتب تنسيق التعريب وكلية الآداب والعلوم الإنسانية، وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر لحسن الداودي الذي هنأ بدوره الأستاذ أحمد العلوي على هذا التكريم «عرفانا بما قدمه للغة العربية وللأمة العربية والإسلامية».